المجلد 3 , العدد 3 , صفر 1425 - نيسان 2004 |
|
افتتاحية العدد |
ماتياس م. مولير . رئيس IFCC |
|
|
إن القرار الذي اتخذته هيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية لإعادة إصدار مجلة التشخيص المخبري قراراً شجاعاً في عالم اليوم حيث تتطور الأحداث بشكل متسارع. إن العديد من المجلات والكتب المطبوعة قد استبدلت بالمقالات الالكترونية والتي تعتبر في رأي البعض أكثر دقة وأكثر سهولة ويسراً للحصول على المعلومات المطلوبة، وعلى الرغم من صحة هذا المفهوم وخاصة في مجال البحث العلمي، عند الحاجة للبحث عن معلومات في مجال معين، فإن الكتب والمجلات المطبوعة لا زالت تتمتع بالدقة العالية وهي أقل عرضة للتغيير أو التلاعب كما في المقالات الالكترونية.
إن أهم مثال على ذلك هو الوثائق التاريخية والتي كتبت منذ عقود وقرون عديدة ولا زالت مقروءة حتى وقتنا الحاضر وهي في نفس الوقت تعكس شخصية الكاتب وثقافة الحقبة التي كتب عنها. لكن وبدون شك فإن استخدام كلا الوسيلتين والاستفادة من خصائص كلاً منها سيكون سمة المستقبل.
إن التقدم الكبير في العلوم الحيوية الطبية وتقانات الاتصالات والذي حدث خلال العقود الماضية كان له الأثر الواضح على الخدمات الصحية وعلى العاملين في المجال الصحي.
إن الحصول على معلومات طبية ذات مصداقية عالية زاد من مسؤولية المواطنين تجاه شؤونهم الصحية الخاصة وكذلك الشؤون الصحية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
في ظل هذا المناخ المتغير باستمرار فإن المفهوم التقليدي للكيمياء الحيوية وللطب المخبري قد تحول من مجرد أداة لإصدار التقارير المخبرية إلى مؤسسة تعنى بصحة المريض بشكل عام، حيث أصبح للعاملين في مجال الطب المخبري دور في الوقاية والتشخيص ومراقبة وعلاج المرضى.
إن الازدياد الكبير في عدد ونوعية التحاليل المخبرية والمعلومات التي يمكن الحصول عليها من دراسة المورثات، والدور الذي تقوم به في الصحة والمرض سيجبرنا على استخدام ما يسمى اليوم التقانات الالكترونية الحيوية لتدبير وتفسير الحالات المرضية.
إن مجرد قبول العاملين في حقل الطب المخبري لمثل هذه التحديات سيفرض عليهم أن يكونوا شركاء حقيقيين وهامين للأطباء السريريين والمعالجين على السواء.
إن هذه التغيرات المستمرة تبيّن مدى الحاجة إلى التعليم والتدريب المستمر للعاملين في مجال التشخيص المخبري، ومما لاشك فيه أن صدور مجلة إقليمية تتصدى لهذه المتطلبات يعتبر أحد الوسائل لتحسين الأداء في مهنة التشخيص المخبري.
إن تاريخ هيئة مخابر التحليل الطبية في سورية ودورها في خدمة وتطوير الطب المخبري في المنطقة، ما هو إلا دليل واضح على أن الهيئة سوف تستمر في تطوير مهنة الطب المخبري في مجالات الجودة وتفسير النتائج المخبرية واستخدام التقانات الجديدة في العلوم الحيوية. إن هذا بدون شك سيكون له تأثير على مجلة التشخيص المخبري.
لا شك بأن هذه المجلة ستساعد الزملاء المخبريين في المنطقة العربية على العمل بكفاءة ومستوى عالٍ من المهنية.
إن ارتفاع متوسط الأعمار مع بدايات القرن الحادي والعشرين أدى إلى زيادة الاهتمام والوعي في التطور الصحي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المختلفة، ولكن وفي خضم هذه المتطلبات والتطورات أنه من المهم أن لا يغيب عن بالنا القيم الإنسانية وخاصة أن هنالك العديد من الناس لا يملكون الوسائل التي تمكنهم من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
إن العاملين في هيئة تحرير هذه المجلة قد أخذوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة لإصدار مجلة متعددة اللغات، والتي سوف تكون موضع ترحيب لدى القراء، ولا شك أن الجميع سيكونون فخورين بهيئة التحرير، ومن المتوقع أن يكون لهذه المجلة دوره في تحسين الطب المخبري في المنطقة العربية.
فيينا - النمسا – نيسان (أبريل) 2004
|
|
المجلد 3 , العدد 3 , صفر 1425 - نيسان 2004 |
|
|
|