المجلد 6 ,
العدد 7
, ذو القعدة 1433 - تشرين أول (أكتوبر) 2012
اسـتهلاليـة
مهنة المحبة والعطف والانسانية
الزملاء الأعزاء...
يبقى للأستاذ الجامعي دوره الكبير والأساسي في بناء الأجيال المؤهلة لحمل رسالة العلم والمعرفة وبناء مجتمع علمي، يمكن من خلاله قول الكلمة الفاصلة في إنقاذ حياة مريض أو تخفيف الألم عنه. كما أن له دوره الهام أيضاً في تفريج أعباء الآلام النفسية التي يعاني منها من يصادفهم من البشر الذين ينبغي علينا جميعاً مساعدتهم قدر المستطاع للوصول إلى الراحة والعيش الرغيد.
إن ما نقوم به كأساتذة يندرج ضمن سياق مهمة أخذناها على عاتقنا في تلقين شباب المستقبل العلوم، التي هي بمثابة سلاح لهم في مسيرتهم الحياتية، بالإضافة إلى التربية التي تجعلهم يتحسسون آلام الناس ويسعون جاهدين لتخفيفها بأسلوب علمي وإنساني بعيداً عن الأنانية. وتكون هذه المهمة أكبر عندما توكل إلينا مهمة إدارة مؤسسات تعليمية نفخر بها في بلدنا الحبيب سورية.
لقد سبقنا العديد من الصيادلة والأطباء الذين عملوا للنهوض بهذه المؤسسات وكان لهم الفضل الكبير في ما وصلنا إليه من تقدم ورقي في الخدمات الصحية في بلدنا، سواء في مجال التشخيص أم المداواة. ونحن مطالبون اليوم ببذل جهود أكبر، في ظل ظروف أصعب، لتوحيد جهودنا كعاملين في القطاعين التعليمي والخدمي الصحي، لتأهيل الكوادر القادرة على العمل لبناء مجتمعنا الموحد الذي نعتز جميعاً بالانتماء إليه. لكل منا عمله في موقعه ورؤيته الموضوعية التي يستطيع من خلال جهده ونشاطه وهمته تحقيقها وترجمتها إلى إنجاز يجعل بلدنا تبدو في أبهى حلة لها؛ فالمطلوب اليوم الترفع إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتق كل منا لتحقيق المحبة بين أهلنا الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام. ونسأل الله سبحانه وتعالى الصحة والعافية للجميع وأن نكون أهلاً لمهنتنا التي تحتم علينا تقديم كل ما هو مفيد على الصعيدين المعرفي والعلاجي لأبناء هذا البلد الحبيب.
إن جامعاتنا العامة والخاصة هي بيوت علم ومعرفة، بيوت عزة وشرف للمهن جميعها التي نحتاجها، فقط علينا أن نكون أمناء للقسم الذي نؤديه عند البدء بممارسة مهنتنا، مهنة تحقيق الذات وإسداء العطف والمحبة لكل محتاج للمشورة والنصيحة والمعالجة الصحية والنفسية.
والله ولي التوفيق
دمشق ـ تشرين أول (أكتوبر) 2012
أ.د. أنطون اللحام
كلية الصيدلة – جامعة دمشق
رئيس جامعة الحواش الخاصة
المجلد 6 ,
العدد 7
, ذو القعدة 1433 - تشرين أول (أكتوبر) 2012