المجلد 3 , العدد 7 , صفر 1426 - نيسان (أبريل) 2005 |
|
نتائج الزرع الجرثومي والحساسية لمُمْرضات جهاز البول المعزولة من مرضى
محولين من عيادات الأطباء في المجتمع
|
Bacterial Culture Results and Susceptibility Test of Uropathogens Isolated from Outpatients Referred from
Clinics in Community
|
د. عبد السلام العمر |
Al-Omar Abdul Salam |
الملخص Abstract |
تُعد مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية مشكلة متنامية باطراد وتسبب قلقاً كبيراً لدى المسؤولين في الكثير من الدول. من هذا المنظور كان هدف هذه الدراسة إلقاء الضوء على الجراثيم المعزولة من بول مرضى عداوى الجهاز البولي ونماذج الحساسية الجرثومية للمضادات الحيوية المستخدمة. ما بين 28/1/2004 ولغاية 28/6/2004 (29 شهراً) تم زرع 228 عينة بول لمرضى من الجنسين وبكافة الأعمار. وبلغ معدل عزل مُمْرضات جهاز البول منها 55.7% (127/228)، وبلغت نسبة عينات البول الإيجابية لدى الإناث بالمقارنة لما عند الذكور 4.52 :1.00. عزلت عصيات من عائلة الأمعائيات Entero-bacteriaceae من عينات البول الإيجابية بنسبة (127/87) 68.6%, في حين عزلت مجموعة الجراثيم إيجابية الغرام (مكورات عنقودية وعقدية) بنسبة (127/39) 30.6% موزعة على النحو التالي: مكورات عنقودية 22.8%، ومكورات عقدية حالة للدم من النمط بيتا والمكورات الإمعائية كل منها بمعدل 3.9%. كما بلغت نسبة الجراثيم سلبية الغرام إلى إيجابية الغرام المعزولة من عينات البول 1.00: 2.26.
عزلت 8 من أصل 29 مكورة عنقودية ذهبية من عينات ذكور؛ مشكلة نسبة 34.8% وعزلت 21/104 من عينات إناث مشكلة نسبة 20.2%. فمعدل عدوى جهاز البول لدى الإناث يكون عموماً أكثر مشاهدة منه عند الذكور. وقد لوحظ معدل مرتفع لدى الأطفال حيث بلغت نسبة عينات البول الإيجابية لدى أطفال إناث إلى أطفال ذكور 10.5 :1.0. أظهرت الجراثيم المعزولة من أبوال مرضى يعانون من عدوى بولية مقاومة متزايدة ضد المضادات الحيوية شائعة الاستعمال والتي كانت تعد خطاً أول في العلاج. تشير معطيات الحساسية للعزولات جميعها من عداوى جهاز البول، إلى أن مقاومتها تجاه الامبيسيلين (AMP) 69%، الأموكسيسيلين 55% (AML)، الباكتريم (SXT) 55%، الكوأموكسي كلاف (AMC) 37%، السيفالوثين (ممثل الجيل الأول من السيفالوسبورينات) والأوفلوكساسين (OFL) لكل منهما 35%. بالمقابل أظهرت بقية المضادات الحيوية المفحوصة فعالية جيدة إلى ممتازة بدءاً من السيبروفلوكساسين (CIP)، حمض الناليدكسيك (NA)، النيتروفورانتوئين (F/M or F)، السيفاكلور (CEC)، الجنتاميسن (GN or CN) والنورفلوكساسين (NOR). تتطابق هذه المعطيات إلى درجة كبيرة مع حساسية ومقاومة أفراد عائلة الجراثيم الإمعائية تجاه المضادات الحي
وية، حيث بلغ معدل مقاومتها تجاه الامبيسيلين 68%، الأموكسيسيلين 66%، الباكتريم 55%، السيفالوثين 50% والكوأموكسي كلاف 39%.
أظهرت الدراسة أن ممثل الجيل الأول من السيفالوسبورينات (سيفالوثين) هو المختار لمعالجة عداوى جهاز البول المسببة بالمكورات العنقودية الذهبية (عدا العنقوديات الذهبية المقاومة للميتاسيلين) حيث بلغت نسبة حساسيتها له 97% في حين لم تتجاوز هذه النسبة 7% للأمبيسيلين، 22% للكلوكساسيلين و 28% للأموكسيسيلين. |
The Antimicrobic resistance and its spread are considered a growing problem and cause worry to the concerned authority in many states. The aim of this study is to view the isolated uropathogens from urinary tract infections (UTIs) and its susceptibility and resistance patterns. Between 28.1.2002-28.6.2004 (29 months) 228 urine samples were cultured from patients of both sexes and all ages. The incidence of isolation of uropathogens accounted for 55.7% (127/228). The Female: Male rate of positive urine samples was 4.52: 1.00.
Members of the family Enterobacteriacae were isolated from positive urine samples in rate of 68.6% (87/127), while the isolation of gram positive cocci accounted for 30.6% (39/127), distributed as following Staphylococcus aureus 22.8%,B-Hemolytic Streptococcus and Enterococcus spp each 3.9%. The gram negative bacilli to gram positive cocci rate isolated from UTIs was 2.26 :1.00.
Out of the 29 staphylococcus aureus, 8 were isolated from male samples accounting for 34.8% and 21/104 were isolated from female samples accounting for 20.2%. UTIs are more common among female than male. The female: male positive urine samples among children (under 15 years old) was 10.5: 1.0. Isolated microorganisms from UTIs showed increased Resistance against most common Antibiotics, which were considerd as first line in Therapy. Susceptibility Data for total Isolates derived from UTIs, indicated 69% resistance to ampicillin (AMP), 55% resistance to each of amoxicillin (AML) and sulfamethoxazol-trimethoprim (SXT), 37% resistance to co-amoxy clav. (AMC) and 35% resistance to each of ofloxacin (OFL) and cephalothin (CF or KF) representative of first generation of cephalosporines. On the other hand the activity of other tested antibiotics was better and has increased from ciprofloxacin (CIP), to nalidixic acid (NA), nitrofurantoin (F/M or F), cefaclor (CEC), gentamicin (GN or CN) and norfloxacin (NOR). Thes
e Data coordinate very well with the susceptibility patterns of Enterobacteriacae Isolates, where Resistance accounted for 68% to AMP, 66% to AML, 55% to SXT, 50% to CF and 39% to co-amoxy clav.
This study revealed that, CF is the drug of choice for treatment of UTIs caused by staph. Aureus (except of methicillin resistant staph. aureus-MRSA-). Isolated staph. aureus was sensitive to CF in 97% of cases, to AMP in 7%, to cloxacillin (CLOX) in 22% and to AML in 28%. |
المقدمة Introduction |
تعد عداوى الجهاز البولي واحدة من أكثر العداوى شيوعاً وتشخيصاً في المستشفيات والمجتمع (العيادات الخارجية). إذ تسبب عداوى جهاز البول في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من 5 مليون زيارة لعيادة الأطباء سنوياً. تختلف معدلات الجراثيم المعزولة بحسب عوامل متعددة: مصدر العدوى، وهل الخمج مكتسب ضمن المستشفيات hospital acquired أو هو مكتسب في المجتمع community acquired (1). يعاني على الأقل 8% من الفتيات و 2% من الفتيان من عدوى جهاز بولي في الطفولة وما بين 30-40% منهم سيكونون عرضة للإصابة خلال سنتين (2)، وغالبيتهم لا يظهرون أعراضاً. تكون العدوى
لدى بعض الأطفال وخيمة وتحدث عواقب طويلة الأمد تظهر بعد العلامات السريرية الأولية بسنوات. وللأسف تشخص العداوى متأخرة وينتج عن ذلك أحياناً تلف كلوي غير عكوس. يصل معدل الإصابة بعدوى الجهاز البولي لدى النساء الحوامل 8% ويبلغ معدل البيلة الجرثومية لديهن 4-7% (3). يصادف التهاب المثانة، وهي حالة مزعجة، لدى حوالي 20% من النساء خلال عمرهن ولكنه نادراً ما يصيب الرجال.
تصل الجراثيم إلى جهاز البول عبر استيطان القسم السفلي من الإحليل Periurethral (قصير لدى الإناث مقارنة بما عند الذكور) من قبل الزمرة الجرثومية الإمعائية للمريض ذاته حيث تهاجر بالاتجاه الصاعد وترتبط مع مستقبلات على الخلايا الظهارية للإحليل وصولا إلى المثانة وربما جهاز البول العلوي. تتضمن عوامل المضيف المؤهبة لعدوى مجرى البول: عيوباً بنيوية، جذراً حالبياً مثانياً، انسداداً جزئياً أو كلياً للجهاز البولي، انخفاضاً في تدفق البول وانسيابه، تجففاً للجسم، حالة مناعية مُضْعَفَة، زيادة أو فقد افرازات البروستات الطبيعية، داء السكري، انخفاض مستوى الوعي الصحي أثناء الجماع والحمل، اليرقان، تسمم دم جرثومي، أوراماً بولية، حصيات، تحولات في مخاطية الإحليل على مدار الوقت لدى النسـاء
بمرحلة الإياس وغيرها.
يكون لعداوى جهاز البول النصيب الوافر من
وصف واستهلاك المضادات الحيوية في المستشفيات والعيادات الخارجية مكلفة ملايين الليرات من الدخل القومي. ونظراً لأن معظم حالات عداوى جهاز البول يتم علاجها تجريبياً فمن هنا تكمن أهمية معرفة الجراثيم الأكثر عزلاً وتواتراً، وتوزعها البيئي، وخصائصها ونماذج حساسيتها للمضادات الحيوية. يساهم توافر هذه المعرفة في نجاح العلاج والاقلال من ظهور ذرارٍ مقاومة للمضادات الحيوية وتقلل من التكلفة المادية الناتجة عن فشل العلاج. ينبغي أن تبذل الجهود لتوفير المعطيات المتنوعة لهذه المعرفة على مستوى القطر وفي مناطق جغرافية متوزعة بغية مراقبة انتشارها وترصده وللحد من ظهور الذراري متعددة المقاومة للمضادات واسعة الطيف. نشرت تقارير تشير إلى تزايد ثابت في مستوى مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية شائعة الاستعمال بما في ذلك الامبيسيلين وثري ميثوبريم. كما لوحظ ازدياد مقاومة الإيشريكية القولونية، أحد أهم أفراد عائلة الإمعائيات, والأكثر مشاهدة كمسببة لعداوى جهاز البول في المجتمع لمركبات فلوروكينولون وبلغت 36% تجاه سيبروفلوكساسين (4).
تأتي أهمية مثل هذه الدراسة من الحاجة إلى
تدبير ظاهرة المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية ومراقبتها وترصدها، ضمن برامج وأطر عديدة ومتنوعة بدءاً من برامج منظمة الصحة العالمية WHO، نظام ترقب وترصد مقاومة المضادات الحيوية الأوروبي EARSS، مشافي أوروبية مرتبطة بمراقبة العدوى من خلال الترصد HEL-ICS، مجموعة الدراسة الأوروبية لعداوى المستشفيات ومشروع الكسندر للعوامل الممرضة المعزولة من جهاز البول السفلي (5). حري بنا أن تتواجد مراكز متخصصة لها مهام مشابهة في مجتمعنا.
|
المواد والطرق Materials and methods |
تم الحصول على عينات البول من وسط الإبالة Midstream urine من مرضى مراجعين لعيادات الأطباء المنتشرة في مدينة مصياف ومنطقتها. تم زرع حوالي 5 مكرولتر بول على كل من وسطي غراء بالدم ووسط C.L.E.D.. تعد المستعمرات النامية وبعملية حسابية تعادل كل وحدة مشكلة للمستعمراتColony forming unit-CFU 1000 جرثومة في 1 مل بول، فإذا بلغ عدد المستعمرات النامية 50 تسجل النتيجة 5X10^4CFU/ml وإذا كان عدد المستعمرات النامية أكثر من 100 تسجل النتيجة >10^5CFU/ml.
استند في تصنيف الجراثيم إلى مجموعات بناءاً على: تلوين غرام، وفحصت إيجابية وسلبية اختبار الكاتالاز (الماء الأكسجيني) %3 H2O2، وشدة الإيجابية مقارنة مع ذرية مكورة عنقودية ذهبية عيارية، وفُحص المخثراز (الكوأغولاز) Coagulase test، وكذلك مظهر المستعمرة، لونها ورائحتها، صباغها، حركة الجراثيم، حلها لكريات الدم الحمراء، مقاومتها لمضادات حيوية معينة ومحددة، وكانت درجة حرارة الحضن 30°م للمكورات العنقودية و 37°م لبقية الجراثيم. أجري اختبار الحساسية الجرثومية الدوائي بالانتشار على الغراء disk diffusion لمعلق جرثومي كثافته تعادل0.5 Mac Farland Turbidity standard باستخدام تقنية كيربي باور Kirby-Bauer المتعارف عليها على وسط Mueller-Hinton، حيث تم حضنها بدرجة 37°م من 16-24 ساعة. استخدمت أقراص الحساسية المصنعة من قبل شركة Oxoid. وتمت قراءة قطر هالة تثبيط النمو الجرثومي بالمسطرة مقدراً بالملمتر وقورن مع النشرة المرفقة من شركة Becton-Dickinson وصنف الجرثوم إلى حساس Sensitive (S) إذا ما تجاوز قطر الحساسية القطر المحدد في النشرة وإلى مقاوم resistant (R) إذا ما كان أقل من القطر المسموح به وإلى متوسط الحساسية intermediate(I) إذا كان القطر ما بين الحساسية والمقاوم. صنفت عينات البول إيجابية الزرع أو سلبية بما يتوافق وإرشادات الفحص الصادرة عن جمعية الأمراض العدوائية الأمريكية Infectious Disease Society of America- IDSA.
صنف الزرع ايجابياً إذا احتوت عينة البـول ما بين 10^3 CFU/ml-10^5 CFU/ml مرافقة لبيلة كريات بيض أو إذا احتوت عينة البول على أكثر من 10^5 CFU/ml بغض النظر عن وجود أو عدم وجود بيلة كريات بيض (6). للأسف لا تقترن طلبات زرع البول بما يشير إلى الأعراض والحالة السريرية للمريض كي يتم تدوينها وأخذها بعين الاعتبار مما يجعلنا نعتمد في الحكم على المعطيات المخبرية فقط. تم اختيار المضادات الحيوية المفحوصة بحسب الجرثوم المعزول على الشكل التالي: جراثيم عائلة الامعائيات: AMP, AML أو AMC,CF ,CEC ,CRO أو CTX, NA,NOR , OFL أو CIP للبالغين, F/M, SXT,GM أو AK مكورات عنقودية ذهبية: AMP,CLOX أو AML أو AMC, SAM, CF، GM، SXT, CIP للبالغين, DOX للبالغين, VA.
إمعائيات: AMP,AML أو AMC, SXT.
عقديات حالة للدم من النمط بيتا (?): AMP, AML, CF, SXT.
|
النتائجResults
تقع مدينة مصياف غرب مدينة حماه وترتفع حوالي 500 متراً فوق سطح البحر. بين 28/1/2002-28/6/2004 أي (29 شهراً) تم استلام 228 عينة بول للزرع الجرثومي. تم الحصول على معظم عينات البول في المختبر ومن وسط الإبالة أي بعد رمي أول البول وآخره. أما عينات الأطفال بعمر أقل من سنة فتم جمع عينة البول في أكياس مخصصة. عوملت وزرعت عينات البول خلال ساعة واحدة من الحصول على العينة. وبناءً على معايير مخبرية وسريرية متنوعة صنفت 127 من أصل 228 عينة على أنها مرضية حيث عزلت جراثيم مسببة عدوى جهاز بولي وبلغ معدل العزل الجرثومي المرضي 55.7% (الجدول 1) في حين لم تَنْمُ الجراثيم في 66 عينة (بمعدل 29%). ظهر نمو جرثومي مختلط (أكثر من 3 أنواع جرثومية mixed growth) في 24 عينة بول (بمعدل 10.5%), وطلب من المريض المراجع تقديم عينة ثانية لإعادة الزرع. أظهر تعداد الجراثيم في واحدة الحجم 1 مل بول أنه في 66 عينة بول إيجابية تجاوز التعداد ml/ CFU 10^5 وفي 45 عينة تراوح التعداد ما بين 10^4-10^5 CFU/ml وفي 16 عينة كان التعداد ما بين 10^3-10^4 CFU/ml.
تم تصنيف الجراثيم المعزولة ضمن مجموعات كما يلي: أفراد عائلة الجراثيم الإمعائية Enterobacteriacae باستثناء أنواع المتقلبات Protus spp، مكورات عنقودية ذهبية staph. aureus، مكورات معوية Enterococus spp، عصيات مقيحة زرقاء (الزوائف) pseudomonas spp، مكورات عقدية حالة للدم من النمط بيتا (?).
يظهر الجدول 2 تصنيف الجراثيم المعزولة من عينات البول بحسب الجنس والعمر. تم عزل أفراد عائلة الجراثيم الإمعائية من 83 عينة بول أي بمعدل عزل 65.4% تليها مجموعة المكورات العنقودية الذهبية من 29 عينة بول (بمعدل 22.8%). في حين عزلت
كل من الإمعائيات والعقديات الحالة للدم من النمط بيتا بمعدل 3.9% ومجموعة المتقلبات بمعدل 3.2%. كانت نسبة الجراثيم إيجابية الغرام (39) إلى الجراثيم سلبية الغرام (88) 1.00 : 2.26. بلغت النسبة المئوية لعزل الجراثيم من عينات الذكور (بالغين وأطفال) (127/23) 18.1% في حين بلغت نسبة العزل هذه من عينات الإناث (104/127) 81.9% وإذا ما نسبنا العدد الإجمالي لعينات الذكور الإيجابية إلى عينات الإناث الإيجابية لبلغت النسبة 4.52 : 1.00 وإذا ما أخذنا الجنس والعمر بالحسبان لبلغت هذه النسبة ذكور بالغين: إناث بالغات 3.36 : 1.00 وذكور أطفال: إناث أطفال 10.50 : 1.00. عزلت ذرية مكورة عنقودية ذهبية واحدة مقاومة للمثيسيلين (MRSA) حساسة على الفانكومايسين من بول ذكر بالغ. يظهر الجدول 3 نماذج الحساسية، والحساسية المتوسط والمقاومة للمضادات الحيوية تجاه مجمل الجراثيم المعزولة من عينات البول. كلما زاد عدد الجراثيم المفحوصة تجاه مضاد حيوي كلما كانت النسبة المئوية للحساسية (S%) أو المقاومة (%R) أكثر مصداقية. بلغ معدل حساسية الجراثيم المعزولة من البول تجاه أمبيسيلين 25%، أموكسيسيلين 32%، سيفالوثين 39%، باكتريم 40%، كوأموكسي كلاف 47%، سيبروفلوكساسين 59%، حمض ناليدكسيك 65%، ولكل من نيتروفورانتوئين وسيفاكلور 69%، جنتاميسين 74% ونورفلوكساسين 79%.
تمثل أفراد عائلة عصيات الإمعائيات 127/83 أي ما يعادل 65.4% من الجراثيم المعزولة ويظهر الجدول 4 نماذج حساسية للمضادات الحيوية بالنسبة لأفراد هذه العائلة (باستثناء المتقلبات) والتي تشتمل على سبيل المثال لا الحصر: الإيشريكية القولونية، الكليبسيلا، الانتيروباكتر وغيرها. لوحظ انخفاض حساسية أفراد هذه العائلة الجرثومية تجاه سيفالوثين 16%، أمبيسيلين 22%، أموكسيسيلين 28%، كوأموكسي كلاف 36% وباكتريم 37%. في حين أنها أظهرت حساسية جيدة تجاه, أفلوكساسين، سيبروفلوكساسين، حمض ناليدكسيك، سيفاكلور وحساسية جيدة إلى ممتازة تجاه سفترياكسون، نيتروفورانتوئين، سيفوتاكسيم، نورفلوكساسين، جنتاميسين وأميكاسين. إذا أخذنا بعين الاعتبار نماذج الحساسية المتوسطة (I%) للمضادات الحيوية تجاه أفراد عائلة الجراثيم الإمعائية جدول 5 فإن فعالية كلٍ من كوأموكسي كلاف (25=I%)، سيفالوثين (34=%I) وسيفاكلور (17=%I) تزداد ضد الجراثيم نظراً لانطراحها بشكل مكثف التركيز عبر جهاز البول.
|
الجدول 1: عدد ومعدل العينات التي أظهرت نمواً جرثومياً مرضياً، نمو زمرة جرثومية طبيعية (تلوث خارجي)، أو نمواً مختلطاً أو التي لم يظهر فيها نمو جرثومي.
|
نمو جرثومي مرضي |
نمو زمرة جرثومية طبيعية |
نمو زمرة جرثومية مختلطة |
ع ــ دم نم ـ و جرث ـ وم ـ ي |
إجمالي العينات |
عدد عينات البول |
127 |
11 |
24 |
66 |
228 |
النسبة المئوية(%) |
(55.7) |
(4.8) |
(10.5) |
(29) |
|
الجدول 2: تصنيف الجراثيم المعزولة من عينات البول بحسب الجنس والعمر.
|
أفراد الزمرة الجرثومية الامعائية (%) |
المكورات العنقودية الذه بي ة |
مكورات معويـة |
عقديات حالة للدم من النمط بيتا |
ذراري المتقلبات |
عصيات قيحية |
اجمالي العينات الإيجابية |
بول إناث بالغات |
35 |
17 |
4 |
4 |
1 |
1 |
62 |
بول ذكور بالغين |
11 |
7* |
0 |
1 |
0 |
0 |
19 |
بول إناث أطفال** |
33 |
5 |
1 |
0 |
3 |
0 |
42 |
بول ذكور أطفال** |
4 |
0 |
0 |
0 |
0 |
0 |
4 |
إجمالي الجراثيم المعزولة |
(65.4) 83 |
(22.8)29 |
(3 . 9) 5 |
(3.9) 5 |
(3.2) 4 |
(0.8) 1 |
127 |
*عزلت ذرية مكورات عنقودية ذهبية مقاومة للمثيسيلين. ** حدد عمر الطفل بأقل من 15 سنة. |
تم فحص 29 ذرية مكورة عنقودية ذهبية تجاه مضادات حيوية شائعة الاستعمال ويظهر الجدول 6 نماذج الحساسية (S)، حساسية متوسط (I) والمقاومة (R). لوحظ انخفاض حساسية المكورات العنقودية فبلغت تجاه أمبيسيلين 7%، كلوكساسيلن 22%، أموكسيسيلين 28%، سيبروفلوكساسين 31% في حين أنها أظهرت حساسية مقبولة تجاه جنتاميسين وباكتريم وحساسية جيدة إلى ممتازة تجاه دوكسيسيكلين 61%، كو أموكسي كلاف 69%، أمبيسيلين-سالباكتام 88% وسيفالوثين 97%.
|
الجدول 3: نموذج الحساسية (%S)، الحساسية المتوسط (I%) والمقاومة (R%) للمضادات الحيوية تجاه مجمل الجراثيم المعزولة من عينات بول مرضى العيادات الخارجية في المجتمع.
|
AMP |
SAM |
CLOX |
AML |
AMC |
CF |
CEC |
CTX |
CRO |
GM |
AK |
NA |
NOR |
OFL |
CIP |
SXT |
DOX |
F/M |
S% |
25 |
88 |
22 |
32 |
47 |
39 |
69 |
77 |
71 |
74 |
85 |
65 |
79 |
62 |
59 |
40 |
61 |
69 |
R |
69 |
|
33 |
55 |
37 |
35 |
15 |
21 |
21 |
25 |
15 |
28 |
19 |
35 |
33 |
55 |
22 |
20 |
I% |
6 |
12 |
45 |
13 |
16 |
26 |
16 |
2 |
8 |
1 |
|
7 |
2 |
3 |
8 |
5 |
17 |
11 |
TTP* |
122 |
16 |
9 |
53 |
55 |
121 |
61 |
43 |
14 |
85 |
13 |
71 |
52 |
26 |
54 |
112 |
18 |
75 |
Total tested pathogens* = المُمْرضات المختبرة الجدول 4: نموذج الحساسية (%ٍٍS) والمقاومة (%R) للمضادات الحيوية بالنسبة للإمعائيات المعزولة من عينات بول مرضى العيادات الخارجية في المجتمع بحسب الجنس والعمر.
|
AMP |
AML |
AMC |
CF |
CEC |
CTX |
CRO |
NA |
NOR |
OFL* |
CIP* |
GM |
AK |
SXT |
F/M |
بول إناث بالغات |
28 |
31 |
42 |
21 |
77 |
75 |
100 |
74 |
85 |
64 |
83 |
81 |
85 |
45 |
87 |
بول إناث أطفال |
21 |
27 |
50 |
13 |
70 |
76 |
67 |
70 |
84 |
|
|
78 |
100 |
31 |
64 |
بول ذكور بالغين |
18 |
33 |
25 |
18 |
50 |
83 |
|
33 |
33 |
38 |
56 |
100 |
|
50 |
43 |
بول ذكور أطفال ** |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مجمل عينات البول % S |
22 |
28 |
36 |
16 |
67 |
76 |
71 |
66 |
78 |
59 |
69 |
81 |
85 |
37 |
72 |
%ٌٌ R |
68 |
66 |
39 |
50 |
16 |
24 |
21 |
27 |
20 |
36 |
25 |
19 |
15 |
55 |
17 |
لم تفحص مركبات فلوروكينولون من الجيل الثالث والرابع لدى الأطفال لاحتمال ضرره.
** لم تسجل نتائج حساسية للجراثيم المعزولة نظراً لقلة عددها
الجدول 5: نموذج الحساسية المتوسطة المئوية (I%) للمضادات الحيوية بالنسبة للإمعائيات المعزولة من عينات بول مرضى العيادات الخارجية من المجتمع بحسب العمر والجنس.
|
AMP |
AML |
AMC |
CF |
CEC |
CTX |
CRO |
NA |
NOR |
OFL* |
CIP* |
GM |
AK |
SXT |
F/M |
بول إناث بالغات |
13 |
7 |
16 |
50 |
19 |
0 |
0 |
7 |
5 |
0 |
4 |
0 |
15 |
7 |
6 |
بول إناث أطفال |
12 |
9 |
19 |
34 |
4 |
5 |
11 |
12 |
0 |
0 |
0 |
0 |
|
16 |
18 |
بول ذكور بالغين |
0 |
|
75 |
9 |
33 |
0 |
0 |
11 |
17 |
12 |
0 |
0 |
0 |
|
0 |
مجمل
عينات البول |
10 |
6 |
25 |
34 |
17 |
2 |
8 |
7 |
2 |
8 |
6 |
0 |
0 |
8 |
11 |
* لم تفحص مركبات فلوروكينولون من الجيل الثالث والرابع لدى الأطفال لإحتمال ضرره
الجدول 6: نموذج الحساسية (%S)، الحساسية المتوسطة (%I) والمقاومة (%R) المئوية للمضادات الحيوية بالنسبة للمكورات العنقودية الذهبية المعزولة من عينات بول مرضى العيادات الخارجية في المجتمع(29جرثومة).
|
AMP |
SAM |
CLOX |
AML |
AMC |
CF |
GM |
SXT |
F/M |
CIP |
DOX |
% S |
7 |
88 |
22 |
28 |
69 |
97 |
44 |
48 |
100 |
31 |
61 |
R% |
93 |
|
33 |
44 |
31 |
|
50 |
52 |
|
62 |
22 |
I% |
|
12 |
45 |
28 |
|
3 |
6 |
|
|
7 |
17 |
|
المناقشة Discussion |
تحدث عدوى جهاز البول في كافة مراحل العمر ولدى الجنسين. بحسب المعطيات المتعلقة بالجنس تصادف عدوى جهاز البول بصورة أكبر لدى الإناث مقارنة مع الذكور (7) وبلغت هذه النسبة في الدراسة 1.00 : 4.52. هذه الدراسة الإحصائية رجعية للمرحلة السابقة من العمل التشخيصي الروتيني فيما يتعلق بالزرع, العزل, تحديد الهوية والحساسية الجرثومية للمضادات الحيوية. ومثل هذه الدراسة هامة ومن الضروري إجراؤها بين منطقة جغرافية وأخرى لأنها توفر معلومات هامة حول العوامل الجرثومية الأكثر تواتراً وعزلاً ونمط حساسيتها للمضادات الحيوية. زمن الممكن أن تحدث تغيرات محلية بين فترة وأخرى على معطيات العزل الجرثومي والحساسية الدوائية مع الوقت، لذا يجب على المخابر المتخصصة والمستشفيات والمؤسسات الصحية توفير هذه المعلومات ونشرها باستمرار نظراً لأهميتها وإعادة التقييم لما سبق توفره من معطيات بغية زيادة معدلات نجاح العلاج التجريبي والإقلال من حالات فشل العلاج. إن توفير مثل هذه المعطيات في المنطقة الجغرافية التي يعمل فيها الطبيب الممارس وليس بناء على ما هو مسجل ومتوفر في المراجع الأجنبية يرشده إلى اختيار المضادات الحيوية الأكثر ملائمة والأكثر فعالية.
يعود ارتفاع معدل العزل الجرثومي والبالغ 55.7% إلى أن المراجعين في غالبيتهم مرضى حولوا بطلب من الطبيب لإجراء الزرع الجرثومي للبول نتيجة أعراض ومظاهر سريرية تشير إلى احتمال كبير بوجود عدوى بولية. إن ازدياد عزل المكورات العنقودية الذهبية من البول خاصة من عينات الإناث مرده أسباب عديدة منها الاستخدام اللا محدود ولفترات طويلة لكلٍ من الأمبيسيلين, الأموكسيسيلين والكوأموكسي كلاف, الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية واسعة الطيف والموجهة ضد عصيات سلبية الغرام, كما أن استيطان المكورات العنقودية الذهبية في الاحليل القريب distal urethra كزمرة جرثومية طبيعية, واستيطان المناطق التناسلية الخارجية بالمكورات العنقودية وغيرها يرتبط بالنظافة الشخصية للمرأة.
عداوى الجهاز البولي شائعة الحدوث لدى المسنين، الحوامل، الفتيات الصغيرات ومرضى القثطرة البولية.
إن كلاً من التشخيص، والوقاية والعلاج يكون معقداً غالباً لدى المسنين وبعض الفئات من المرضى لأن العلامات السريرية يمكن أن تكون غير نموذجية إضافة إلى تراجع الفعاليات المناعية مع تقدم العمر. يبلغ المعدل السنوي لعداوى الجهاز البولي العرضي أكثر من 10% لدى المسنين (8). ينبغي على الطبيب المعالج أن يضع تصنيفاً لموضع العدوى: هل هو علوي upper، أم هو التهاب كلية وحويضة Pyelon-ephritis، أم هو سفلي lower، التهاب إحليل urethritis أم مثانة cystitis وذلك قبل البدء بالعلاج التجريبي أو حتى العلاج اعتماداً على نتيجة الحساسية الجرثومية. يعزى العزل المرتفع والبالغ 30.6% للجراثيم إيجابية الغرام (مكورات عنقودية ذهبية، مكورات عقدية ومعوية) إلى حدوث عداوى متكررة للمرضى وإلى الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية واسعة الطيف مثل مركبات فلوروكينولون، والجيل الثالث من السيفالوسبورينات، السلفوناميدات والأمينوغلوكوزيدات. وهكذا تحتم مجمل هذه المعطيات ضرورة زرع وفحص البول لغالبية المرضى بعداوى جهاز البول. مع تقدم العمر تتقارب عداوى جهاز البول لدى الجنسين حيث تزداد لدى الذكور بفعل صعوبة تفريغ المثانة الناتج عن ضخامة غدة البروستات وتتناقص لدى ا
لإناث بالنظر لتراجع النشاط الجنسي لديهن والذي يتسبب عادة بإدخال الجراثيم إلى جهاز البول.
تعد البيلة الجرثومية اللاعرضية شائعة الحدوث لدى الجنسين خاصة لدى النساء ويبلغ معدل الإصابة لديهن حوالي 30% ولدى الرجال حوالي 10%. تتنوع الأنماط المعزولة من المرضى المسنين في عداوى الجهاز البولي مقارنة مع المرضى في سن الشباب. يزداد تنوع الجراثيم المعزولة من بول مرضى الجهاز البولي المقيمين في المستشفيات وتكون غالباً مقاومة للمضادات الحيوية شائعة الاستعمال.
تعادل البيلة الجرثومية الهامة سريرياً ما يتطابق ومعيار كاس Kass criterion وهو وجود أكثر من 10^5 وحدة مشكلة للمستعمرات لكل واحد مللتر بول ومن أواسطه بعد أكثر من أربع ساعات حضن للبول في المثانة، وتعالج هذه البيلة لدى الأطفال والرجال والنساء الحوامل.
إن وجود الكريات البيض في البول عامل مساعد لكنه يعكس حالة التهابية أكثر منه حالة عدوائية. أما لدى النساء اللاتي يعانين من التهاب مثانة عرضي دون اختلاطات يتم التوصل إلى تشخيص نوعي ودقيق عندما يكون هناك بيلة جرثومية بأكثر من 10^3CFU/ml مترافقة ببيلة كريات بيض Pyuria (وجود أكثر من 10 كريات بيض معتدلة في الساحة بتكبير X 40 (>10PMNs/HPF) حيث تشير هذه المعطيات إلى حدوث عدوى أكثر منه حدوث استيطان.
في حالة عداوى الجهاز البولي المتكررة recurrent إضافة إلى التشخيص المخبري الجرثومي لا بد لتقييم المريض من حساب الثمالة البولية، ودراسة بنيوية للجهاز البولي كاملاً باستخدام تقنيات الأشعة المتاحة، لنفي تضيقات أو انسدادات بنيوية، حصيات بولية، بؤر قيحية، تشوهات تشريحية للجهاز البولي التناسلي وذلك غالباً لدى كبار السن. إن المعطيات التي أفرزتها هذه الدراسة تشير إلى أهمية أن يتم إجراء فحص بول وراسب وزرع بول للحالات التي يشك فيها الطبيب المعالج بعدوى بولية سواء أترافق ذلك باختلاطات أم لا. أحد الأسباب التي تقف وراء هذا التصور هو ازدياد مقاومة الجراثيم المعزولة من البول للمضادات الحيوية مثل أمبيسيلين (%69)، أموكسيسيلين (%55) وباكتريم (%55) والتي تعد الخيار الأول المستخدم من قبل الأطباء في المعالجة التجريبية أو الوقائية للحالات التي لا تتطلب زرعاً جرثومياً للبول.
في حالة المرضى المسنين الذين يعانون من عدوى متكررة أو مختلطة أو مكتسبة في المستشفيات ينصح بمشاركة الأمبيسيلين مع عقار آخر له آلية تأثير مغايرة وذلك بقصد تغطية الإمعائيات والقضاء على العامل المسبب للعدوى. ويجب تجنب إعطاء معالجة وقائية للمرضى الذين لديهم قثطرة مثانة دائمة (8). تستخدم المضادات الحيوية من الخط الثاني والمتضمنة الجيل الثاني من السيفالوسبورينات (سيفاكلور، سيفوروكسيم، سيفوكسيتين) أو الجيل الثالث (سيفوتاكسيم، سفترياكسون) والأمينوغليكوزيدات، أزيرونام, إميبينم وإلى حد ما مركبات فلوروكينولون (افلوكساسين، سيبروفلوكساسين) لعلاج عدوى جهاز البول العلوي (التهاب الكلية والحويضة أو تسمم الكلى) والمترافقة بأعراض تتراوح بين ألم في المسكن الكلوي، حرارة 38.3°م، تعرق يستخدم غالباً مضاد حيوي واحد في عداوى عيادات المجتمع، في حين تتم مشاركة مضادين حيويين في عداوى المستشفيات nosocomial ويتم ذلك استناداً إلى نتائج الحساسية الجرثومية لها. في هذا السياق يجب تجنب وصف مركبات فلوروكينولون من الجيل الثالث مثل سيبروفلوكساسين أو افلوكساسين لمعالجة الأطفال نظراً لتأثيراتها السيئة على ألية نضج الغضاريف وتستخدم فقط تحت المراقبة
في الحالات التي تكون فيها الجراثيم معندة على المضادات الأخرى المتاحة. أما عداوى الجهاز البولي الناكسة فيعتمد العلاج على معرفة العامل المسبب والحالة المرضية للمصاب. تسبب الحصيات البولية في المثانة بيلة جرثومية مستمرة وتعزل ذراري المتقلبات بتواتر اكبر ويصعب علاجها حتى باستخدام المضادات الحيوية. يسهل داء السكري غير المراقب تطور بيلة جرثومية نظراً لاستخدام سكر الغلوكوز المنطرح من قبل الجراثيم في تكاثرها. إن تأكيد أو نفي البرهان المبني على ارتباط ازدياد ظهور المقاومة بحسب تطبيق المضادات الحيوية في المجتمع هو قوي جداً أو ضعيف جداً تبعاً للمعطيات والإحصائيات المتوفرة لهوية الذراري المعزولة strain typing، وتوزعها البيئي، ونماذح الحساسية أو المقاومة للمضادات الحيوية.
إن توافر معدلات المقاومة للمضادات
الحيوية هام بالنسبة للمجتمع بغية وضع الخطط الكفيلة بجعلها تحت المراقبة وضمن الإطار المسموح به. إن تنميط الجراثيم المعزولة من البول وتحديدها استناداً إلى الخصائص الكيميائية والحيوية، المصلية إضافة إلى الصفات الشكلية، والحساسية والمقاومة كل ذلك يساعد في إجراء مقارنة دقيقة مع مثيلاتها من الجراثيم سواء على المستوى الوطني، أو الإقليمي أو العالمي. إن مقارنة مقاومة الإيشريكية القولونية (أحد أهم أفراد عائلة الإمعائيات) المعزولة من مثل هذه الدراسات مع عصيات معزولة أخرى باعتبارها الجرثومة الأكثر عزلاً من عداوى جهاز البول سواء أكانت مكتسبة في المجتمع أم في المستشفيات يوفر معطيات أكثر دقة يستفاد منها في معرفة موقعنا ضمن دول الجوار وتقويم السياسات المتبعة حالياً في خطط المعالجة التجريبية كوقاية وكعلاج. تقع مسؤولية مثل هذه الدراسات على كاهل المستشفيات الصحية والجامعية الكبيرة نظراً لتوفر الإمكانات الضرورية. فعلى سبيل المثال أظهرت دراسة قام بها نظام ترصد مقاومة المضادات الحيوية الأوروبي ERASS أن الإيشريكية القولونية المعزولة من البول مقاومة الآن لكل من الأمبيسيلين والسلفاميثوكسازول كلٍ على حدة بأكثر من 40%، وللتري ميثوبري
م وباكتريم بأكثر من 20% من الحالات (5). كما أظهرت إحدى الدراسات الفرنسية أن مقاومة الإيشريكية القولونية بلغت تجاه الأمبيسيلين 27.6%، الباكتريم 15.1%، حمض نالديكسيك 3.5%، وكوأموكسي كلاف 36.7%. في حين أن دراسة مقارنة أجريت في انكلترا بلغت مقاومة الإيشريكية القولونية تجاه الأمبيسيلين 53.2%، وكوأموكسي كلاف 2.8% (9). تشير مجمل هذه الدراسات إلى تفاوت شاسع في حساسية ومقاومة الجراثيم المعزولة بين منطقة وأخرى ومن بلد إلى بلد تبعاً لأسباب عديدة. تظهر إحدى الدراسات التي أجريت في قسم الأطفال وعلم الجراثيم (لندن) على أطفال عانوا من عداوى جهاز بولي مكتسب في المجتمع وفي المستشفيات ووجد أن مقاومة المضادات الحيوية من قبل الجراثيم المعزولة من جهاز البول للأطفال الذين يخضعون لعناية أخصائيي الكلى في المستشفيات كانت مرتفعة في معظمها وأكثر تنوعاً بالمقارنة مع الجراثيم المعزولة من الأطفال الذين يعانون من عدوى جهاز بولي مكتسب في المجتمع وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مقاومة الجراثيم الخمس الأولى الأكثر عزلا من أطفال المجموعة الأولى (المستشفيات) لتري ميثوبريم أعلى وأوضح 62.5% مقارنة مع المجموعة الثانية 31.6% (2) في حين بلغ معدل المق
اومة لدى أطفال الدراسة المحلية هذه لتري ميثوبريم-سلفاميثوكسازول 60%. كما أن مقاومة الجراثيم المعزولة من أطفال المجتمع في الدراسة الانجليزية الآنفة الذكر تجاه جنتاميسين (مضاد حيوي يصرف ويستخدم فقط في المستشفيات) لم تتجاوز 0.5% (2) في حين بلغت في دراستنا 18%. وللأسف يصرف هذا المضاد من صيدلياتنا دون وصفة وفي كثير من الحالات يستخدم كعلاج تجربي دون قياس تراكيزه المصلية الدنيا والعليا أثناء العلاج بالرغم من تأثيراته السلبية والسيئة على العصب السمعي ووظيفة الكليتين.
تمثل البيلة الجرثومية والتهاب المثانة الجرثومي الأسباب الأكثر شيوعاً لوصف المضادات الحيوية للنساء الحوامل وتتضمن عادة واحداً مما يلي: أمبيسيلين، أموكسيسيلين، سيفالوثين وكوأموكسي كلاف. تظهر هذه الدراسة العامة الجدول 3 أنه في أكثر من 50% من الحالات أظهرت الجراثيم المعزولة مقاومة للأمبيسيلين وللأموكسيسيلين وحتى 35% من الحالات مقاومة للسيفالوثين وكوأموكسي كلاف. توصف المضادات الحيوية للحوامل في حالة توافر استطبابات واضحة وعندما تكون فوائد الاستخدام للأم الحامل ترجح وتفوق المخاطر المحتمل حصولها للجنين، ولكن يفضل تجنب وصفها في الأشهر الثلاثة الأولى فإذا كان لا بد منها طبقت بأقل جرعة فعالة ولأقصر فترة ممكنة وهنا يستحسن استخدام العقاقير الشائعة والآمنة أثناء الحمل. وأثناء الحمل أيضاً يتم تجنب استخدام المضادات الحيوية التي تقع في الفئة C و D من تصنيف المضادات الحيوية أثناء الحمل بحسب منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية (FDA) (10) وعلى سبيل الذكر للحصر ينبغي تجنب استخدام الأمينوغليكوزيدات, تتراسيكلين, مركبات فلوروكينولون وسلفوناميدات أثناء الحمل. وهنالك بديل مناسب للحوامل في عداوى الجهاز البولي هو نتروفورانتوئين ومركبات
الجيل الثاني من السيفالوسبورينات (11).
إن التقدم المطرد والمتسارع في كشف الآليات والوسائل التي تمتلكها أو تطورها الجراثيم لمقاومة المضادات الحيوية قاد العلماء إلى كشف الجراثيم (الإيشريكية القولونية، الكليبسيلا وغيرها) التي تمتلك عوامل إنزيمية تتواسط ظهور مقاومة للسيفالوسبورينات واسعة الطيف من الجيل الثالث (سيفوتاكسيم، سيفترياكسون، سيفتازيديم) وآزترونامextended- spectrum B-lactamases (ESBLs). إن عزل جرثوم ممرض منتج لـ (ESBLs) كمسبب لعدوى الجهاز البولي أو غيره يمكن أن يتسبب في فشل علاجي إذا ما استخدم واحد من العقاقير المذكورة أعلاه. لذا فإن كشف (ESBLs) في جرثومة ما يحتم أن يسجل رمز مقاوم (R) على التقرير بجانب كل البنسيلينات، والجيل الثالث من السيفالوسبورينات وآزترونام حتى لو ثبت في المختبر أن نتيجة فحص الحساسية تشير إلى حساسية(S) (12).
|
الاستنتاج Conclusion |
بحسب المعطيات والإحصائيات التي أفرزتها هذه الدراسة فيما يتعلق بازدياد مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية الأكثر استخداماً (أمبيسيلين، أموكسيسيلين، باكتريم, سيفالوثين ,كوأموكسي كلاف) فقد حان الوقت لإعادة تقييم المعالجة التجربية المتبعة حالياً في عداوى الجهاز البولي لاسيما أن مقاومة الامعائيات الأكثر عزلاً من البول بلغت نسبة%68 للأمبيسيلين, 66% للأموكسيسيلين, 55% للباكتريم و50% للسيفالوثين. إن ازدياد المقاومة تجاه مركبات فلوروكينولون خاصة الجيل الثالث منها (افلوكساسين وسيبروفلوكساسين) يجعلنا نعيد النظر في السياسة المتبعة حاليا بوصفها واستخدامها ويتطلب من الأطباء المعالجين عدم وصفها في عداوى الجهاز البولي السفلية غير المختلطة. من الضروري بمكان بحث ومعرفة الحصيلة العامة للعلاج بالمضادات الحيوية واسعة الطيف والأثر السلبي الذي تركته على ظهور ذرارٍ مقاومة لها إضافة إلى سهولة صرفها من الصيدلية دون قيود. إن ارتفاع معدلات عزل الجراثيم من الجهاز البولي لدى الأطفال، خاصة الإناث، يشير إلى تأخير في تشخيص العدوى أو عدم زيارة عيادة الطبيب في الوقت المناسب، وهذا له تأثيرات وعواقب وخيمة لاحقة على صحة الطفل.
بناءً على نتائج دراستنا يجب أن نعدَّ نيتروفورانتوئين وحمض ناليديكسيك الخيار الأول في المعالجة التجربية و/أو الوقائية من عداوى الجهاز البولي السفلية لدى الأطفال. في حالة الشك بعدوى الجهاز البولي يجب طلب فحص بول وراسب إضافة إلى زرع البول قبل البدء بالعلاج التجربي ومن ثم تصحيح العلاج طبقاً لنتائج الحساسية الجرثومية للمضادات مع الأخذ بعين الإعتبار حالة المريض العامة وموضع العدوى تشريحياً للقضاء على الجرثوم المسبب وللحد من الفشل الحاصل في العلاج وبالتالي الحد من تزايد المقاومة وظهور ذرارٍ مقاومة أخرى.
إن الوعي الصحي في المجتمع والتعرف على بنية جهاز البول من قبل الجميع يساعد كثيراً في الوقاية من عداوى الجهاز البولي التي تحدث غالباً بسبب عدم إتباع قواعد صحية بسيطة.
|
شكر وتقدير
أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور نديم محمد سالمة لمراجعته وإضافاته التي أغنت هذه الدراسة كما أشكر السيدة ميادة حسين بصل لقيامها بتنفيذ وطباعة هذا البحث.
|
المراجع References |
1-Medical Microbiology. mims. play fair.
Roitt. wakelin Williams. Mosby 1993.
2- Ladhani S.and Gransden W.
Department of Pediatrics and Microbiology, Guy’s Hospital. www.drshamez @ aol.com
3-Am Fam physician, 61: 713-721, 2000.
4-S. chaniotaki et al.
Quinolone resistance among Escherichia coli strains from community-acquired urinary tract infections in Greece.
Clinical Microbiology& Infection. 10: 1, 75, 2004.
www.ergy.com/Links/doi/10.1111/J
5- Kahlmeter G.
An international survey of the antimicrobial susceptibility of pathogens from uncomplicated urinary tract infections.
The ECO. SENS Project Journal of Antimicrobial Chemotherapy, 51, 69-76, 2003.
www.jac.oupjournals.org/cgi/content/full/51/
6-Rubin R.H. et al.
Evaluation of new anti-infective drugs for the treatment of urinary tract infection.
Infectious Disease society and the Food and Drug Administration. Clinical Infectious Diseases, 15, 5216-5227(Medline), 1992.
7-anastacio J. et al.
Community acquired Urinary tract infection:etiology and bacterial susceptibility (Brazil) Hospital das clinicas.
8-The Merck Manual of Geriatrics. Chapter 100. Urinary Tract Infection.
www.merck.com/Mrkshared
9-www.earss.rivm.nl
10-Antimicrobial in Pregnancy www.il-se-acad-sci.org/antibio.html
11-Drug use in Pregnancy
www.thaimedico.com/topics0036.htm
12-Laboratory Detection of extended-spectrum B-lactamases (ESBLs) www.cdc.gov/ncidod/hip/lab/factsheet/esbl.htm.
|
|
المجلد 3 , العدد 7 , صفر 1426 - نيسان (أبريل) 2005 |
|
|
|