المجلد 6 ,
العدد 3
, ذو القعدة 1432 - تشرين أول (أكتوبر) 2011 |
|
دراسة حول تواتر أضداد p53 الذاتية لدى مرضى التهاب الكبد في سورية |
A study about the frequency of p53 autoantibodies in Syrian hepatitis patients |
د. نور الدين نوح و د. جمانة الصالح |
Nouh N. Eld. and Al-Saleh J. |
كلية الصيدلة، جامعة دمشق
Faculty of pharmacy, Damascus University |
الملخص Abstract |
كان هدف هذه الدراسة تعيين تواتر أضداد p53 في مصول مرضى التهاب الكبد الفيروسي والتهاب الكبد المناعي الذاتي ومرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة Hepatocellular carcinoma (HCC) في سورية، ومقارنة أضداد p53 مع الواصم الورمي البروتين ٌ الجَنينِيّ ألفا ((AFP المستخدم بشكل اعتيادي لدى مرضى HCC، وبالتالي استنتاج الفائدة المرجوة من مشاركة الكشف عن هذين الواصمين في الاكتشاف المبكر لحالات تطور التهاب الكبد المزمن إلى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة (HCC)، وبالتالي إمكان العلاج المبكر الذي يحقق حياة أطول لهؤلاء المرضى.
جرى تحليل أضداد p53 في مصول 50 مريض التهاب كبد C، 30 مريض التهاب كبد B، 40 مريض HCC، 10 مرضى التهاب كبد مناعي ذاتي، و 35 شخص من المجموعة الشاهدة باستخدام مقايسة إليزا ELISA. فكان عدد المرضى الإيجابيين 2، 0،8 ، 2، 0 على الترتيب، وكان الفرق معتداً به إحصائياً (P<0.05). إن وجود أضداد p53 مستقل عن حالة AFP، وعلى عكس AFP، الذي يكون غالباً أكثر إيجابية في الأورام الكبيرة، كانت الأضداد قابلة للكشف عند نسبة كبيرة من سَرَطانَات الخَلايَا الكَبِدِيَّة (HCCs) الصغيرة وهذا يقترح أن أضداد p53 قد تكون قيّمة في اختبارات تفرّس مرضى الأورام. ومنه نستنتج أن انضمام نتائج AFP إلى نتائج أضداد p53 سيزيد من حساسية الكشف ونوعيته.
|
The aim of the study was to determine the frequency of anti-p53 antibodies in the serums of viral hepatitis, auto-immune hepatitis and hepatocellular carcinoma (HCC) patients in Syria, and comparing anti-p53 antibodies with αFetoprotein (AFP) tumor marker that used in a routine way in HCC patients, so it conclude the promising benefit of participant detection of these two markers in earlier detection of chronic hepatitis development states to hepatocellular carcinoma (HCC), subsequently the earlier remedy possibility which achieve longer life for these patients.
Anti-p53 antibodies in serums of 50 hepatitis C, 30 hepatitis B, 40 HCC, 10 auto-immune hepatitis patients and 35 of the control group had been analyzed by using ELISA assay. The account of positive patients was 2, 0, 8, 2, 0 respectively, and the difference was statistically significant (P<0.05). The presence of anti-p53 was independent of AFP status, in contrast to AFP, which is more likely to be positive in large tumors, the antibodies were detectable in a substantial proportion of small HCCS and and this suggests that anti-p53 could be valuable in scanning tests for tumor patients. So from this we conclude that, if AFP and anti p53 results are combined this would increase sensitivity and specificity of detection. |
المقدمة Introduction |
تعد طفرات مورثة p53 أكثر التبدلات الجينية تواتراً في الخباثات البشرية والتي تحدث بنسبة 83-30% في سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة تقريباً (7، 16)، يرمز جين p53 بروتين p53، الذي يلعب دوراً حارساً للمجين (3). كما يمنع بروتين p53 نمو الخلايا ذات الدنا DNA المعيب متيحاً الفرصة لإصلاح العيب في الدنا DNA قبل أن يبدأ انقسام خلوي جديد. عندما تفشل آليات إصلاح الدنا DNA في حالة الأذيات الشديدة له يقوم p53 بتحريض عملية الاستماتة apoptosis مانعاً بذلك تطور الخلايا الشاذة. وبالتالي فإن تعطيل p53 يساهم في عدم ثباتية المجين مما يعزز من إمكانية الخباثة (18). وفي الكثير من الحالات يتطاول العمر النصفي لبروتين p53 الطافر ويتراكم في الخلايا (6). وقد يترافق ذلك مع استجابة مناعية للمضيف. هذا وقد اكتشف كل من p53 الطافر وأضداد p53 في مصول مرضى خباثات متعددة (2).
تعد سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة HCC)) واحدة من السرطانات العشرة الأكثر شيوعاً في العالم، وهي من الأسباب الهامة للموت في السرطان. ويعد إنذار HCC مميتاً ويمكن شفاء HCC فقط في حالة تشخيصه في مراحله المبكرة. ويوجد ارتباط كبير بين المرض الكبدي المزمن وتطور سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة، لذا توجد حاجة ملحة لمنع الورم أو تشخيصه في المرحلة قبل العرضية، عندما يكون التداخل الجراحي لا يزال ممكناً (3). تشمل الاختبارات المستخدمة لتقصي HCC عيار البروتين الجنيني ألفا والتخطيط التصواتي.
|
البروتين الجنيني ألفا (AFP) α-fetoprotein |
يتراوح المقدار الطبيعي لهذا الواصم بين 10-20 نانوغرام/ مل ويعد الرقم الذي يتجاوز 400 نانوغرام/ مل مشخصاً لسَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة. وإن 20% من حالات HCC لا تنتج الواصم AFP حتى عندما تكون كبيرة (1).
تبلغ حساسية AFP 60% إذا اعتمدنا القيمة الحدية 20 نانوغرام/ مل للبدء بالاستقصاءات، و 22% إذا اعتمدنا القيمة الحدية 200 نانوغرام/ مل وهي حساسية منخفضة وبالتالي لا يمكن اعتبار اختبار AFP اختبار مناسباً للتحري (1). بالمقابل، تكون القيمة التنبؤية الإيجابية لتشخيص HCC كبيرة عندما يتجاوز AFP 200 نانوغرام/ مل عند مريض تشمع لديه كتلة كبدية، كما يدل الارتفاع المستمر للواصم AFP مع الزمن على اختطار كبير لحدوث HCC. لذلك يمكن استخدام AFP لتحديد المرضى ذوي الاختطار العالي لحدوث HCC (1).
|
التَخْطيطٌ التَصْوَاتِيِّ (تَخْطيطٌ بالأَمْوَاجِ فَوقَ الصَّوت) (US) Ultrasound sonography |
تأخذ سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة الصغيرة بالتخطيط بالأمواج فوق الصوت أشكالاً مختلفة دون أن تكون نوعية. ويصعب أحياناً تمييز السرطانة الصغيرة عن عقيدات التشمع التي قد يصل قطرها إلى 2 سم (1). |
المشاركة بين البروتين الجنيني ألفا والتخطيط بالأَمْوَاجِ فَوقَ الصَّوت |
يزيد الاستخدام المتشارك للواصم AFP والتخطيط التَصْوَاتِيِّ من نسبة اكتشاف HCC لكنه يزيد من الكلفة ونسبة الإيجابية كاذبة (1). لقد وجدت أضداد p53 عند نسبة مهمة من مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي ((%31. إن وجود هذه الأضداد لا يعد مؤشراً لحالة ما قبل الخباثة أو وجود الورم لأن نسبة تطور السرطان عند هؤلاء المرضى منخفضة جداً، كما أن عيار أضداد p53 عند مرضى الأورام تكون أعلى منها عند الأمراض المناعية، هذا ويعد وجود الأضداد الذاتية لبروتين p53 واصماً ثانوياً للالتهاب المناعي والشدة (8).
هدفت دراستنا إلى تحديد تواتر أضداد p53 في مصول مرضى التهاب الكبد الفيروسي والمناعي ومرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة ودراسة علاقة هذه الأضداد مع مختلف المتثابتات السريرية المرضية: مثل عمر المريض وحجم الورم والواصمات الكبدية، واستنتاج الفائدة المرجوة من مشاركة التحري عن الواصم السرطاني AFP مع أضداد p53 في الكشف المبكر عن تطور حالات التهاب الكبد المزمن إلى السَّرَطانَةُ الكَبِدِيَّةُ الخلايا وهذا يسمح بالعلاج المبكر لهذه السرطانة مما يعطي بقيا أطول للمرضى المصابين بسَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة.
|
المواد والطرق Materials and methods |
أفراد الدراسة: جرت الدراسـة على 165 مريضاً تراوحت أعمارهـم بين 10-77 عاماً بمتوسـط 47±11.3 عاماً، جرى توزيعهم إلى خمس مجموعات:
الأولى وتضم مرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة (40 مريضاً)؛ الثانية وهي مجموعة مرضى التهاب الكبد C (50 مريضاً)، الثالثة وتضم مجموعة مرضى التهاب الكبد B(30 مريضاً)، الرابعة وهي مجموعة مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي (10 مرضى)، وأخيراً المجموعة الشاهدة وضمت 35 شخصاً سوياً ظاهرياً.
الاعتيان: جُمِعَ 5 مل من الدم على أنبوب جاف من شعب الأمراض الهضمية في كل من مستشفى الأسد والمواساة والمجتهد وابن النفيس. نبذت العينات بسرعة 3000 دورة/ دقيقة لمدة 10 دقائق، ثم وزع المصل الناتج على 4 أنابيب إيبندورف وحفظت بدرجة حرارة – 80°م إلى حين إجراء المقايسة.
الطرق المستخدمة: كُشفت أضداد p53 باستخدام عتيدة لشركة Biodiagnostic بطريقة مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم نمط الشطيرة Sandwich-ELISA باستخدام خلاصات من خلايا ورمية بشرية تحوي بروتين p53. يثبت p53 بواسطة أضداد وحيدة النسيلة ضد بروتين p53. ولكي يجري كشف الارتباط غير النوعي بين المصل ومعقد المستضد - ضد، أدخل طبق معايرة آخر مغلف بمستضد شاهد، عبارة عن خلاصات خلوية ورمية خالية من p53.
في المرحلة الأولى تجري إضافة المصل إلى أسفل بئر طبق المعايرة الحاوية مستضد p53 من الخلايا الورمية البشرية. تكشف أضداد p53 الموجودة في المصل بعد خطوة الغسيل بواسطة الأضداد المضادة لأضداد IgG البشرية المقترنة بالبيروكسيداز. بعد خطوة غسيل أخرى تُقاس أضداد p53 بإضافة ركازة ويؤدي ذلك إلى ظهور لون أصفر، بعد أن يوقف التفاعل بإضافة محلول التوقف. يقاس اللون الناتج باستخدام قارئ إليزا ELISA-reader بموجة طولها 450 نانومتر. لكي نتجنب نتائج إيجابية كاذبة قمنا بتطبيق العينات ذاتها على الحجيرات الشاهدة والتي يستبدل فيها مستضد p53 بمستضد شاهد.
تعد أضداد p53 إيجابية عندما يكون تركيزها أكبر من 0.4 ملغ/ مل.
|
النتائج Results |
كان هنالك مريضان إيجابيا أضداد p53 من أصل خمسين مريض التهاب كبد C وكان الفرق معتداً به إحصائياً (P=0.02) في حين كان هنالك مريضان إيجابيا أضداد p53 من أصل عشرة مرضى التهاب كبد مناعي ذاتي وكان الفرق معتداً به إحصائياً (0.0067=P)، في حين لم تظهر الأضداد عند مرضى التهاب الكبد B، بينما ظهرت الأضداد عند ثمانية مرضى من أصل 40 مريض بسَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة (20%)، بينما لم تكشف الأضداد في المجموعة الشاهدة وكان الفرق معتداً به إحصائياً (0.0095= P).
لدى دراسة العلاقة ما بين أضداد p53 والمتثابتات السريرية عند مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي ظهر عدم وجود ارتباط بين أضداد p53 وعمر وجنس المرضى (P=0.5988، P=0.377 على الترتيب)، وكذلك ظهر عدم وجود ارتباط بين هذه الأضداد وبعض الواصمات الكبدية (البيليروبين المصلي الكلي والناقل الأميني AST) حيث كان P=0.622، P>0.9 على الترتيب، ولدى دراسة الارتباط بين أضداد p53 والعمر والجنس عند مرضى HCC ظهر عدم وجود ارتباط بين هذه الأضداد وهذه المتثابتات (P=0.6399، P=0.6093 على الترتيب) ، كما ظهر عدم وجود ارتباط بين هذه الأضداد و حجم الورم أو عدد العقد حيث كان P=0.6479، P=0.87 على الترتيب، في حين وجد ارتباط بين أضداد p53 وبعض الواصمات الكبدية (أسبارتات ترانسفيراز، الفسفاتاز القلوية، البيليروبين المصلي الكلي) حيث كان P=0.023، P=0.036، P=0.028 على الترتيب، في حين ظهر ارتباط عكسي بين أضداد p53 والألبومين ((P=0.025، ولم تظهر دراستنا ارتباطاً بين أضداد p53 والواصم السرطاني AFP (P=0.195). ويوضح الجدول 1 عدد الحالات الإيجابية لكل من الواصمين في الأحجام الورمية المختلفة.
مقارنة تراكيز أضداد p53 بين كل من المجموعات المدروسة
لدى مقارنة تراكيز أضداد p53 بين كل من مرضى التهاب الكبد C ومرضى التهاب الكبد المناعي ومرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة تبين أن تراكيز هذه الأضداد تكون بقيمها العظمى عند مرضى السرطانة ثم تنخفض قيمها عند مرضى التهاب الكبد المناعي ثم تنخفض أكثر عند مرضى التهاب الكبد C ويبين الجدول 2 ذلك.
|
الجدول 1 : الحالات الإيجابية لأضداد p53 والواصم AFP (باعتبار القيمة الحدية 100 نغ/ مل).
حجم الورم |
العدد
الكلي |
AFP إيجابي |
P53 إيجابي |
<5cm |
12 |
3 |
3 |
5-10cm |
18 |
16 |
4 |
>10cm |
10 |
10 |
1 |
الجدول 2 : متوسط تراكيز أضداد p53 في كل من المجموعات المدروسة.
المجموعة المرضية |
متوسط تراكيز أضداد p53 (مكغ/ مل) |
مرضى التهاب الكبد C |
0.9 |
مرضى التهاب الكبد المناعي |
2.3 |
مرضى HCC |
4.2 |
|
المناقشة Discussion |
لا يزال التشخيص المبكر للأورام عصياً، رغم تطور الوسائل التشخيصية والعلاجية. ومن هنا فقد ك
نت هنالك حاجة ملحة لإيجاد وسائل تشخيصية جيدة تسهل عمليات الكشف والتنبؤ بسيرورة المرض. ومن هنا فقد قامت مجموعات بحثية عديدة بمقاربة أضداد p53 المصلية ودراستها لدى مرضى الأورام في محاولة لإيجاد وسيلة ناجعة تحقق الأهداف المرجوة. ولقد كنا من المجوعات البحثية التي درست هذه الأضداد لدى مرضى التهاب الكبد الفيروسي HBV، HCV المهيئين للإصابة بسَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة ولدى المرضى المصابين بها.
لقد كُشفت حديثاً الطفرات في الجين الكابح للورم p53 مع تولد الأضداد الذاتية لبروتين p53 عند عدد كبير من المرضى في مختلف أنواع الأورام (6) ولم تتضح آلية تشكل أضداد p53 بشكل كامل. إلا أن العوامل التي قد تكون هامة هي ارتباط p53 الطافر إلى بروتين الصدمة الحرارية 70 (HPS 70) المسؤول عن جعل بروتين p53 الطافر يبدو كمستضد للجملة المناعية، وتراكم بروتين p53 في الخلايا الورمية والخصائص المناعية للمضيف (5)، قد يؤثر نمط طفرات مورثة p53 في توليد أضداد p53الذاتية، إذ تؤدي أغلب هذه الطفرات إلى اصطناع بروتين لا وظيفي يتراكم في الخلايا الورمية، الأمر الذي قد يحفز توليد الاستجابة المناعية (10).
يمكن أن يكشف بروتين p53 الطافر المتراكم في الخلايا الورمية بطرق مختلفة تتضمن الكيمياء النسيجية المناعية (IHC). ولقد وجد الباحثون علاقة وثيقة ما بين تراكم بروتين p53 اللا وظيفي في خلايا سرطان الكبد وأضداد p53. كما وجدوا أيضاً علاقة ما بين أضداد p53 وكل الأورام الصلبة (10).
إن مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) لأضداد p53 هو اختبار نوعي ومناسب لتحري الاستجابة الخلطية للتبدلات في التعبير عن جين p53 وممكن أن يكون ذا قيمة في تشخيص المرضى المصابين بسَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة، إن وجود أضداد p53 في المصل هو عادة مؤشر لشذوذ في التعبيرعن بروتين p53 في نسبة عالية من الخلايا الورمية، من المحتمل أن قياس أضداد p53 بواسطة مقايسة إليزا ELISA سيكون مناسباً كتشخيص بدئي أو اختبار تفرس سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة، وبالتالي إمكان كشف الأورام في مرحلة مبكرة وبالتالي إمكان العلاج (13).
درس Thierry Soussi مستويات أضداد p53 في 18 نمط من الأورام البشرية وكان سرطان الكبد من ضمن هذه المجموعة وبلغت نسبة إيجابية الأضداد %23 (16)، وفي دراسة Ryder et al. كانت نسبة إيجابية أضداد p53 في سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة 50% (13)، بينما درس Raedle نسبة أضداد p53 عند مرضى الكبد المزمن فكانت النتيجة %4 (12)، في حين كشف Herkel et al. وجود هذه الأضداد بنسبة %31 عند مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي (8)، أما في دراستنا فسوف نناقش كل حالة على حده. بينت دراستنا أن هنالك %4 من مرضى التهاب الكبد C تظهر عندهم أضداد p53، توافقت دراستنا مع دراسة et al. Raedle (12) ودراسة Herkel et al. (8).
من الممكن تصور أن الأمراض الكبدية بمختلف أسبابها قد تؤثر على معدل الطفرات في جين p53 والاستجابة المناعية الحاصلة في مرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة. وقد تسبب الطفرات في جين p53 تبدلات في هيئة بروتين p53 ناجمة عن عمر النصف الحيوي المطول والتراكم الخلوي، وبالتالي فإن تحرر بروتين p53 الطافر أو الطبيعي يقترح حصول الاستجابة المناعية مع تولد أضداد p53.
إن وجود أضداد p53 قد تتنبأ بالتظاهرات السريرية للسرطان قبل عدة أشهر، إن الطفرات في جين p53 قد تحدث بشكل مبكر في سرطانة الخلية الكبدية، لذلك من الممكن تصور أن مرضى p53+/HCC- المصابين بالمرض الكبدي المزمن قد يكون لديهم HCC خفي، لذا فقد تكشف المتابعة السريرية لهؤلاء المرضى حدوث الخباثة وتطور السرطان الكبدي.
بينت دراستنا ما يلي:
*عدم وجود الأضداد عند مرضى التهاب الكبد B، وقد توافق هذا مع دراسة Herkel et al. (8).
*وجود أضداد p53 عند %20 من مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي، وقد توافق هذا مع دراسة et al. Herkel (8( وتوافق مع دراسة Himoto et al. (9). وقد يرتبط الالتهاب المزمن للكبد وإجهاد الخلية الكبدية مع تراكم جزيء p53، ومن هنا قد نفترض وجود الأضداد الذاتية لبروتين p53 في التهاب الكبد المناعي الذاتي وبقية أمراض الكبد الالتهابية، هذا وقد يعزى ظهور أضداد p53 في التهاب الكبد المناعي إلى تراكم بروتين p53 في الكبد بعد الإجهاد الالتهابية inflammatory stress. إن أضداد p53 قد تشكل واصماً ثانوياً في التشخيص التفريقي لالتهاب الكبد المناعي وذلك لأن أضداد p53 تتواجد في هذا النوع من الالتهاب بتركيز أكبر منه في الأشكال الأخرى لالتهاب الكبد المزمن.
*إن توزع أضداد p53 في مرضى التهاب الكبد المناعي كان مستقلاً عن العمر والجنس وعن الناقل الأميني AST وعن البيليروبين المصلي الكلي، وتوافقت دراستنا مع دراسة Herkel et al. (8).
* 20% من مرضى سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة يمتلكون أضداد p53، قد يعود ذلك إلى أن بروتين p53 اللا وظيفي يتراكم في الخلايا الورمية ويحرض على تشكل الأضداد ضد.p53 بينما خلت المجموعة الشاهدة منه، توافقت دراستنا مع دراسة Raedle et al. (11)، و دراسة Charuruks N. et al. (4)، بينما تعارضت مع دراسة Ryder et al. (13) حيث ظهرت الأضداد في دراسته عند %50 من المرضى. وقد يعزى تدني نسبة ظهور أضداد p53 في دراستنا إلى نوعية بروتين p53 المقدم للجملة المناعية خلال الإصابة ودرجة ارتشاح اللمفاويات للورم، كما قد تلعب اختلاف البيئات الجغرافية دوراً في ذلك وقد يعزى ذلك أيضاً إلى اختلاف العوامل المطفرة التي يتعرض لها المرضى وبالتالي اختلاف نسبة الطفرات في بروتين p53 في البيئات المختلفة وبالتالي اختلاف الاستجابة المناعية الحاصلة.
*إن توزع أضداد p53 كان مستقلاً عن العمر والجنس وتوافقت نتائجنا مع دراسة Volkmann et al. (17)، ودراسة Akere et al. (2). بينت دراستنا أن ظهور أضداد p53 كان مستقلاً عن عدد العقد وقد توافقت دراستنا مع دراسة Saffroy et al. (14)، بينما تعارضت مع دراسة Shiota et al. (15)، قد يعزى ذلك إلى اختلاف الحالة السريرية للمرضى في هذه الدراسات.
*إن ظهور أضداد p53 كان مستقلاً عن حجم الورم، توافقت دراستنا مع دراسة Saffroy R. et al. (14) ودراسة Volkmann et al. (17) وتعارضت مع دراسة Atta et al. (3)، قد يعزى ذلك إلى اختلاف الحالة السريرية للمرضى.
*إن توزع أضداد p53 كان مرتبطاً مع بعض الواصمات الكبدية (أسبارتات ترانسفيراز، البيليروبين المصلي الكلي، الفسفاتاز القلوية، الألبومين) وتوافقت
دراستنا مع دراسة Atta et al. (3).
*إن توزع أضداد p53 كان مستقلاً عن الواصم AFP، توافقت دراستنا مع دراسة Charuruks (4)، ودراسة Gadelhak et al. (6)، لكن تعارضت مع دراسة Atta et al. (3).
حثت البقيا القليلة بعد التشخيص على تطبيق برامج
التفرس باستعمال AFP والتخطيط التصواتي بالإضافة إلى التصوير الطبقي المحوري مع بعض الدلائل أن الأورام قد تكشف في مرحلة مبكرة قبل ظهور الأعراض.
إن دقة التخطيط التصواتي والتصوير المقطعي المحوسب في تفرس الأورام HCC الصغيرة هي نادرة نسبياً ويوجد حاجة واضحة لواصمات أخرى لتبدلات الخباثة والتي قد تستخدم لتفرس المرضى الكبدي المزمن. ولسوء الحظ تظهر تراكيز AFP طبيعية بشكل متكرر عند المرضى ذوي الأورام HCC الصغيرة، ففي دراستنا كان هنالك 12 مريضاً كان عندهم قطر الورم لا يتجاوز 5 سم وكانت قيم الواصم AFP 100> نغ/مل عند تسعة منهم، بينما كشفت أضداد p53 عند ثلاثة مرضى ممن كان الواصم AFP عندهم طبيعياً ((%25، وهذا يقترح أن أضداد p53 قد تكون قيّمة في اختبارات التفرّس المستمرة مع إمكانية كشف الأورام في مرحلة مبكرة، وبالتالي تكون قابلية العلاج أفضل، ومنه نستنتج أن انضمام نتائج AFP إلى نتائج أضداد p53 سيزيد من حساسية التحري ونوعيته.
على كل، هناك دلائل قوية ترجح فائدة هذه الأضداد
في التشخيص المبكر للتحولات السـرطانية التـي
لا يمكن كشفها بالطرق الأخرى وهذا ما نعول عليه
كثيراً، وبانتظار المزيد من الدراسات والأبحاث التي ينبغي أن تجرى على عدد أكبر من العينات واستخدام طرائق مقارنة للتوصل إلى قرار نهائي.
|
المراجع References |
1- التعليمات الناظمة لتدبيـر سـرطانة الخلية الكبدية
الصادرة عن مجموعة العمل السورية لدراسة التهابات الكبد الفيروسية، نيسان 2009.
2-Akere A. and Otegbayo JA.
Evaluation of the pattern and prognostic implications of anti-p53 in hepato-cellular carcinoma.
Singapore Med J, 48 (1): 41, 2007.
3-Atta MM et al.
Value of serum anti-p53 antibodies as a prognostic factor in Egyptian patients with hepatocellular carcinoma.
Clinical Biochemistry, (41): 1131-1139, 2008.
4-Charuruks N et al.
Clinical significance of p53 antigen and anti-p53 antibodies in the sera of hepatocellular carcinoma patients.
J Gastroenterol Dec, 36(12): 865-866, 2001.
5-Davidoff AM et al.
Immune response to P53 is dependent upon p53 HSP 70 complexes in breast cancer.
Proc Natl Acad Sci,89: 3439-3442, 1992.
6-Gadelhak NA et al.
Prognostic significance of three hepatitis markers (p53 antibodies, vascular endothelial growth factors and alpha fetoprotein) in patients with hepatocellular carcinoma.
Hepatogastroenterology. 56, (94-95): 1417-1424, 2009.
7-He B; Tang ZY; Liu KD. and Zhou G.
Analysis of the cellular origin of hepato-cellular carcinoma by p53 genotype.
Journal of Cancer Research and Clinical Oncology, 122(12): 763-766, 1996.
8-Herkel J et al.
Prevalence of Autoantibodies to the p53 Protein in Autoimmune Hepatitis.
Autoimmunity, 35 (8): 493-496, 2002.
9-HimotoT. and Mikio Nishioka.
Autoantibodies in Hepatitis C Virus-Related Chronic Liver Disease.
Hepatitis Monthly, 8(4): 295-303, 2008.
10-Lane DP. and Crawford LV.
T antigen is bound to a host protein in SV40- transformed cells.
Nature, 278: 261-263, 1979.
11-Raedle J et al.
Clinical evaluation of autoantibodies to p53 protein in patients with chronic liver disease and hepatocellular carcinoma.
British Journal of Cancer, 79 (3/4): 604-610, 1999.
12-Raedle J et al.
Alpha-fetoprotein and p53 autoanti- bodies in patients with chronic hepatitis C.
Dig Dis Sci, 40(12): 2587-2594, 1995.
13-Ryder SD et al.
Use of specific ELISA for the detection of antibodies directed against p53 protein in patients with hepatocellular carcinoma.
Journal of Clinical Pathology, 49: 295-299, 1996.
14-Saffroy R et al.
Clinical significance of circulating anti-p53 antibodies in European patients with hepatocellular carcinoma.
British Journal of Cancer. 79 (3/4), 604-610, 1999.
15- Shiota G et al.
Prognostic significance of serum anti-p53 antibody in patients with hepato-cellular carcinoma.
J Hepatol, 27(4): 661-668, 1997.
16-Soussi T.
p53 Antibodies in the Sera of Patients with Various Types of Cancer.
Cancer research, 60,1777-1788, 2000.
17-Volkmann M et al.
The humoral immune response to p53 in patients with hepatocellular carcinoma is specific for malignancy and independent of the alpha-fetoprotein status.
Hepatology, 18(3): 559-565, 1993.
18-Xu Y.
Regulation of p53 responses by post-translational modifications.
Cell Death Differ, 10: 400-440, 2003.
|
|
المجلد 6 ,
العدد 3
, ذو القعدة 1432 - تشرين أول (أكتوبر) 2011 |
|
|
|