بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 4 , العدد 4 , ذو الحجة 1427 - كانون الثاني (يناير) 2007
 
اسـتهلاليـة
ثلاثون عاماً.... هيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية  
عندما بدأنا قبل ثلاثين عاماً كمجموعة من الأساتذة والاختصاصيين الصيادلة والأطباء والمخبريين، في وضع النظم الإدارية والمهنية العلمية بهدف تأسيس هيئة المخابر، كتنظيم مهني علمي يضم جميع المخبريين في سورية، كنا ندرك الصعوبات التي يمكن أن تعترض هذا المشروع، لكن ذلك لم يثنينا عن عزمنا لأننا كنا نعي تماماً أهميته في ترسيخ دعائم العمل الجماعي الديمقراطي ضمن منظومة المؤسسات النقابية المهنية في سورية. وتأسست الهيئة بالإرادة الجماعية لجميع المخبريين أصحاب المخابر الطبية على مستوى المركز والمحافظات ومارس المخبريون دورهم العلمي المهني المنظم من خلال فروعهم في المحافظات؛ بدءاً من رفع مستوى الأداء في المخابر وتطبيق رقابة الجودة في العمل المخبري وانتهاء باعتماد المستجدات في طرق التشخيص المخبري، التي بدأت تتسارع وتيرتها في السبعينات من القرن الماضي وانتقلت بسرعة مدهشة من الطرق اليدوية الفردية البسيطة إلى الطرق الآلية المتعددة. ولقد فرضت التطورات السريعة في علوم الكيمياء الحيوية السريرية وعلوم المناعة والأحياء الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية تحديات على المهنة المخبرية لمواكبة هذا التطور السريع على الساحة العلمية المهنية في بلدنا مما دعى هيئة المخابر إلى تكثيف نشاطاتها العلمية فعقدت العديد من الندوات والمؤتمرات التخصصية وورشات العمل التطبيقية بالتعاون مع الجامعات السورية والأجنبية ونقابتي الأطباء والصيادلة ووزارة الصحة والخدمات الطبية العسكرية، وكانت هذه الفعاليات العلمية على مدى ثلاث عقود من الزمن بمثابة تعليم مستمر أفاد منه المخبريون الممارسون في تطوير عملهم في المخابر العامة والخاصة. لقد كان هذا النشاط العلمي هو السمة المميزة لهذا التنظيم المهني العلمي، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها القيادات المركزية والفرعية المتتابعة للهيئة تنفيذاً لأحد الأهداف الرئيسية لها ألا وهو تقديم الخدمات المخبرية المثلى للمريض لجهة الجودة العلمية وحسن الأداء المخبري والإسهام مع الطبيب المعالج في توعية وإرشاد المريض والابتعاد عن كل ما يولد الشعور لديه بالضيق أو التقصير في خدمته.
إنني بهذه المناسبة وبصفتي أول رئيس لهيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية، أسهمت في تأسيسها مع ثلة فاضلة من الاختصاصيين المخبريين وتابعت مسيرتها لمدة عقدين من الزمن أجد لزاماً علي أن أسهم في إحياء ذكرى هذه المناسبة ورجالها وبخاصة أولئك الذين كان لهم الفضل الكبير في عملية تأهيل وإعداد الأجيال من المخبريين المختصين في الكليات الطبية في جامعاتنا وتابعوا عطاءاتهم في مجال تنظيم المهنة المخبرية وأن أحيي ذكرى من رحل عنا وبقيت ذكراهم في قلوبنا فهل ننسى: محمود دلول، صلاح الدين الحكيم، سهيل الحمصي، رفعت الحمامي وجورج دياب رحمهم الله.  
وقد يكون من قبيل الاعتراف بالجميل أن نتوجه بالتحية والتقدير لزملائنا الآخرين من شيوخ المهنة والذين رسمنا معهم خط البداية في انطلاقة الهيئة: ميشيل سابا، محمد هيثم الخياط، محي الدين جمعة، إميل شاهين، محمد الهواري، ميشيل عبيد، اسكندر مشاقة..... مع الأمنية لهم بالصحة وطول العمر.
إنني عندما أسطر هذه الكلمات لتنشر في مجلتنا "مجلة التشخيص المخبري" التي تمثل أحد المنتجات العلمية لهيئة المخابر والتي غدت مجلة علمية محكمة ذات حضور متميز في الأوساط الطبية العربية والإقليمية فإنني أشعر بالاعتزاز بزملائنا اللذين تابعوا ووصلوا بهيئة المخابر- وهي أول تنظيم مهني مخبري تأسس في الوطن العربي- إلى مراحل متقدمة على المستوى الإقليمي والدولي- ولا أدلّ على ذلك من أن يصل أحد أعضائها إلى عضوية مجلس إدارة "الاتحاد الدولي للكيمياء السريرية"، فالشكر والامتنان لجميع الزملاء في اللجنة المركزية ومجالس الفروع في المحافظات السابقين والحاليين لكل الجهود التي بذلوها في خدمة هيئة المخابر وإعلاء شأن هذه المهنة. كل التحية والامتنان إلى جميع أعضاء الهيئة في المحافظات الذين يمارسون المهنة بكل شرف وإخلاص.  
دمشق – كانون الثاني (ديسمبر) 2007 
أ. د. عبد الغني ماء البارد           
الرئيس الأسبق لهيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية
رئيس الجامعة العربية الأوروبية           
 
المجلد 4 , العدد 4 , ذو الحجة 1427 - كانون الثاني (يناير) 2007

 
 
SCLA
  ©  2003 - 2007    SCLA All rights reserved By Platinum Inc.