مقدمة Introduction: يشكل التهاب الكبد B مشكلة صحية على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة لما قد ينتج عن تطوره خمج كبدي مزمن ومن ثم تشمع وسرطان الخلية الكبدية (HCC) Hépatocellulaire carcinoma. من هنا يعد كشفه وتأكيد تشخيصه خطوة ذات أهمية كبيرة على مستويين: الأول في بنك الدم, وذلك لتفادي انتقاله إلى أفراد جدد بطريق نقل الدم. والثاني: عند الأشخاص ذوي خطر الإصابة العالية وعند النساء الحوامل بهدف متابعة سير المرض وتطوره نحو الشفاء أو الخمج المزمن وأيضاً في مراقبة المعالجة. هدف دراستنا هو إجراء مقارنة بين طريقة الاستشراب المناعي وطريقة المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم الـ ELISA في كشف الواصمات التشخيصية الخاصة بفيروس التهاب الكبد B.
المواد والطرق Matériels et méthodes: اعتمدت دراستنا على أخذ 405 عينة من متبرعين بالدم, أصحاء ظاهرياً, تأكدت لديهم إيجابية Ag-HBs بطريقة ELISA, وذلك من مركز دمشق لنقل الدم خلال الفترة ما بين 11/2003 ولغاية 4/2004. أجرينا لأفراد العينة أيضاً كشفاً لكلٍ من الواصمات التالية Anti-HBs, Ag-HBe, Anti-HBe, total Anti-HBc باستخدام طريقتين: طريقة المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم الـ ELISA في المرة الأولى, وباستخدام شرائط Strips الاستشراب المناعي immuno-chromatographique في المرة الثانية. حيث تم العمل باستخدام عتائد Kitsلشركات مختلفة على الشكل التالي:
أولاً: Ag-HBs تم الكشف عنه بعتيدتين للـ ELISA الأول لشركة Murex بمركز دمشق لنقل الدم والثاني لشركة Human، لتأكيد إيجابيتها، بمخابر كلية الصيدلة، جامعة دمشق.
ثانياً: Ag-HBe, Anti-HBe تم الكشف عنها بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Vidalab.
ثالثاً: Anti-HBc-Total، Anti-HBs تم الكشف عنها بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Human.
وتم استخدام عتيدة لشركة Acon لكشف الواصمات الخمس السابقة بطريقة الاستشراب المناعي.
النتائج Résultats: لدى المقارنة بين الطريقتين, تبين أن نسبة توافق طريقة الاستشراب المناعي مع طريقة ELISA كانت على التتالي: Ag-HBs 86.6%, Anti-HBs 92.6%, Anti-HBs 96.8%، 97 Ag-HBe%، Anti-HBe 96.04%.
الاستنتاج conclusion: أظهرت لنا هذه الدراسة أن طريقة الاستشراب المناعي أقل حساسية من طريقة الـ ELISA, حيث تميل طريقة الاستشراب المناعي لإعطاء نتائج سلبية كاذبة مقارنة مع طريقة الـ ELISA.

Introduction: On peut considérer l’infection hépatique par le virus de l’hépatite B (HBV) parmi les infections hépatiques les plus importantes et les plus dangereuses car il y a une grande partie de l’infection hépatique qui se développe en infection chronique puis en cirrhose ou en carcinome hépatocellulaire.
Pour cela, le dépistage et le diagnostic de ce type d’infection est une étape très importante car: Premièrement, dans le domaine de la transfusion sanguine pour éviter la transmission du virus par le sang contamine. Deuxièmement, pour les personnes a risque et les femmes enceintes, c’est très important de suivre le développement de ce type de maladie afin de suivre le traitement approprié. Le but de notre travail constitue à étudier la sensibilité entre les méthodes ELISA et les méthodes immuno-chromatographique.
Matériels et méthodes: On a travaille sur 405 échantillons Ag-HBs positif par méthode ELISA parmi les donneurs volontaires au centre de Transfusion sanguine a Damas de la période étendue du 11/2003 jusqu'au 04/2004. Nous avons fait les marqueurs suivants sur les échantillons (Anti-HBs, Ag-HBe, Anti-HBe. total Anti-HBc) par 2 méthodes: méthodes ELISA et méthodes immuno-chromatographique avec les réactifs suivants:
Ag-HBs: fait la 1ere fois dans le centre de transfusion de Damas par kits ELISA de la société Murex, nous avons revérifie la positivité de ces échantillons par kits ELISA de la société Human.
Ag-HBe & Anti-HBe: nous avons fait le dépistage de kits ELISA de la société Vidalab.
Anti-HBc & Anti-HBs: nous avons fait le dépistage par des kits ELISA de la société Human.
Nous avons refait les 5 marqueurs avec méthodes immuno-chromatographique de la société ACON.
Résultats: En comparant les méthodes ELISA avec la méthodes d'immuno-chromatographique. Nous avons trouve des résultats comparables selon les pourcentages respectivement les résultats suivants (Anti-HBs, Ag-HBe, Anti-HBe. total Anti-HBc) (86.6, 92.6, 96.8, 97, 96.04%).
Conclusion: En comparant 2 méthodes nous avons trouve que la méthodes d'immuno-chromatographique est moins sensible par rapport aux méthodes ELISA avec des risques d'avoir des résultats faussement négatifs.

يعتبر الخمج بفيروس التهاب الكبد B واحداً من أكثر أنماط التهابات الكبد الفيروسية شيوعاً, كما يعتبر السبب الأكثر شيوعاً لتشمع الكبد cirrhoses وسرطانة الخلية الكبديةcarcinome Hépatocellulaire (CHC) (1)، وأكثر أنماط الالتهابات الفيروسية التي تصل إلى مرحلة الخمج المزمن. حيث يوجد أكثر من 350 مليون حامل مزمن في العالم (2).
يُعرّف التهاب الكبد بأنه حالة التهابية inflammation في الكبد. ينتج هذا الالتهاب عن أسباب متعددة, منها فيروسات التهاب الكبد, وأكثرها أهميةً وشيوعاً فيروس التهاب الكبد HBV الذي يتمتع بقدرة خمجية تفوق تلك الخاصة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) HIV، (3).
ينتمي فيروس التهاب الكبد HBV إلى عائلة Hepadnaviridae, هو ذو مجين génome من نوع الدنا ADN دائري مضاعف الطاق جزئي partially double-stranded circular DNA (4).
تصنف واصمات فيروس التهاب الكبد B إلى:
1- المستضد السطحي Ag-HBs: وهو أبكر المؤشرات indicateur précoce ظهوراً في الخمج الحاد infection aigue. يشير استمرار تواجده لأكثر من ستة أشهر إلى خمج مزمن infection chronique. ويُعد هذا المستضد ذو أهمية كبيرة في تشخيص الإصابة بفيروس التهاب الكبد البائي HBV وتقصيه في الدم (5).
2- الأضداد السطحية Anti-HBs: يشير وجودها بعد 1-4 أشهر من ظهور الأعراض إلى شفاء سريري ومناعة لاحقة immunité subsequentielle ضد فيروس التهاب الكبد البائي HBV (5).
3- الأضداد اللبية Anti-HBc: يوجد نمطان لهذه الأضداد:
أضداد من نمط الـ IgM: يشير وجودها إما إلى إصابة حديثة تحت سريرية أو إلى التهاب كبد فيروسي بائي حاد.
أضداد من نمط الـ IgG: يشير وجودها بغياب أضداد من نمط IgM إما إلى خمج مزمن أو إلى شفاء. يشير كشف Anti-HBc-Total بدون تحديد نمطها، IgM أو IgG، إلى التعرض للإصابة بالفيروس دون التمييز ما بين الإصابة الحديثة بالفيروس أو الإصابة المزمنة أو الشفاء (5).
4- المستضد المحفظي Ag-HBe: يُعد ظهوره خلال الأسابيع 3- 6 من بدء الإصابة دليلاً على خمج حاد aigue, حيث تكون القدرة على العدوى في هذه المرحلة في أقصاها. يشير استمراره بعد الأسبوع العاشر إلى التطور نحو خمج مزمن, وبقاء وجوده بعد ذلك يدل على خمج مزمن chronique. ولم تتضح وظيفة هذا المستضد بعد (5).
5- الأضداد المحفظية Anti-HBe: يُعد الانقلاب المصلي séroconversion من المستضد المحفظي Ag-HBe إلى الضد المحفظي Anti-HBe خلال الطور الحاد من الخمج مشعراً انذارياً pronostic بالشفاء. يشير وجوده مع وجود Anti-HBc إلى الفيروس المتوحش غير الطافر بغياب كل من Anti-HBs و Ag-HBs وبشرط عدم وجود طفرات اللب core mutants إلى قدرة معدية ضعيفة والدخول في طور النقاهة convalescence (5).
6- DNA-HBV: يُكشف باستخدام مقايسات التهجين essais hybridation أو تقانة تفاعل سلسلة البوليميراز PCR, وذلك بعد أسبوع من الخمج البدئيinfection initiale. يُجرى هذا الاختبار لمراقبة المعالجة المضادة للفيروساتtraitement antiviral لتمييز الخمج الحاد من الحامل المزمن غير الفعال والتي لا يمكن الكشف عنها بالطرق الروتينية المتوفرة.

يتم وضع التشخيص اعتماداً على:
1- الأعراض السريرية: أكثرها شيوعاً الألم البطني abdominal pain, الإعياء fatigue, فقدان الشهية perte d'appétit, الغثيان والإقياء nausée et vomissement, الألم المفصلي joint pain، كما يظهر اليرقان jaunisse في الحالات الحادة (6).
2- اختبارات كيميائية حيوية لوظيفة الكبد: وتتضمن البيليروبين وإنزيمات ناقلات الأمين والفسفتاز القلوية (ALT, AST, ALP), بالدرجة الأولى والتي تكون مرتفعة وخاصة خلال الطور الحاد من الخمج.
3- اختبارات مناعية: يتم فيها التقصي عن واسمات فيروس التهاب الكبد B من مستضدات وأضداد Anti-HBe, Ag-HBe, Anti-HBc, Anti-HBs, Ag-HBs والتي تُكشف باستخدام:
الطرق المناعية الإشعاعية Radioimmunoassay (RIA).
الطرائق المناعية الإنزيمية Enzyme immunoassay (EIA), وخاصة تقنية المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم ELISA الأكثر استخداماً (7).
طرق الاستشراب المناعي immuno-chromatographiques والتي تشكل اختباراً سريعا ًTest rapide للكشف النوعي détection qualitative عن وجود واصمات فيروس التهاب الكبد B في المصل أو البلازما, ودون استخدام أي جهاز لقراءة النتيجة (8).
كما يمكن كشف DNA-HBV بطريقة تفاعل سلسلة البوليميراز PCR في نسيج الكبد وكذلك الدم, الذي يفيد أيضاً في إجراء معايرة كمية لعدد نسخ DNA في الدم.

العينات Spécimens: تضمنت الدراسة 405 عينة، جمعت من المتبرعين بالدم في مركز دمشق لنقل الدم خلال فترة الدراسة التي امتدت لستة أشهر وذلك خلال الفترة ما بين 11/2003 و 4/2004. حيث تبين إيجابيتها بالنسبة للمستضد السطحيAg-HBs وذلك بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Murex وتم تأكيد إيجابيتها بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Human.
2- المقايسات المجراة: تم كشف الواصمات الخاصة بالتهاب الكبد B باستخدام طريقة المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم ELISA, حيث تم العمل باستخدام عتائد لشركات مختلفة على الشكل التالي:
أولاً: Ag-HBs تم الكشف عنه بعتيدين الـ ELISA الأولى لشركة Murex بمركز دمشق لنقل الدم والثانية لشركة Human، لتأكيد إيجابيتها بمخابر كلية الصيدلة بجامعة دمشق.
ثانياً: Ag-HBe, Anti-HBe تم الكشف عنها بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Vidalab.
ثالثاً: Anti-HBc-Total، Anti-HBs تم الكشف عنها بطريقة الـ ELISA باستخدام عتيدة لشركة Human.
وتم استخدام عتيدة لشركة Acon لكشف الواصمات الخمس السابقة بطريقة الاستشراب المناعي.
تم إجراء جميع هذه المقايسات في مخابر مركز دمشق لنقل الدم, ومخابر كلية الصيدلة.

كانت النتائج على الشكل التالي:
ظهرت لدى 54 حالة نتيجة سلبية للمستضد السطحي ولدى 351 حالة نتيجة إيجابية للمستضد السطحي باستخدام طريقة الاستشراب المناعي, وبالتالي كانت نسبة توافق هذه الطريقة مع طريقة الـ ELISA، (الشكل 1) هي 86.66%.
وباستخدام الطريقتين السابقتين قمنا بإعادة الكشف عن أضداد المستضد السطحي Anti-HBs في العينات السابقة والبالغ عددها 405 عينة, فظهر لدى 30 عينة نتائج مغايرة بين الطريقتين وتوافقت النتائج في العينات 375 المتبقية. وبالتالي كانت نسبة توافق طريقة الاستشراب المناعي مع طريقة الـ ELISA (الشكل 2) 92.6%.
ظهر لدى 28 حالة من بين العينات 30 المغايرة سلبية Anti-HBs بطريقة الاستشراب المناعي في حين أنها كانت إيجابية بطريقة الـ ELISA, وظهر لدى حالتين نتيجة إيجابية بطريقة الاستشراب المناعي وسلبية بطريقة الـ ELISA (الشكل 3). وعليه فإن 93.3% من هذه العينات أعطت نتائج سلبية بطريقة الاستشراب المناعي عوضاُ عن نتائج إيجابية.
كما استخدمت طريقة الاستشراب المناعي لإعادة كشف أضداد اللب Anti-HBc, فأعطت 13 عينة نتائج مغايرة بين الطريقتين, وبالتالي كانت نسبة التوافق بين الطريقتين (الشكل 4) 96.8%.
ظهر لدى 10 عينات من بين العينات 13 ذات النتائج المغايرة نتائج سلبية بطريقة الاستشراب المناعي في حين أنها كانت إيجابية بطريقة الـ ELISA, كما ظهر لدى 3 عينات نتائج إيجابية بطريقة الاستشراب المناعي في حين أنها كانت سلبية بطريقة الـ ELISA، وبالتالي كانت نسبة العينات التي أعطت سلبيات كاذبة 2.4% (الشكل 5).
وبكشف المستضد المحفظي Ag-HBe بالطرق نفسها كان هناك 12 عينة أعطت نتائج سلبية بطريقة الاستشراب المناعي في حين أنها كانت إيجابية بطريقة الـ ELISA, وبالتالي كان التوافق بين الطريقتين (الشكل 6) هو %97.
تم أيضاً تطبيق الإجراءات السابقة على أضداد المستضد المحفظي Anti-HBe, فأعطت 16 عينة نتيجة سلبية بطريقة الاستشراب المناعي بدلاً من النتائج الإيجابية بطريقة الـ ELISA, وبالتالي كان التوافق بين الطريقتين (الشكل 7) هو %96.04.

تبين هذه الدراسة أن طريقة الاستشراب المناعي essais immunochromato-graphiques أقل حساسية من طرق المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم الـ ELISA. كما تبين لنا أن هذه الطرق تميل لإعطاء سلبيات كاذبة وذلك لكون معظم النتائج المغايرة كانت نتائج سلبية في طرق الاستشراب المناعي بدلاً من نتائج إيجابية في طرق ELISA. كما لوحظ ظهور بعض الحالات الإيجابية القليلة بطريقة الاستشراب المناعي للواصمات: Anti-HBs و Anti-HBc والتي كانت سلبية بطريقة الـ ELISA. ويمكن تفسير ذلك بتفاعلات متصالبة بين هذه الأضداد وبروتينات المصل عند الكشف بطريقة الاستشراب المناعي.
نخلص إلى أنه يمكن استخدام الاستشراب المناعي كطريقة سهلة للتقصي إلا أنه يجب أن تُتبَع حتماً بطريقة ELISA أو أي طريقة أخرى أكثر حساسية ونوعية لتأكيد الإيجابية والسلبية, وبالتالي لا يمكن الاعتماد بشكل كلي على هذه الطرق كون ذلك يؤدي إلى وقوع أخطاء في التشخيص نتيجة السلبيات الكاذبة, وخاصة فيما يتعلق بكشف المستضد السطحي Ag-HBs الذي يعتبر الواصم الأهم في كشف وتشخيص الإصابة بفيروس التهاب الكبد البائي أو الإيجابيات الكاذبة القليلة التي لوحظت مع السطحية Anti-HBs واللبية Anti-HBc.