المجلد 6 ,
العدد 2
, رجب 1432 - تموز (يوليو) 2011 |
أملى الزميل رئيس تحرير مجلة التشخيص المخبري رغبته في أن اكتب استهلالية هذا العدد من مجلة التشخيص المخبري، أخذاً بالاعتبار أن الانتخابات التي جرت بتاريخ 24 آذار 2011 قد أسفرت عن تغير في اللجنة المركزية لهيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية تناول رئيس الهيئة وأمين سرها.
في مراجعتي للاستهلاليات لأعداد مجلة التشخيص المخبري السابقة وجدت أنها قد عبرت عن رأي لبعض رؤساء الفروع في المجلة، وقد تكون الاستهلالية التي جاءت في العدد رقم 1 لعام 2011 والتي كتبها الزميل رئيس هيئة مخابر فرع دمشق وريفها والتي طلب فيها من الزملاء المخبريين ضرورة ترك الكثير من الطرق المخبرية التي تفتقر إلى الدقة والأحكام.
أول الغيث عن هذه الاستهلالية جاء مقترح زميل آخر مطالباً بالزيادة في التعرفة مقروناً بالثبوتيات والبراهين التي تناولت الزيادة في كلفة الفحوص المخبرية والأسعار الباهظة للأجهزة المطلوبة لكي تحقق الدقة والأحكام للنتائج المطلوبة إضافة إلى الزيادات الكبيرة والمضطردة التي تناولت الضرائب المفروضة وفي أسعار الكهرباء والماء ورسوم النظافة ....الخ، والزيادة في الرواتب؛ وعموماً في كلفة الحياة اليومية التي تترتب على لقب طبيب مخبري .... الخ.
وبعد النقاش تم الاعتذار لسببين: الأول عدم التقيد بالتعرفة الصادرة عن وزارة الصحة من الكثير من المخابر على الرغم بأن المرسوم 12 المادة 47 الفقرة د حظرت عدم مخالفة الأسعار الصادرة من قبل السلطات المختصة "وزارة الصحة" وأن المادة 28 الفقرة آ من النظام الداخلي نصت أن المضاربة غير الشريفة هي مخالفة لآداب مزاولة المهنة وتعرض مرتكبها للإجراءات التي تقترحها لجنة المخابر بحقهم.
إن عدم التقيد بالتعرفة يتضارب مع طلب الزيادة وإن هذه الظاهرة معروفة تماماً من قبل وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى.
وثانياً إن الظروف المادية والدخل المحدود لدى المواطن لا يساعد أبداً على هذه الزيادة وسوف يؤثر على العمل في المخابر، ومن تقارير لجان المراقبة المشكلة في مديريات صحة دمشق وريفها كانت تتضمن أن بعض الطرق والأجهزة المستعملة في بعض المخابر قد دخلت متحف التاريخ ولكنها لا تزال مستعملة على الرغم من عدم دقتها وأحكامها وعدم وثوقيتها وحساسيتها ونوعيتها.
وهنا نؤكد أن أول الواجبات المفروضة على هيئة المخابر ممثلة بفروعها بالمحافظات ومن خلال مجلة التشخيص المخبري والتي توزع على كل زميل مخبري وبما تكتبه وتنشره أن تتناول هذه الطرق والأجهزة القديمة بالنقد العلمي ثم أن تقوم بالإرشاد والتوجيه إلى الطرق المعتمدة وإطلاع الزملاء على طرق التشخيص الجديدة.
إن المجلات التي تتناول علم التشخيص المخبري بفروعه والتي تصدر عن الجمعيات الأوربية والأمريكية تتناول الكثير من نتائج الدراسات والمواضيع التي حصل عليها أحد الباحثين ومجموعته وهذه النتائج قد تتناقض وتوجهات الآخرين ومع ذلك تنشرها هذه المجلات لأنها تعبر عن رأي وبحث كاتبها، وهذا يحفز الآخرين لإعادة الدراسة والتقييم.
في مجلة الكيمياء السريرية الصادرة عن الجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية وفي عددها لشهر شباط لعام 2011 جاءت بحوث عن داء السكري بكل جوانبه (التقدم والتناقضات). ونذكر هنا أن رئيس تحرير مجلة الكيمياء السريرية أبدى موافقته لهيئة تحرير مجلة التشخيص المخبري على ترجمة ونشر أي موضوع في أعدادها وقد أبدت الجمعية السورية لداء السكري اهتمامها بهذا العدد وأبدت رغبتها في التعاون لإصدار عدد مشترك بهذا الموضوع.
في النشرة الشهرية لعدد أيار 2011 الصادر عن الجمعية الانكليزية للكيمياء السريرية تضمن نعوة الدكتور ليونيل فتالين عن عمر تجاوز ست وتسعون عاماً وانه تقاعد منذ ثلاثين عاماً، في هذه النشرة طلبت الجمعية من الزملاء الذين يملكون أي معلومات عن هذا الزميل تزويدهم بها ليكون ذلك في سجل الزميل بهذه الجمعية.
ما يثير في النفس شعور بالأسى والأسف أن هناك أعلاماً قد بدأوا وعملوا في حقل التشخيص المخبري وكثير منهم تخرج من تحت أيديهم الكثير من المخبريين ومن هؤلاء الأستاذ الدكتور حمدي خياط والدكتور سهيل مشاقة والأستاذ الدكتور عبد اللطيف المسكي والأستاذ الدكتور صلاح الحكيم.
وفي الدورة النقابية السابقة خسرت هيئة المخابر ثلاثة من أعلام التشخيص المخبري هم الأستاذ الدكتور رياض هنداوي أستاذ الكيمياء الحيوية السريرية في كلية الصيدلة جامعة دمشق والدكتور محمود دلول أستاذ الكيمياء الحيوية في كلية الصيدلة في جامعة دمشق وفي مديرية مخابر الصحة العامة لوزارة الصحة والأستاذ الدكتور سيد الحديدي أستاذ الكيمياء الحيوية السريرية في كلية الطب في جامعة حلب، وفي شهر نيسان المنصرم نعت كلية الصيدلة في جامعة دمشق والجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا الزميلة غادة الأخرس أستاذة الكيمياء الحيوية السريرية في الجامعتين؛ ونعت نقابة الأطباء وكلية الطب جامعة دمشق الأستاذ الدكتور عدنان تكريتي أستاذ علم الجراثيم والطفيليات منذ عام 1960.
أقول وبكل أسف أن هيئة المخابر لم تقم بواجبها تجاه هؤلاء الأساتذة وأتمنى من هيئة تحرير المجلة في أعدادها القادمة أن تخصص بعضاً من الصفحات لتخليد هذه الأسماء بأعمالهم وكتبهم والتذكير بما قدموه لهذه المهنة.
هذا غيض من فيض أطلبه من الزملاء ومن هيئة التحرير شاكراً لهم ثقتهم وأدعو الله من أعماق قلبي وإيماني أن تحقق هذه المجلة دوماً التقدم والنجاح.
دمشق - تموز (يوليو) 2011
|
الدكتور محمد نجار التيناوي
رئيس هيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية
|
|
|
|
المجلد 6 ,
العدد 2
, رجب 1432 - تموز (يوليو) 2011 |
|
|
|