بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 6 , العدد 6 , شعبان 1433 - تموز (يوليو) 2012
 
تقييم اختبارات التشخيص المصلية المستخدمة في اكتشاف العدوى بفيروس التهاب الكبد C (HCV)
Evaluation of Serological Diagnostic Tests Used in the Detection of Hepatitis C Virus (HCV) Infection
د. شاكر الفارس AL FARESS Sh.
كلية الطب، جامعة حلب
Faculty of Medicine, Alleppo University.
الملخص Abstract
شملت الدراسة 800 مريضاً (455 ذكراً و 345 أنثى) من أدخلوا إلى مستشفى حلب الجامعي بعلامات سريرية أو شَكْوَى توجه نحو الشك بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C ((HCV، خلال الفترة الممتدة مابين 27 /6 /2010 و15 /11 /2010. هدفت هذه الدراسة إلى تقييم حساسية كل من اختبار الاستشراب المناعي ICT واختبار الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA)، المستخدمان في اكتشاف العدوى بفيروس التهاب الكبد C ((HCV. كانت نسبة انتشار العدوى الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) 6.875% من مجموع مرضى الدراسة. بلغت نسبة النتائج السلبية الكاذبة والإيجابية الكاذبة في اختبار ICT 5.25% و0.625%، على الترتيب. تشير هذه النتائج إلى أن اختبارات ICTs المستخدمة في التحري عن أضداد HCV لا تنبئ بصورة حقيقية عن انتشار فيروس التهاب الكبد C (HCV). ويؤكد هذا على ضرورة استخدام اختبار ELISA واختبارRT-PCR من أجل تأكيد تشخيص العدوى بفيروس التهاب الكبد C (HCV) في المستشفيات العامة ووحدات العناية الصحية ومراكز نقل الدم.

The study included 800 patients (455 males and 345 females) admitted to Aleppo University Hospital with clinical signs or complaint directed towards infection doubt with hepatitis C virus (HCV), during the period between 27/06/2010 and 15/11/2010. This study aimed to assess the sensitivity of each of the immuno-chromatographic test ICT and the enzyme-linked immunosorbent assay (ELISA), used in the detection of infection with hepatitis C virus (HCV). The ratio of the effective spread of infection with hepatitis C virus (HCV) was 6.875% of total patients of the study. The percentage of the false-negative and the false-positive results in the ICT was 5.25% and 0.625% respectively. These results indicate that the screening ICTs for anti-HCV do not predict a true picture of the prevalence of hepatitis C virus (HCV). This underlines the need to use the ELISA and the RT-PCR in order to confirm the diagnosis of infection with hepatitis C virus (HCV) in public hospitals, health care units and blood transfusion centers.
 
المقدمة Introduction 
فيروس التهاب الكبد C (HCV) فيروس صغير الحجم، مغلف، ينتمي إلى عائلة الفيروسات الصفراء Flaviviridae وإلى جنس Hepacivirus. يتألف مجين فيروس التهاب الكبد C (HCV) من خيط مفرد من الحَمْضُ النَّوَوِيِّ الرِّيبِي RNA إيجابي القطبية. تتضمن البروتينات البنيوية البروتين اللبي C، الذي يشكل المحيفظة المنواة للفيروس، بالإضافة إلى البروتينات الغلافية السكرية E1 و.E2 أما البروتينات غير البنيوية NS2) وحتى NS5) فتستخدم في بناء عديدات الببتيد وتنسخ الفيروس (4). يحتوي الفيروس على إنزيم RNA بوليميراز المعتمد على RNA (البروتين NS5B). وهو إنزيم مهم لتضاعف الفيروس إلا أنه يفتقر إلى الدقة في عملية النسخ، مما يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة جداً من فيروسات التهاب الكبد C (HCV) الطافرة التي تختلف فيما بينها بحوالي 2-11% من محتوى RNA والتي تجعل من الصعوبة إيجاد لقاح فعال لهذا الفيروس.
يشكل التعرض للدم الملوث ومنتجاته (عوامل تخثر الدم، إدمان المخدرات عن طريق الحقن، نقل الدم ومشتقاته من أشخاص مصابين) عامل الاختطار الأكثر أهمية لانتقال هذا الفيروس، كما تتضمن عوامل الاختطار الأخرى حالات التماس الجنسي مع المصابين وكذلك الانتقال العمودي، ويبقى ما يقرب من 30-40% من الإصابات دون وجود عامل اختطار واضح (عيادات العناية السنية، الوخز بالإبر، الحلاقة، الوشم، ثقب الأذن، المناورات الباضعة المختلفة) (4، 10).
يعد الإنسان والشمبانزي الكائنان الوحيدان المؤهبان للإصابة بالعدوى بهذا الفيروس (7). عند الإنسان، يسبب فيروس التهاب الكبد C (HCV) أذية كبدية حادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 6-10 أسابيع. تتطور عند أكثر من 50% من حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) نحو الإزمان، كما يتطور التشمع في 10-20% من مرضى العدوى المزمنة ويتطور سرطان الكبد في 1-5% من مرضى الإصابة المزمنة، خلال فترة 20-30 عاماً (7).
يقدر بأن 3% من سكان العالم مصابين بالعدوى بشكل مزمن بفيروس التهاب الكبد C (HCV) وبأن 3-4 مليون شخص جديد يصاب بهذا الفيروس كل عام (7). تختلف نسبة انتشار فيروس التهاب الكبد C (HCV) بحسب المناطق الجغرافية، حيث تتراوح من 1% في بلدان العالم الشمالية إلى أكثر من 20% كلما اتجهنا نحو بلدان العالم الجنوبية (2)، أمّا في سورية فلا توجد إحصائيّات دقيقة عن معدّل انتشار الإصابة.
من خلال سبر مجين الفيروس، تبين أن هنالك ستة أنماط جينية رئيسية لفيروس التهاب الكبد C (HCV) ناجمة عن الاختلافات الجزيئية في تسلسل RNA. يعد النمط الجيني الأول النمط الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يتميز بعدم استجابته للمعالجة كما أنه كثيراً ما يترافق مع الأمراض الكبدية الشديدة والتطور نحو سرطان الخلية الكبدية، بالمقارنة مع الأنماط الجينية الأخرى، أما في سورية فيسيطر انتشار النمط الجيني الرابع بنسبة 59%، يليه النمط الأول بنسبة 28.5% ثم النمط الخامس بنسبة 10% (1).
يعتمد تشخيص الإنتان الحاد بفيروس التهاب الكبد C (HCV) على الموجودات المخبرية التالية: ارتفاع في مستوى إنزيمات ناقلات الأمين (ALT, AST)، تحري مستضد المحيفظة، تحري الأجسام المضادة النوعية الموجهة ضد فيروس التهاب الكبد C (HCV)، بالإضافة إلى استبعاد المسببات الفيروسية الأخرى لالتهاب الكبد جميعها ]فيروس التهاب الكبد A (HAV)[، فيروس التهاب الكبد B (HBV)، فيروس الحمة المضخمة للخلايا (CMV)، وفيروس ابشتاين بار (EBV) (4).
تظهرالأجسام المضادة النوعية الموجهة ضد البروتين غير البنيوي NS3 أو ضد مستضد محيفظة فيروس التهاب الكبد C ((HCV بشكل مُبَكِّرٌ بعد حدوث الإنتان الحاد. تقدر الفترة الوسطية للانقلاب المصلي لدى الأشخاص غير المثبطين مناعياً بـ 2-3 أسابيع باختبار ELISA من الجيل الثالث. أما عند الأشخاص المثبطين مناعياً، فتظهر الأجسام المضادة بشكل متأخر وغالباً ما تكون اختبارات ICTs واختبار ELISA لديهم غير محددة. يعد التحري عن RNA وكذلك التحري عن مستضد المحيفظة الاختباران الوحيدان اللذان يسمحان بالتشخيص المُبَكِّرٌ لفيروس التهاب الكبد C ((HCV في حالات العدوى الحادة، المرضى المثبطين مناعياً، اختبارات ICTs واختبار ELISA غير المحددة. وفي مرحلة الشفاء، يصبح اختبار التحري عن RNA سلبياً وتعود قيم إنزيمات ناقلات الأمين (ALT, AST) إلى الحدود الطبيعية مع استمرار بقاء الأجسام المضادة الموجهة ضد المحيفظة مدة طويلة بعد الشفاء. أما في الالتهاب المزمن، فيتم التحري عن الأجسام المضادة النوعية في 90-100% من الحالات باختبارات ICTs أو اختبار ELISA، مع الإشارة إلى إمكانية ظهور حالات عدم توافق بين هذين الاختبارين المصليين وهي ناجمة عن وجود أجسام مضادة موجهة ضد بروتين واحد فقط (المحيفظة أو الـ (NS3. وفي هذه الحالات، يعد إجراء اختبار التلطيخ المناعي المؤشب RIBA أو اختبار RT-PCR ضرورياً لتأكيد التشخيص (4).
هدفت الدراسة الحالية إلى مقارنة حساسية كل من اختبار الاستشراب المناعي ICT واختبار الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA في تحري حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV)، بالإضافة الى تحديد نسبة النتائج السلبية الكاذبة والإيجابية الكاذبة في اختبار ICT من خلال دراسة إحصائية لهذه النتائج ومقارنتها مع بعض الدراسات العالمية في هذا المجال.  
المواد والطرق Materials and Methods 
شملت الدراسة 800 مريضاً من الذكور والإناث من مراجعي مستشفى حلب الجامعي والعيادات الخارجية التابعة له بعد وجود مؤشرات سريرية أو شكاية توجه نحو الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) وذلك خلال الفترة من 27/6 / 2010 وحتى 15/ 11/ 2010.
جرى جمع 5 مل دم وريدي في أنابيب جافة (أنبوبين لكل مريض)، ثم نبذت بسرعة 1500 دورة/ دقيقة لمدة 5 دقائق للحصول على المصل الذي تم حفظه في أنابيب إيبندورف في درجة حرارة -20مْ إلى حين إجراء اختبار ELISA واختبار ICT، كما جرى جمع 5 مل دم وريدي من كل مريض في أنبوب EDTA للحصول على مستخلص RNA من الدم الكامل. جرى حفظ المستخلص في المجمدة وبدرجة حرارة -20مْ إلى حين إجراء اختبار RT-PCR عليها. أجريت كافة الاختبارات في مستشفى حلب الجامعي ووفق تعليمات الشركات المصنّعة.
جرى التحري عن مجموع الأجسام المضادة من نوعي IgM) وIgG) الموجهة ضد المحددات المستضدية النوعية للمحيفظة وللمناطق غير البنيوية NS3)، NS4، NS5، Core) لفيروس التهاب الكبد C (HCV) باختبار ICT HCV Rapid Card, Bio Focus®, Korea)). إن العينات التي ظهرت إيجابية أو سلبية باختبار الاستشراب المناعي ICT أُعيد تقييمها بإنجاز اختبار الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA من الجيل الثالثHCV Ab, Dia Pro®, Italy)). كما أن العينات جميعها التي ظهرت إيجابية في كل من اختبار ICT واختبار ELISA أُكدت إيجابيتها بإجراء اختبار التحري عن RNA الفيروسي باستخدام اختبارRT-PCR Real-Time PCR Kit, HCV Real-Time Quant®, Italy)).  
النتائج Results  
بلغ العدد الكلي لمرضى الدراسة 800 مريضاً (455 ذكراً و345 أنثى) من أقسام مختلفة من المستشفى ومن العيادات الخارجية التابعة له وعلى الشكل التالي: 102 مريضاً (61 ذكراً و41 أنثى) من قسم الجراحة، و158 (83 ذكراً و75 أنثى) من شعبة الديال الدموي، و406 مريضاً (223 ذكراً و183 أنثى) من قسم الأمراض الباطنة و58 مريضاً (39 ذكراً و19 أنثى) من شعبة الإسعاف، و51 مريضاً (37 ذكراً و14 أنثى) من قسم العيادات الخارجية، و25 مريضاً (12 ذكراً و13 أنثى) من قسم الأطفال، ويوضح الجدول 1 تلك المصادر.  أُجري كل من اختبار ICT واختبار ELISA على حالات الدراسة فكانت نتائج تحري الانتشار المصلي لفيروس التهاب الكبد C (HCV) في الأقسام والشعب المختلفة باستخدام كلا الاختبارين على الشكل التالي: 700 حالة سلبية مصلية (سلبية ICT/ سلبية ELISA)، و53 حالة ايجابية مصلية (إيجابية ICT/ إيجابية ELISA) موزعة في أقسام الجراحة، الأمراض الباطنة والأطفال وفي شعبتي الديال الدموي والإسعاف حسب الأعداد والنسب 2 (0.25%)، 34 (4.25%)، 2 (0.25%)، 14 (1.75%) و 1 (0.125%) من مجموع حالات الدراسة، على الترتيب. و42 حالة سلبية مصلية كاذبة (سلبية ICT/ إيجابية ELISA). وأخيراً 5 حالات إيجابية مصلية كاذبة في اختبار ICT (إيجابية ICT/ سلبية ELISA) و يوضح الجدول 2 هذا التوزيع.
تراوح مجال أعمار المرضى من 25 حتى 65 عاماً. أُجري كل من اختبار ICT واختبار ELISA على حالات الدراسة وذلك بهدف بيان معدل انتشار الإصابة المصلي بفيروس التهاب
الكبد C (HCV) في الشرائح العمرية المختلفة باستخدام كلا الاختبارين. بينت النتائج أن معدل الإصابة كان أعلى في المجموعة العمرية 41-50 عاماً، حيث بلغ 5.125% (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 2.375% في اختبار (ICT، بالمقارنة مع معدلات الإصابة في المجموعات العمرية 20-31 عاماً و31-40 عاماً و ≥51 عاماً، والتي بلغت 1.375% (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 0.5%)، 2.125% (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 1%) و 3.25% (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 1.375%)، على الترتيب. ويوضح الجدول 3 ذلك التوزيع. كما جرت دراسة انتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) السابق وعلاقته مع الجنس باستخدام كلا الاختبارين. وبينت النتائج أن انتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) كان مرجحاً عند المرضى الإناث وذلك بمعدل 6.875% من مجموع حالات الدراسة (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 2.875% في اختبار ICT)، مقابل5% عند المرضى الذكور (بنسبة سلبية مصلية كاذبة 2.375%). ويوضح الجدول 4 ذلك التوزيع.
أُجري اختبار التحري عن RNA الفيروسي باختبار RT-PCR للعينات التي ظهرت إيجابية باختبار ELISA جميعها والبالغ عددها 95 (11.875%) وذلك بهدف الكشف عن الإصابة الفعالة وغير الفعالة عند حالات الدراسة. وبينت نتائج الدراسة الحالية أن عدد حالات الإصابة غير الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) بلغ 40 (5%) حالة إصابة غير فعالة من مجموع مرضى الدراسة، مقابل 55 (6.875%) حالة إصابة فعالة تركز معظمها ضمن الشريحة العمرية 41-50 عاماً وعند المرضى الإناث ولدى المقبولين في قسم الأمراض الباطنة وشعبة الديال الدموي. وتبين الجداول 5 و6 و7 انتشار حالات الإصابة الفعالة وغير الفعالة حسب المجموعات العمرية المختلفة وحسب الجنس والأقسام، على الترتيب.
جرت مقارنة نتائج السلبية الكاذبة والإيجابية الكاذبة في اختبار ICT في دراستنا مع بعض الدراسات العالمية في هذا المجال. فبلغت نسبة الإيجابية الكاذبة في اختبار ICT في دراستنا 0.625% من مجموع حالات مرضى الدراسة، مقابل 2.35%، 1.79%، 1.24%، 0.15% في الدراسات العالمية 2، 9، 11، 12، على الترتيب، ويبين الجدول 8 هذه المقارنة. أما السلبية الكاذبة في اختبار ICT فقد كانت نسبتها في دراستنا 5.25% من إجمالي حالات الدراسة مقابل 0.14% و0.04% في الدراستين العالميتين 5 و 6 على التسلسل وهذا مبين في الجدول 9.

المناقشة Discussion 
يعتمد تأكيد تشخيص حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) وتقييم إنذارها على حزمة واسعة من المقايسات المخبرية: المناعية والجزيئية والنسيجية المتطورة (8). تشتمل التقنيات المناعية التي تهدف إلى التحري عن الأجسام المضادة النوعية في المصل على اختبار الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA من الجيلين الثاني والثالث والتلطيخ المناعي المؤشب RIBA. بينما تهدف الاختبارات الجزيئية إلى التحري الكيفي أو الكمي عن مجين الفيروس باستخدام اختبار التضخيم من خلال الاستنساخ TMA أو اختبار الدنا المتفرع bDNA أو اختبار RT-PCR. أما التقييم بالاختبارات النسيجية فيعتمد على فحص خزعة الكبد. وتعد معظم هذه التقنيات مكلفة وغير متوفرة بشكل متواتر في البلدان الفقيرة اقتصادياً.

ينتشر فيروس التهاب الكبد C (HCV) بسرعة كبيرة بين أفراد المجتمع، لذلك فإن النقص في توفر تقنيات التحري المناسبة للكشف عن عدوى محتملة بفيروس التهاب الكبد C في المستشفيات العامة يمكن أن يساهم بشكل جزئي في تعزيز انتشار هذا الفيروس (11). أظهرت الدراسة الحالية أن نسبة الانتشار المصلي عند مرضى الدراسة بلغت 6.625%، باستخدام اختبار ICT، مقابل 11.875%، باستخدام اختبار ELISA، مما يشير إلى أن نسبة 5.25% من مرضى الدراسة التي كانت سلبية باختبار ICT ظهرت إيجابية في اختبار ELISA. تبين هذه النتائج أن الاختبارات السريعة المستخدمة لكشف الأجسام المضادة في المصل لا تنبئ بالصورة الحقيقية للانتشار المصلي لفيروس التهاب الكبد C (HCV).
لا يوجد أدنى شك في تفوق التقنيات المناعية والجزيئية المتطورة على اختبارات ICTs التي تتمتع بدرجات متفاوتة من الحساسية والنوعية. وبالتالي فإن الاختبارات السريعة لا تعد من اختبارات التحري المثالية، التي تستخدم للكشف عن الأجسام المضادة النوعية لفيروس التهاب الكبد C (HCV)، نظراً لارتفاع نسب النتائج السلبية الكاذبة الناجمة عن انخفاض حساسية هذه الاختبارات وعن القيمة التنبؤية السلبية لها (8).
يجري الكشف عن العدوى بفيروس التهاب الكبد C (HCV) في مستشفى حلب الجامعي بواسطة استخدام الاختبارات السريعة. وعلى الرغم من أن هذه الاختبارات تعد حساسة ونوعية، إلا أنه لا يمكن تجاهل احتمالية وجود بعض النتائج السلبية أو الإيجابية الكاذبة، كما جرى إثبات ذلك في نتائج الدراسة الحالية، الأمر الذي يعزز ضرورة استخدام اختبار ELISA، لتفوقه من حيث الحساسية والنوعية على اختبار ICT، في التحري عن انتشار حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) في المستشفيات العامة وفي مراكز نقل الدم وفي وحدات العناية الصحية، خاصة تلك المعنية بهجرة العمال.
يمكن أن تعزى النتائج الإيجابية الكاذبة في اختبار ICT إلى تفاعل التصالب المناعي، أمراض المناعة الذاتية، استعمال الكحول أو إلى أي التهاب فيروسي آخر (13). أما النتائج السلبية الكاذبة في اختبار ICT فيمكن أن تعزى إلى حالات نقص المناعة بخاصة نقص المناعة المكتسبة التالي للإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب، حيث تبين أن حساسية اختبار ICT لدى الأشخاص المصابين بهذا الفيروس كانت منخفضة، بالمقارنة مع حساسيته عند الأشخاص غير المصابين به، 77.5% مقابل 99.2%، على الترتيب (3).
جرى تقييم النتائج السلبية والإيجابية الكاذبة في اختبار ICT، حيث أشارت الدراسة الحالية إلى أن نسبة النتائج السلبية الكاذبة في اختبار ICT كانت كبيرة (5.25%)، مقارنة مع بعض الدراسات العالمية (5، 6). إن ازدياد معدل حالات السلبية الكاذبة في دراستنا يمكن أن يعزى إلى انخفاض في الحساسية الناجم عن صعوبة تحري الأضداد ذات التراكيز المنخفضة والألفة الضعيفة، بالمقارنة مع الاختبارات المناعية الإنزيمية كاختبار ELISA، أو إلى عدم مثالية شروط التخزين النوعية لعتائد الاختبار السريع أو إلى احتمال وجود مستضد غير ملائم في عتيدة الاختبار المستخدمة في الدراسة.
أخيراً، من أجل الكشف عن حالات الإصابة الفعالة وغير الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV)، جرى استقصاء حالات مرضى الدراسة إيجابيي اختبار ELISA جميعهم، بإجراء اختبار RT-PCR. وبينت الدراسة الحالية أن نسبة انتشار الإصابة الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) بلغت 6.875% من مجموع مرضى الدراسة. وتعد هذه النسبة عالية، مقارنة مع النتائج العالمية لمستويات هذه العدوى. بينما بلغ معدل انتشار الإصابة غير الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) 5% من إجمالي حالات الدراسة. في الحالة الأخيرة، إن إيجابية تحري الأجسام المضادة النوعية المترافقة مع سلبية التحري عن RNA الفيروسي في المصل يمكن أن تقترح طبيعة المرض المحددة، كما يمكن أن تصادف عند الأشخاص المستجيبين للعلاج (11).  






الاستنتاجات Conclusions 
- على الرغم من كون اختبارات ICTs رخيصة، إلا أنها لا تفيد وحدها في تشخيص وفي تقرير معالجة المرضى المصابين بفيروس التهاب الكبد C (HCV).
- ينصح باستخدام اختبار ELISA واختبار التحري عن RNA الفيروسي لتأكيد تشخيص الإصابة وتحديد هوية فيروس التهاب الكبد C (HCV) في المستشفيات العامة ووحدات العناية الصحية وفي مراكز نقل الدم.
- تعد سلبية اختبار ELISA كافية لاستبعاد تشخيص العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C ((HCV، لدى المرضى المؤهلين مناعياً في ما إذا جرى إنجاز هذا الاختبار في غضون 4-6 أسابيع بعد حدوث العدوى.
- ينصح بضرورة إجراء اختبار التحري عن RNA لدى الأشخاص ناقصي المناعة أو الخاضعين للديال الدموي نظراً لاحتمال إمكانية ظهور نتائج سلبية كاذبة في اختبار ELISA لديهم.
- بلغت نسبة انتشار العدوى الفعالة بفيروس التهاب الكبد C (HCV) 6.875% من مجموع مرضى الدراسة.  
المراجع References 
1-Antaki N. et al.
The unexpected discovery of a focus of hepatitis C virus genotype 5 in a Syrian province.
Epidemiol. Infect. 137: 79-84, 2009.

2-Batool A; Khan M.I. and Bano K.A.
Efficacy of immunoassay chromatography test for hepatitis-C antibodies detection.
J Ayub Med Coll Abbottabad. 21: 38-39, 2009.

3-Desbois D; Vaghefi P; Savary J; Dussaix E. and Roque-Afonso A.M.
Sensitivity of a rapid immune chromatography test for hepatitis C antibodies detection.
J. Clin. Virol. 41: 129-133, 2008.

4-Francoise Lunel-Fabiani.
Flaviviridae: Hepatitis C virus.
In Medical Virology. Mammette A. Azay Collection, University press, Ltd, Lyon; 329-352, 2002.

5-Harjeet Kaur, Dhanao J. and Aroma Oberoi.
Evaluation of rapid kits for detection of HIV, HBSAG and HCV infections.
Indian J. Med. Sci. 54: 432-434, 2000.

6-Hubert Darius J. Daniel, Priya Abraham, Sukanya Raghuraman et al.
Evaluation of a Rapid Assay as an Alternative to Conventional Enzyme Immunoassays for Detection of Hepatitis C Virus-Specific Antibodies.
J Clin Microbiol. 43: 1977-1978, 2005.

7-http://www. WHO. Int/csr/disease/hepatitis C/whocdscsrlyo2003/en/index3.html.

8-Khan J.K; Lone D.S; Hameed A; Munim M.R; Bhatti M; Khattak A.A; Usman M; Nadeem M.F; Satti H.S. and Munir M.
Evaluation of the performance of two rapid immunochromatographic tests for detection of hepatitis B surface antigen and anti HCV antibodies using Elisa tested samples.
Annals KEMU, 16: 84-87, 2010.

9-Li Hua, Tan Zhongyi, Xu Xianli et al.
Comparison of Dot Immuno-chromatography Assay with ELISA Test Results for HBsAg, Anti-HCV and Anti-HIV.
Chinese Journal of Frontier Health and Quarantine, 05, 2006.

10-Mustafa A.A. Abou, Yassir M. Eltahir and Abdelwahid S. Ali.
Seroprevalence of hepatitis B virus and hepatitis C virus among blood donors in Nyala, South Dar Fur, Sudan.
Virology Journal, 6: 146, 2009.

11-Najib U. Khan, Ijaz Ali, Naeem U. Ahmad et al.
Prevalence of active HCV infection among the blood donors of Khyber Pakhtunkwa and FATA region of Pakistan and evaluation of the screening tests for anti-HCV.
Virol. J; 8: 154, 2011.

12-Rahman M; Khan S.A. and Lodhi Y.
Unconfirmed reactive screening tests and their impact on donors management.
Pak. J. Med. Sci. 24: 517-519, 2008.

13-Wai C.T. and Tambyah P.A.
False-positive HIV1 ELISA in patients with Hepatitis B.
Amer J. Med. 112: 737, 2002.  
 
المجلد 6 , العدد 6 , شعبان 1433 - تموز (يوليو) 2012

 
 
SCLA