بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 5 , العدد 3 , ربيع الثاني 1430 - نيسان (أبريل) 2009
 
موت نابليون: هل كان بالسرطان أم بالزرنيخ ؟
د. كامل كبه وار
توفي نابليون بونابرت في الخامس من شهر أيار عام 1821، عن عمر ناهز 51 عاماً، أثناء سجنه في جزيرة القديسة هيلينا. أظهرت أربعة تقارير لتشريح الجثة، اثنان منها للفريق الفرنسي، أن سبب الوفاة سرطان معدي منتشر نازف أصاب والده أيضاً وبعض أقاربه، وابنه غير الشرعي.

كان نابليون ذا صحة جيدة نسبياً حتى خريف عام 1820، عندما تطور لديه ألم بطني متكرر ترافق مع وهن، وإمساك معند، واقياء، ومن المحتمل التهاب مساريقي خثاري.  
في الستينات، عندما أصبحت تقنيات التنشيط بالنترون وغيره متوفرة لقياس العناصر النادرة في أشعار الإنسان، أظهرت سلسلة من المقالات وجود تراكيز متزايدة من مادة الزرنيخ في شعر نابليون، مما أدى إلى الاعتقاد بأنه قد سمم عمداً أثناء فترة سجنه في جزيرة القديسة هيلينا.
حديثاً، ذكر فريق إيطالي عن وجود تراكيز 8 ppm (micro g/g) و 6 ppm (التركيز الطبيعي أقل من 1 ppm) عندما كان نابليون طفلاً في جزيرة كورسيكا عام 1770.  
لكن لا يوجد دليل سريري مقنع يشير إلى أن نابليون توفي نتيجة التسمم بالزرنيخ. فلم تكن التبدلات الجلدية مشابهة للتسمم المزمن بالزرنيخ، تصبغات قطرات المطر، corns زرنيخية، أو فرط تقرن قدميه ويديه. والسؤال المطروح؛ ما مصدر الزرنيخ في شعر نابليون؟ استعمل الزرنيخ بشكل واسع في القرن التاسع عشر، كمبيد حشري، وحشوة سنية، ومادة حافظة في مساحيق الشعر والوجه (استعمل نابليون مسحوقاً للشعر)، صبغات الدباغة، بالإضافة لوصفه كمادة مقوية (محلول Fowler). أيضاً استخدم الزرنيخ كصبغة خضراء في ورق الجدران. 
احتوى ورق الجدران، في مكان إقامة نابليون في جزيرة هيلينا، على بعض من الزرنيخ لكنه غير كاف لزيادة تركيزه في الشعر. يمكن للتلوث الخارجي بالزرنيخ أن يفسر بشكل واسع تبدلات تركيز الزرنيخ في الشعر، بما فيه الشعر السليم، المشاهدة طوال فترة حياة نابليون. يشك حالياً بأن مصدر الزرنيخ ناتج عن الاستعمال الشائع لمسحوق الشعر.

قال الإمبراطور. "التاريخ خرافة متكررة"

يتمنى المرء أن تزودنا التقنيات العلمية الحديثة ببعض التقدم في هذا المجال.  
 
المجلد 5 , العدد 3 , ربيع الثاني 1430 - نيسان (أبريل) 2009

 
 
SCLA
  ©  2003 - 2008    SCLA All rights reserved By Platinum Inc.