بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 4 , العدد 6 , جمادى الآخرة 1428 - تموز (يوليو) 2007
 
أخبار علمية
 
إنتاج علاج جديد وزهيد الثمن لمرض الملاريا
تقديم د. فرج بارة
كلية الصيدلة، جامعة القلمون الخاصة

طورت شركة الأدوية "سانوفي – افينتيس" Sanofi-Aventis بالتعاون مع مؤسسة غير ربحية تدعى "مبادرة الحصول على أدوية لعلاج الأمراض المهملة" Drugs for Neglected Diseases Initiative (DNDI) دواء جديداً بسيطاً ورخيص الكلفة لعلاج مرض الملاريا الذي يودي سنوياً بحياة أكثر من مليون شخص في العالم، ويؤمل أنه سيكون متوافراً اعتباراً من منتصف نيسان (أبريل) في حوالي 15 دولة أفريقية في جنوب الصحراء الكبرى.
ويشمل العلاج الجمع بين عقاري ارتيسونات artesunate وامودياكين amodiaquine وهما عقاران معروفان وذلك بناء على احدث توصيات منظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا في أفريقيا، بعدما بات الطفيلي الذي يسببها مقاوماً للكثير من الأدوية. هذا العلاج فعال ضد الملاريا غير المختلطة التي تسببها المصورات المنجلية Malaria falciparum حيث سيعطى جرعتين يومياً على مدى 3 أيام للكبار (مقارنة مع 8 جرعات يومياً من العلاج المتوفر حالياً المعتمد على عقار Lumefantrine)، وجرعة واحدة يومياً على مدى 3 أيام للأطفال دون خمس سنوات، أما بالنسبة إلى الرضع ستكون حبة الدواء صغيرة وقابلة للطحن ويمكن مزجها مع السوائل مما يسهل إعطاء العلاج لهذه الفئة العمرية.
هذا وقد أعلنت Sanofi-Aventis و DNDI أنهما لن تقوما بتسجيل الدواء الذي سيباع بسعر متدن بحيث يكلف العلاج أقل من دولار أميركي واحد للشخص البالغ ونصف دولار للطفل دون خمس سنوات وذلك لجرعات العلاج الكامل.  
عن: Sanofi-Aventis and Drugs for Neglected Diseases Initiative (DNDI) press release، March 1st، 2007.  
 
اختر غذاءك لتنقص وزنك 
تقديم د. إسماعيل الساري و د. سهير العـيد
كلية الصيدلة – جامعة دمشق  

ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية نظام جديد وضعه الدكتور" جو ريتشارد" وهو عبارة عن برنامج غذائي يسهل تطبيقه، حيث يتألف من 1200 وحدة حرارية للنساء و1600 وحدة حرارية للرجال. ويتكون هذا النظام من 44% بروتينيات، 6% دسم، 50% سكريات. وقد انتقل استعمال هذا النظام إلى باريس وميونيخ نظراً لسهولته وللحرية التي يتمتع بها المشترك في اختياره للمواد الغذائية المخصصة لهذا النظام بشرط ألا يتجاوز الحد الأعلى من الوحدات الحرارية المخصصة له. ولعل من أهم مميزات هذا النظام أن الإنسان يستطيع اختيار غذائه بحرية وأن ينوعه حسب رغبته فيتناول كمية من البروتينيات الموجودة في اللحوم والأسماك والحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى مختلف أنواع الفاكهة ما عدا الموز في برنامج يوم واحد من هذا النظام بشرط المحافظة على عدد الوحدات الحرارية وعدم تجاوزها. وقد ساعد ذلك في انتشار النظام إلى حد كبير. وتقوم خطة هذا الرجيم على إتباعه لمدة شهر وإنقاص الوزن بواسطته بمقدار 6 كغ، وفيما يلي خطة هذا النظام:
الإفطار: - فاكهة تزن 100 غ، ثمرة تفاح مثلاً + بيضة مسلوقة + قطعة خبز محمصة بوزن 30 غ + شاي أو قهوة مع حليب بدون سكر.
الغداء: - 100 غ دجاج مشوي + سلطة مكونة من (100 غ جزر مسلوق، 50 غ طماطم + 50 غ خيار) + ثمرة فاكهة بوزن 100 غرام مثل الأناناس أو أي نوع من أنواع الفواكه ما عدا الممنوع.
العشاء: - قطعة سمك مشوية مع مايونيز خفيف الدسم مع عصير ليمون+ 4 زيتونات + 20 غ خبز محمص+ 50 غ طماطم+ 150 غ لبن رائب + ثمرة فاكهة بوزن 125 غ. - بالنسبة للرجال يمكنهم تناول كأس عصير برتقال أو كأس حليب.  
 
الفيروسات سلاح بيولوجي فعال ضد الأورام 
تقديم د. إسماعيل الساري و د. سهير العـيد
كلية الصيدلة – جامعة دمشق  

- هل يمكن للشر أن يكون أحد جنود الخير؟
- نعم، يمكن أن يحصل ذلك رغماً عن الشر، العسكريون يعرفون ذلك جيداً!
تعود فكرة استخدام الفيروسات في معالجة الأورام إلى بدايات القرن العشرين حيث تعرضت امرأة مصابة بسرطان في عنق الرحم لعضة كلب فتم تلقيحها بذرية موهنة من فيروس الكًلَبrabies virus فتراجع الورم.
إن هدف علاجات السرطان هو قتل الخلايا السرطانية، وهذه المهمة يمكن أن تقوم بها معظم الفيروسات المعدية، فعندما تغزو الخلايا تتكاثر فيها، وتؤدي إلى انفجارها وتهاجم خلايا جديدة، تسمى هذه العملية الانحلال الورمي oncolysis، هناك العديد من الآليات لتحوير الفيروسات وجعلها تستهدف الخلايا السرطانية منها:
1- حذف الجين المشفرة للإنزيم المسؤول عن تنسخ الفيروس، ويوجد هذا الإنزيم في الخلايا السرطانية فقط، فلا يتكاثر الفيروس إلا في الخلايا السرطانية.
2- تحوير سطح الفيروس بحيث لا يلتصق سوى بالخلايا السرطانية.
3- تسليح الفيروسات بجينات إضافية تحسن فعاليتها.
وهنالك تحوير آخر أيضاً يمكن إجراؤه في المعالجة الفيروسية ويهدف إلى حذف الجينات المسؤولة عن الإمراضية للحصول على فيروسات منزوعة السلاح disarmed viruses، يمكن للفيروس الحال للأورام أن يقتل ألف خلية سرطانية مقابل قتل خلية سليمة واحدة، بينما تقتل الأدوية الكيميائية ست خلايا سرطانية مقابل قتل خلية سليمة واحدة.
المشكلة التي تواجه العلماء هي طريقة جعل الفيروسات تتخطى الجهاز المناعي في الجسم، وفي الحقيقة يمكن لبعض الفيروسات أن تفعل ذلك تلقائياً مثل فيروس الوقس (جدري البقر) vaccinia الذي يستخدم في لقاح مرض الجدري، فهذا الفيروس يغلف نفسه ببروتينات الجسم فيفوت على جهاز المناعة فرصة اكتشافه لذلك يمكن توظيف هذه الميزة في المعالجة الفيروسية، أو يمكن تغليف الفيروس ببلمرات Polymers خاملة لا تستثير جهاز المناعة، وبإضافة البروتينات الرابطة للسرطان للغلاف البلمري نحصل على فيروس قادرعلى إعداء الورم الذي نختاره.
لقد تحققت أفضل النتائج في المعالجة الفيروسية عند حقن الفيروس مباشرة في الورم، لكن معظم
وفيات السرطان تنتج عن أورام منتشرة وبالتالي هنالك حاجة إلى فيروسات تكافح الأورام في كافة أنحاء الجسم.
على الرغم من التقدم الذي تحقق حتى الآن، وخاصة مع الفيروس المسمى ONYX-015 الذي أعطى نتائج مبشرة في سرطان الرأس والعنق، فإن المعالجة الفيروسية في الوقت الحاضر لا تبدو أنها إنجاز خيالي، لكنها ستصبح ذات شأن في المستقبل.  
 
الـ RNA الدخيل قاتل الجينات الخبيثة 
تقديم د. إبراهيم خليل 

إن الـ RNA الدخيل RNAi هو جزيئات داخل خلايا الكائنات الحية الأكثر تطوراً وهو ينتمي إلى عائلة كبيرة من هذا النوع، الفرد الأكثر شهرة في هذه العائلة هو الـ RNA المرسال mRNA المسؤول عن نقل نسخة عن جين معينة خارج النواة حتى تتحول إلى بروتين داخل الخلية.
الميزة الرئيسية لـ RNAi أنه الأصغر بين مجموعة الـ RNA ويمكن تشبيهه تجاوزاً بالعميل السري 007، يستطيع RNAi أن يشل قدرة، بل أن يقتل، الجينات غير المرغوب فيها خاصة جينات الفيروسات عن طريق شل قدرة المورثات في العامل المعدي لحظة دخوله إلى الخلية "كل الأمراض الفيروسية في مرمى الـ RNAi".
نحن غير واثقين أن المظهر غير الفيروسي للـ RNAi موجود لدى الفقاريات ومن المحتمل أن يكون محصوراً ببعض الخلايا، ومن المرجح أن تكون قد غُرست بوساطة أجهزتنا المناعية ضد الفيروسات بطريقة فطرية، هذه الأجهزة الدفاعية تستدعي الأنترفيرون وخلايا الدفاع التي ينتجها جسمنا عند دخول الفيروسات، إذا كانت آلية التدخل مستمرة لدى الإنسان فهذا يعني أنها ضرورية وأساسية. فالأجسام الصغيرة من الـ RNA تلعب دوراً أساسياً في نمو أجسامنا ومن المؤكد أن تداخلها لايكتفي بـ RNA المجهري كي تعمل، فآلية العمل تتطلب جزيئتين أساسيتين الأولى يطلق عليها اسم Dicer وظيفتها تجزئة جزيئات الـ RNAالمزدوج وقتلها من محيطها بأجزاء صغيرة، وهي صفة على ما يجب أن تكون عليه RNAi؛ وهذه بدورها تندمج في مرحلة ثانية مشكلة مجموعة يطلق عليها اسم Rise ولكننا لانعرف إلا القليل عن هذا الجانب المؤلف من عشرات البروتينات.
إن Rise توجد بأشكال متعددة، وعلى كل حال ما هي إلا عبارة عن مجموعة ديناميكية ليس أكثر، وما نحن متأكدون منه أنه في كل مرة تأخذ Rise على عاتقها واحدة من RNAi وتبدأ بمطاردة الشدف المتممة من RNAi الرسول الخطر جداً وما إن تواجه واحدة منها حتى تدمرها فوراً وتقضي فيها على قدرة تشكيل البروتين.
يمكن أن نشبه الـ Dicer بآلة التصوير التي من مهامها إنتاج أشكال من RNAi كل واحد من هذه الأشكال يمثل المشتبه به ويشبه RNAi داخل الـ Rise. وعندما يكون هناك تطابق وتلازم فالـ Rise يقضي نهائياًعلى المشتبه به بشكل فعال، هذه الآلية الفعالة أثارت اهتمام علماء الوراثة وبدؤوا مباشرة باستخدامها بشكل أساسي في أبحاثهم. وبفضل الـ RNAi دخل علماء الأحياء مجالات جديدة، فيكفيهم أن يحقنوا جزيئة كي يشلوا قدرة الجين ويبينوا بشكل واضح وظائف تلك الجزيئة، إن نظام عملها بسيط وسريع لوضعه قيد التنفيذ.
في عام 2006 ظهرت 14000 مقالة علمية ورد فيها تقنية RNA وحتى يُعطى الموضوع حقه حتى مع اكتشاف RNAi، علينا أن نعرف أن العلماء مستمرون في البحث عن الجزيئات المشابهة والهدف هو شل قدرة الجينات مع العلم أن إمكانية استخدام هذه الوسيلة يتطلب أشهراً من العمل كي تؤدي دورها، بينما مع الـ RNAi يتقدم كل شيء بشكل سريع. إن هذه التقنية لا تسمح فقط وانطلاقاً من جين أن نتعرف على وظائفها، إنما تسمح وبطريقة عكسية وانطلاقاً من وظيفة الجين أن نحدد كل الجينات المعنية وأن نعيق عملها واحدة بعد أخرى.
إن بناء هذه الـ RNAi otheques ليس لأهداف بحثية أساسية فقط، وإنما من الآن وحتى ثلاث سنوات ستكون لها أهمية في مجال صحة الأفراد، لأن عدداً من هذه الأمراض سببها بعض الجينات المقيمة في مكان ما في جسم الإنسان. وباستطاعتنا أن نشل قدرة هذه الجينات من خلال حقن RNAi وستكون هذه الطريقة شكلاً من أشكال المداواة، وستظهر فعاليتها بشكل واضح لدى مرضى السكري، باركنسون، الأمراض الفيروسية كالإيدز والتهاب الكبد.
إن مجال تطبيق هذه التقنية على هذه الأمراض سيبدو فعالاً وبعيد المدى، إن RNAi يستهدف الأمراض الفيروسية وحتى بقية الأمراض السرطانية، فالسرطان هو تكاثر فوضوي للخلايا، وهذه الخلايا تتبدل وتتغير حتى تمتلك القوة الخطرة القاتلة.
لا يمكن فقط أن نثبت هوية تحت صف الورم السرطاني الذي يتميز بشكل محدد، إنما أيضاً سنتحقق من حالة تطوره. يطرح العلماء طريقة معالجة الأورام بـ RNAi كسرطان البروستات حيث يجري تطوير هذه الطريقة على الكلب لأن أورام البروستات لدى هذا الحيوان شبيهة إلى حد كبير بمثيلاتها عند الرجل.
إن هذه التقنية ستتخطى مخاطر النقائل لأن RNAi يستهدف الخلايا السرطانية أينما وجدت، لكن
يتطلب هذا علاجاً متجدداً لأن الطريقة المنوه عنها لا تقضي على كل الأورام؛ لكن بعض العلماء يرون سلبية بسيطة جداً فهم على أهبة الحصول على الإذن من الـ FDA لتطبيق الاختبار على مرضى الإيدز وبفضل مزيج من RNAi استطاعوا إعاقة تطور فيروس الإيدز في الخلايا البشرية. تشمل خطة المداواة أخذ خلايا لمفاوية تائية مصابة وإدخال ناقلات تحمل RNAi مضادة لـ HIV إليها وتركها تتكاثر ثم إعادة حقنها في المصاب، يكررالحقن مرتين في العام، يمكن تطبيق تقنية التدخل بحذر لأن عدم أذية الـ RNAi تطرح إشكالية، حيث إن أثرها خارج الهدف المعني يشكل معضلة. إن الخط البياني لتطور مبيعات RNAi أثار دهشة الخبراء الماليين فالتسويق يصعب أن يتوقف مع زيادة أمراض الفيروسات المسرطنة. تعمل إحدى الشركات على تطوير دواء سائل للعين يقاوم التقهقر المرتبط بتقدم العمر وسيحتوي هذا الدواء على RNAi يقضي على الجينة الضعيفة المسؤولة عن النمو غير المنتظم للأوعية الدموية.

الطريق الطبيعي:
1- تنتسخ الجينات في النواة على شكل mRNA؛
2- يخرج mRNA إلى الهيولى؛
3- يترجم mRNA إلى بروتين عبر الريباسات.

طريق التدخل:
1- من بين الجينات الموجودة في النواة قد تكون واحدة ورمية؛
2- دخول الليبوزومات الحاملة للمادة الدوائية الحاملة لـ RNAi المتمم لـ RNAi المرضي في الهيولى؛
3- تستخدم الجزيئة RISC الـ RNAi لتحطيم الـ RNA المرضي؛
4- يتحطم الـ RNAi عبر RISC ولا يستطيع أن ينتج بروتينات سمية.  
 
المجلد 4 , العدد 6 , جمادى الآخرة 1428 - تموز (يوليو) 2007

 
 
SCLA
  ©  2003 - 2007    SCLA All rights reserved By Platinum Inc.