يصادف إصدار هذا العدد من مجلتنا مع حلول عيد الفطر السعيد لعام 2013 ونرجو من الله تعالى أن تتواكب هذه المناسبة في العام المقبل باستتباب الأمن والمحبة في ربوع قطرنا الحبيب. وفي الأعياد يزداد استخدام لغة التواصل بين البشر للتعبير عن أواصر المودة وتبادل التهاني، على الرغم من تباعد المسافات أحياناً بين أفراد الأسرة الواحدة.

لقد تطورت لغة التواصل على مر العصور إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، فيكفي ضغط زر صغير لتتحدث مطولاً مع شخص تفصل بينك وبينه آلاف الأميال، ليس سماع صوته فقط وإنما مشاهدته أيضاً. هذا التطور كانت له منعكساته الأخرى على الصعيد العلمي، حيث غدا بالإمكان دراسة منهاج كامل من خلال برامج خاصة على الشبكة العنكبوتية. وأتيحت الفرص للتقدم للامتحانات التخصصية، في كافة الفروع العلمية والطبية منها بشكل خاص، من خلال أنظمة تواصل وفرت على طالب الاختصاص المعرفي الكثير من عناء السفر للتقدم للامتحان المطلوب منه. وإن كان هذا لا يغني عن اكتساب المهارة الخاصة بالممارسة العملية التي تحتم على الأخصائي في بعض العلوم الصحية الالتزام ببرامج تدريب عملية واقعية من أجل الارتقاء بخبرته العملية الخاصة.

إن أنظمة التواصل المتعارف عليها في وقتنا الراهن أصبحت تشغل الحيز الأكبر من واقع حياتنا العملية، فهي وسائل للتثقيف والتعلم وتجديد شهاداتنا التي سبق وحصلنا عليها منذ سنوات مضت، كما أنها النافذة الواسعة التي نطل منها على ما يجري في عالمنا الواسع المترامي الأطراف من أحداث على كافة الأصعدة. ويبقى المهم أن نحسن الاستفادة من التطورات التقنية في وسائل تواصلنا، بحيث نحدد هدفنا بدقة ونتقن السبيل الذي يوصلنا إليه، بما يعود علينا بكسب للوقت وتوفير للجهد الذي يمكن أن نسخره لجوانب أخرى من الحياة التي نحياها.

نأمل، من خلال تضافر جهود الجميع في رفد مجلة التشخيص المخبري بمساهماتهم القيّمة، الوصول إلى مانصبو إليه من الاستمرارية والارتقاء بهذه المجلة لتلبي طموحات العاملين في هذا الحقل من العلوم الطبية.

والله ولي التوفيق