بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 6 , العدد 7 , ذو القعدة 1433 - تشرين أول (أكتوبر) 2012
 
مقارنة حساسية اختبار BTA stat وحساسية الدراسة الخلوية البولية في أورام المثانة السطحية حسب درجة الورم
A Comparison of BTA stat Test Sensitivity and Urinary Cytology Sensitivity in Superficial Bladder Tumors According to Tumor Grade
د. محمد عطفة وأ. د. وفيق بركات
Atfa M. and Barakat W.
Faculty of Medicine- Damascus University
الملخص Abstract
يحتل سرطان المثانة المرتبة التاسعة بين السرطانات عند البشر، وفي سورية يأتي في المرتبة الخامسة، وهو السرطان الثالث عند الرجال السوريين. تُعالج هذه الأورام بالقطع بالتَّنْظيرِ الدَّاخِلِيّ الذي يعقبه تَنْظيرُ المَثانَة الدوري والدراسة الخلوية للبول وبعض الاختبارات مثل المستضد الورمي المثاني BTA.
تقارن هذه الدراسة بين حساسية الدراسة الخلوية للبول واختبار BTA stat كمشعر لأورام المثانة الجديدة أو الناكسة. ضمت هذه الدراسة 159 مريضاً، 83 منهم لديهم أورام مثانية سطحية. وأجري لكل مريض الدراسة الخلوية للبول واختبار BTA stat.
كانت الدراسة الخلوية للبول إيجابية لدى 12 مريضاً لديهم ورم مثاني منخفض الدرجة (26.09%)، و30 مريضاً لديهم أورام مثانية عالية الدرجة (81.08%). وكان اختبار BTA stat إيجابياً لدى 27 مريضاً مصاباً بورم مثاني منخفض الدرجة (58.7%)، و30 مريضاً لديهم ورم مثاني عالي الدرجة (91.89%).
وجد أن حساسية الاختبارين كانت مرتفعة في الأورام عالية الدرجة مع أفضلية 10% لصالح اختبار BTA stat. وفي الأورام منخفضة الدرجة كانت حساسية كلا الاختبارين منخفضة، على الرغم من أنها كانت أعلى في اختبار BTA stat، لكن لا يمكن استبدال أيّ من الاختبارين بتَنْظيرُ المَثانَة  
Bladder tumor is the ninth human cancer, it is the fifth in Syria, and the third tumor in Syrian males. These tumors are treated by endoscopic resection followed by periodic cystoscopy, urinary cytology and other tests like BTA. This study compares the sensitivity of urinary cytology and BTA stat as an index of new or recurrent bladder tumors. 159 patients were included in this study, 83 of them have superficial bladder tumors. A urinary cytology and BTA stat test were made to every patient.
Urinary cytology was positive in 12 patients of low grade bladder tumor (26.09%), 30 patients of high grade tumors (81.08%). BTA stat was positive in 27 patients of low grade bladder tumor (58.7%), 34 patients of high grade tumors (91.89%). The sensitivity of both tests was high in high grade tumors with 10% favorite to BTA stat. In low grade tumors, the sensitivity of both tests was low, although it was higher with BTA stat, but no tests can replace the cystoscopy.  
المقدمة Introduction 
ازدادت نسبة وقوع أورام المثانة خلال العقد الأول من القرن الحالي عن مثيلتها من القرن الماضي، فبينما كنا نتحدث عن سرطان يحتل المرتبة الحادية عشرة بين السرطانات عند الإنسان من حيث انتشاره (1، 2)، أصبحنا نتحدث اليوم عن سرطان يأتي في المرتبة التاسعة (3). وفي سوريا يحل سرطان المثانة بالمرتبة الثالثة، من حيث الانتشار عند الرجال، بعد سرطان الرئة والأنبوب الهضمي، كما يأتي في المرتبة الثانية عشرة عند النساء السوريات. وبشكل عام فهو السرطان الخامس من حيث الانتشار في سورية (4).
إن سرطان المثانة أكثر حدوثاً عند الرجال منه عند النساء بنسبة 3-4 أضعاف، ولم تتبدل هذه النسبة على الرغم من تطور وتبدل نمط الحياة، عكس ما هو عليه الأمر في سرطانات أخرى (3، 4).
يزداد وقوع وانتشار سرطان المثانة في المجتمعات الغربية والشرق الأوسط ويقل في آسيا (4، 5)، ولوحظ أنه أكثر حدوثاً عند الأمريكيين البيض منه عند الأمريكيين من أصل إفريقي أو لاتيني (6، 7)، وبالمقابل يكون أشد خبثاً عند الأمريكيين من أصل إفريقي (8، 9). توجد عوامل خطورة متعددة تزيد نسـبة حدوث أورام المثانة، وأهمها التدخين (10) والعوامل المهنية كعمال الصناعات الكيميائية ودباغة الجلود (11).
يعتمد تحديد درجة أورام المثانة على تصنيف منظمة الصحة العالمية للعام 2004 (WHO 2004) الذي يقسم أورام المثانة إلى أورام عالية الدرجة high grade ومنخفضة الدرجة low grade وكذلك أورام الظهارة البولية الحليمية منخفضة كمون الخباثة papillary urothelial neoplasm of low malignant potential (12)، أما تحديد مرحلة الورم فيتبع تصنيف TNM الذي يحدد مدى ارتشاح الورم المثاني في عضلة المثانة وكذلك وجود انتقالات لمفاوية أو انتقالات بعيدة.
يوضع تشخيص ورم المثانة في واحد من 4 حالات: التحري الكتلي massive screening، التحري الفردي individual screening عند أشخاص غير عرضيين لكنهم معرضون لواحد أو أكثر من عوامل الاختطار، وجود عرض يوحي بسرطان المثانة أو كشف ورم مثانة أثناء تَرَصُّد surveillance ورم معالج سابقاً.
تعد البيلة الدموية العيانية macroscopic hematuria أو المجهرية microscopic أهم العلامات الموحية بسرطان المثانة (13) ويساعد التصوير بالصدى في التثبت من التشخيص، لكن يبقى التنظير البولي هو الوسيلة الرئيسية لتشخيص أورام المثانة (14).
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على تجريف أورام المثانة بطَرِيْقِ الإِحْليل transurethral resection of bladder tumor، وهذا ما يستدعي مراقبة حثيثة للمرضى بعد التجريف لمدة قد تصل إلى خمس سنوات.
إن كون التنظير البولي وسيلة باضعة لكشف وجود نكس ورمي في المثانة يستدعي البحث عن طرق أخرى أقل غزواً وأكثر فعالية، إن أمكن، لكشف النكس الورمي في المثانة قبل تظاهر هذا النكس تنظيرياً. أو لكشف وجود إصابة أولية عند أشخاص معرضين للإصابة بسبب واحد أو أكثر من عوامل الاختطار.
ومن هذه الوسائط التي جرت دراستها: الدراسة الخلوية للبول urinary cytology، واختبارات البول الجزيئية urine molecular tests لكشف وجود هذه الأورام. فالدراسة الخلوية للبول تعني إجراء دراسة مجهرية للتبدلات التي طرأت على الخلايا الموجودة في البول المفرغ بشكل طبيعي أو المأخوذ بفحص غسالة المثانة bladder washing أوأثناء التنظير البولي بحثاً عن خلايا سرطانية متقشرة exfoliated (14، 15). وكان أول من درس الدراسة الخلوية للبول هو Papanicolaou بغية ترصد أورام المثانة (16). ويفضل أخذ 3 عينات على مدار 3 أيام منفصلة، ويفضل تجنب البول الصباحي الأول وكذلك البول المدمى بشكل واضح (16)، كما يفضل القيام بجهد جسدي خفيف قبل أخذ العينة كصعود عدة درجات أو المشي السريع قليلاً وذلك لزيادة تركيز الخلايا في العينة (15).
تعد الدراسة الخلوية للبول الفحص الحيوي المرجعي في المراكز الكبرى وذلك بفضل نوعيتها العالية، خاصة حين إجرائها بيد مشرح مرضي خبير، كونها تعتمد بشكل كبير على مهارة وخبرة قارئها (15، 17). وتزداد النوعية specificity في الأورام عالية الدرجة لسهولة رؤية التبدلات الخلوية، وتتراوح النوعية بين 92-100% (15-17). أما بالنسبة لحساسية sensitivity الدراسة الخلوية للبول في كشف أورام المثانة فهي أقل من نوعيتها، وخاصة في الأورام منخفضة الدرجة، حيث تتراوح بين 26.8% و60% وذلك لصعوبة التمييز بين الخلايا الورمية المتقشرة والخلايا الطبيعية، في حين ترتفع هذه الحساسية في الأورام عالية الدرجة لتصل إلى أكثر من 90% (15-17).
تسبب العديد من العوامل ظهور إيجابية كاذبة false positive ومنها وجود إنتان بولي أو حصيات بولية أو وجود لانمطية خلوية يمكن أن تقرأ خطأً على أنها إيجابية
لقد أجمعت الدراسات على كون الدراسة الخلوية للبول غير كافية بمفردها لتشخيص أو ترصد الأورام المثانية، لكن فائدتها تتحقق بالتشارك مع الاختبارات والتحريات الأخرى التي يمكن إجراؤها (15-17).
أما الاختبارات الجزيئية للبول فلقد جرى تطوير عدة اختبارات حيوية تجرى على البول لتشخيص أورام المثانة، وهي تعتمد على الواصمات الذوابة في البول المرتبطة بالخلايا الورمية المتقشرة (18، 19). وكان الهدف من تطوير هذه الاختبارات هو حلولها محل ما هو متبع حالياً لترصد أورام المثانة المشخصة والمعالجة سابقاً أو كشف الأورام الجديدة بشكل مبكر، خاصة عند المرضى المعرضين لعوامل اختطار عالية، أي الحلول محل تنظير المثانة الدوري والدراسة الخلوية للبول (20). وفي هذا السبيل يجب   أن يتمتع الاختبار المثالي بالمزايا التالية:
‌أ- يتيح كشف الأورام المثانية عالية الدرجة بشكل باكر قبل ترقيها لأورام تغزو العضلات.
‌ب- يتيح ترصد الأورام وكشف الناكس منها، وتشخيص الأورام الجديدة عند مرضى لديهم أعراض موحية بوجود ورم مثاني.
‌ج- يكشف التبدلات الخلوية باكراً وقبل تظاهرها عياناً (بالتنظير) على شكل ورم مثاني.
‌د- نوعي، حساس، غير غاز، سريع القراءة، بسيط التطبيق من قبل طبيب البولية نفسه ولا يحتاج إلى مخابر خاصة، بسيط التفسير والقراءة، كمي ويمكن تكراره.
‌ه- يحل محل الدراسة الخلوية للبول أو يكمل معطياتها.
‌و- يغني عن إجراء التنظير الدوري للمثانة.
‌ز- حساسيته 100%، إيجابيته الكاذبة 0%، نوعيته 100% وسلبيته الكاذبة 0%.
‌ح- له قيمة مُنْبِئة إيجابية positive predictive value أوPPV وقيمة مُنْبِئة سلبية negative predictive value أو NPV هامتان لتقدير كفاءة الواصم التشخيصي، وهذا يعتمد على الغرض منه لكشف ورم جديد أو لترصد ورم معالج سابقاً (21، 22).
لم تصل الدراسات المجراة في هذا المجال إلى الواصم المثالي الذي يجمع كل المزايا السابقة الذكر، ولذلك يتركز البحث على إيجاد الواصم الأكثر مواءمة لكل حالة سريرية.
إن أهم الاختبارات الجزيئية هو المستضد الورمي المثاني (BTA) Bladder Tumor Antigen الذي يعتمد على وجود أضداد antibodies مجهزة كشف وجود هذا البروتين في البول (حيث تفرزه الخلايا الورمية ليحميها من دفاع الجسم ضدها عبر جملته المناعية). وتكون مستويات هذا البروتين مرتفعة في البول عند المصابين بأورام المثانة (23). وهنالك ثلاثة أنواع من هذا الاختبار:
1- اختبار BTA الأصلي: يعتمد على كون المستضد مركباً حالاً للبروتين يحدث عند وجوده تراصاً على اللاتكس، يؤدي إلى تبدل لون الشريطة المستخدمة لإجراء الاختبار. وتكون النتيجة إيجابية أو سلبية لكنها غير رقمية (24) .
2- اختبار BTA stat: وهو المستخدم في دراستنا وهو كسابقه اختبار استشرابي طيفي Spectro-chromatographic يتميز بسرعة إنجازه وبكونه يجرى بمرحلة واحدة (25، 26). فهو يستغرق 5-7 دقائق ومبدؤه اتحاد المستضد الورمي مع الضد المرتبط بالذهب والموجود على شريط الاختبار. ويمكن تطبيقه في عيادة الطبيب السريري دون الحاجة إلى أجهزة وتقنيات مخبرية (27، 28).
3- اختبار BTA TARK Assay: اختبار كمي يجرى على البول ويتطلب مخابر خاصة ولا يمكن إجراؤه في العيادة كالاختبارين السابقين، بل يتطلب مختبراً مجهزاً بتجهيزات خاصة والنتيجة رقمية عادة، حيث يتراوح تركيز المستضد الورمي المثاني من 0-100 وحدة/ مل وتكون القيمة السوية ضمن المجال 0-14 وحدة/ مل (29). وتزداد حساسية ونوعية هذه الاختبارات بزيادة درجة الورم المثاني (16، 22، 23).
المرضى و طريقة الدراسة 
أجريت الدراسة على 159 مريضاً من الشعبة البولية في مستشفى الأسد الجامعي، خلال الفترة من بداية أيلول 2008 وحتى نهاية كانون الأول 2009.
قُسم المرضى عشوائياً إلى مجموعتين: شملت المجموعة الأولى (آ) 83 مريضاً من مرضى أورام المثانة المقبولين في الشعبة، خلال الفترة المذكورة أعلاه، أما المجموعة الثانية (ب) فضمت 76 مريضاً من المقبولين لأسباب مرضية مختلفة، عدا أورام المثانة أو الطرق المفرغة.
شُخصت أورام المثانة كلها عند مرضى المجموعة آ على أنها أورام خلية انتقالية transitional cell carcinoma، أما مرضى المجموعة ب، الذين ليس لديهم أورام مثانة، فلقد قبلوا في الشعبة البولية لأسباب مختلفة كالحصيات البولية أو الضخامات البروستاتية الحميدة أو الكيسات الكلوية.
أُخذت من المرضى عينة من البول المفرغ بشكل طبيعي وقبل إجراء أي منابلة manipulation جراحية أوتنظيرية على الجهاز البولي، مع تجنب التبول الأول صباحاً وكان المرضى ينصحون بإجراء جهد جسدي خفيف كالمشي الخفيف أو صعود وهبوط عدة درجات (بغرض الحصول على أكبر قدر من الخلايا في البول).
كانت العينة المأخوذة تُقسم إلى قسمين، يُجرى على القسم الأول اختبار BTA stat (من قبل الباحث)، بينما يوضع القسم الثاني في عبوات عقيمة ذات فوهة عريضة محكمة الإغلاق وتُرسل مباشرة إلى القسم المختص لإجراء الدراسة الخلوية للبول، ضمن المستشفى أو خارجه حسب رغبة المريض، دون أن يطلع المشّرح المرضي على الدراسة.
بعد ذلك أجري تجريف الأورام المثانية والدراسة التشريحية المرضية لأورام المثانة المجرفة، حسب نظام التصنيف TNM المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، وذلك من قبل مُشَرِّحين مرضيين غير مطلعين على الدراسة، كما اعتمد تصنيف منظمة الصحة العالمية للعام 2004 لتحديد درجة الورم الذي يقسم الأورام إلى منخفضة الدرجة أو عالية الدرجة.
عند إجراء اختبار BTA stat كانت توضع خمس قطرات من البول على شريط الاختبار، وكانت النتائج الإيجابية تظهر على شكل شريط أحمر اللون خلال خمس دقائق.  
النتائج Results 
متوسط العمر للمرضى المصابين بأورام مثانة، وعددهم 83 مريضاً، 61.6 عاماً، حيث تراوحت الأعمار بين 36 و81 عاماً، 62 منهم كانت لديهم قصة ورم مثانة معالج سابقاً ويراجعون بسبب نكس الآفة، بينما يراجع 21 منهم بسبب الإصابة بورم مثانة لأول مرة. أما المرضى الذين ليس لديهم أورام مثانة، بل يراجعون لآفات بولية سليمة فكان عددهم 76 مريضاً، وجرى انتقاؤهم عشوائياً، فمنهم مرضى الحصيات البولية، أو الضخامة البروستاتية السليمة، أوالكيسات الكلوية أو سلس البول الجهدي (نساء)، أو آفات سليمة على حساب الجهاز التناسلي المذكر، وكان متوسط العمر عندهم 54.2 عاماً، ويمكن إجمال بعض المعلومات المتعلقة بمرضى الدراسة في الجدول 1.
كان توزع مرضى المجموعة آ حسب مرحلة الورم كما يلي: 20 مريضاً من المرحلة Ta، و63 مريضاً من المرحلة T1. كانت الدراسة الخلوية للبول إيجابية عند 42 مريضاً (50.6%)، منهم مريض واحد فقط لديه ورم من المرحلة Ta (5%) و41 مريضاً لديهم أورام من المرحلة T1 (65.08%). في حين كان اختبار BTA إيجابياً عند 61 مريضاً (73.49%) من هؤلاء المرضى، منهم 7 مرضى لديهم ورم من المرحلة Ta (35%)، و 54 مريضاً من المرحلة T1 (85.71%). ويظهر تفصيل النتائج في الجدول 2.
عند دراسة توزع مرضى المجموعة آ من ناحية درجة الورم، كانت الأورام منخفضة الدرجة عند 46 مريضاً، وعالية الدرجة عند 37 مريضاً. كانت الدراسة الخلوية للبول إيجابية عند 42 مريضاً (50.6%)، 12 مريضاً منهم لديهم ورم منخفض الدرجة (26.09%) و30 مريضاً لديهم أورام عالية الدرجة (81.08%). في حين كان اختبار BTA إيجابياً عند 61 مريضاً (73.49%) من هؤلاء المرضى، 27 مريضاً منهم لديهم ورم منخفض الدرجة (58.7%)، و34 مريضاً لديهم ورم عالي الدرجة (91.89%). ويظهر تفصيل النتائج في الجدول 3.
في مجموعة المرضى غير المصابين بآفات ورمية كان عدد المرضى الذين لديهم دراسة خلوية إيجابية للبول 6 مرضى (إيجابية كاذبة)، أي أن 70 مريضاً لديهم دراسة خلوية سلبية. وبالتالي تكون نوعية الدراسة الخلوية للبول بالنسبة لأورام المثانة 92.17%. أما اختبار BTA فكان إيجابياً عند 14 من أصل 76 مريضاً (إيجابية كاذبة)، أي أن 62 مريضاً لديهم اختبار BTA سلبي. وبالتالي تكون نوعية هذا الاختبار بالنسبة لأورام المثانة 81.58%.  

 
المناقشة Discussion 
أُجريت العديد من الدراسات حول حساسية كل من الدراسة الخلوية للبول واختبار BTA ، سواء بشكل منفرد أو بشكل مقارنة بينهما. ولعل أكبر هذه الدراسات المتعلقة بالدراسة الخلوية للبول تلك التي أجراها LANDRY في مدينة ليون في فرنسا (30، 31). حيث جرت دراسة 4695 عينة دراسة خلوية على مدار ثماني سنوات، درست فيها حساسية الدراسة الخلوية للبول حسب درجة الورم. ويظهر الجدول 4 مقارنة بعض
نتائج هذه الدراسة مع نتائج الدراسة الحالية.
نلاحظ من الجدول 4 أن الحساسية بالنسبة للأورام منخفضة الدرجة تكاد تتطابق بين الدراستين، أما الأورام عالية الدرجة فالحساسية في دراستنا أعلى قليلاً من مثيلتها في دراسة Landry. ولعل السبب في ذلك هو في الفرق الكبير بين حجمي العينتين، وهذا ما انعكس كذلك على الفرق في نتيجتي الحساسية عند مجمل مرضى العينتين.
أما فيما يتعلق بدراسة حساسية اختبار BTA، فلقد اعتمدنا في دراستنا الجيل الثاني من اختبار BTA المسمى BTA stat والمعتمد على اتحاد المستضد الورمي مع الضد المرتبط بالذهب والموجود على شريط الاختبار. فلقد أظهر Ravery (32) أن حساسية اختبار BTA عالية وهي تختلف حسب مرحلة ودرجة الورم، ففي الأورام من المرحلة Ta كانت الحساسية 45% فيما بلغت في المرحلة T1 85%، بينما في الأورام منخفضة الدرجة 38-64%، ووصلت
في الأورام عالية الدرجة إلى 71%.
كما أجريت دراسة أخرى في اسطنبول من قبل Guney ونشرت عام 2004 (33) وأظهرت وجود حساسية تبلغ 40% للأورام من المرحلة Ta، و85% للأورام من المرحلة T1، في حين بلغت 43-70% في الأورام منخفضة الدرجة و70-95 % في الأورام عالية الدرجة.
في دراستنا، بلغت الحساسية في اختبار BTA35% في الأورام من المرحلة Ta و85.71% في الأورام من المرحلة T1، بينما بلغت الحساسية 58.7% للأورام منخفضة الدرجة و91.89% للأورام عالية الدرجة. ويمكن إجمال نتائج الدراسة الحالية مع دراسة Ravery ودراسة Guney في الجدول 5. وبشكل عام فإن نتائج دراستنا تقارب، دون أن تطابق، نتائج دراسة Guney، لكنها تبتعد عن نتائج دراسة Ravery ويتماشى هذا مع وجود اختلافات في الدراسات العالمية حول هذا الاختبار.
وفي ما يخص المقارنة بين الدراسة الخلوية للبول واختبار BTA، فلقد ذكر Budman (34) أن حساسية الدراسة الخلوية للبول تبلغ 21.1-84 مقابل 52.5-78% بالنسبة لاختبار BTA stat. في حين أورد Sullivan (35) أن حساسية الدراسة الخلوية تتراوح بين 20-90%، مقابل 9.3-89% بالنسبة لاختبار BTA stat. وفي دراستنا كانت حساسية الدراسة الخلوية للبول بين 26.09-81.08%، مقابل 58.7-91.89% لاختبار BTA stat، تبعاً لدرجة الورم. إن اختلاف نتائج دراستنا عن الدراستين السابقتين ناجم بشكل رئيسي عن المأخذ الأساسي على الدراسة الخلوية للبول وهو اعتمادها على الخبرة الشخصية لقارئها. ويتطلب هذا توفر خبرة كبيرة لإجرائها، بينما اختبار BTA stat مستقل عن خبرة القارئ.  
الاستنتاج Conclusion  
إن الدراسة الخلوية للبول ذات حساسية جيدة للكشف عن أورام المثانة عالية الدرجة، في حين تقل هذه الحساسية في الأورام منخفضة الدرجة، لكن هذه الدراسة تتطلب خبرة كبيرة من المشرّح المرضي ولا يمكن إجراؤها إلا في مراكز تتوفر فيها الأجهزة اللازمة لتحضير وقراءة العينات.
أما اختبار BTA فله حساسية مقبولة للكشف عن أورام المثانة سواء لجهة تشخيصها تشخيصاً أولياً أولجهة متابعتها، عند المرضى الخاضعين لبروتوكول المراقبة الدورية. وتتناسب حساسيته طرداً مع درجة الورم، فكلما ارتفعت درجة الورم التشريحية المرضية زادت حساسية الاختبار (لذا يجب التأكد من التبدلات التشريحية المرضية للخلية ودرجة الورم، وخاصة عند إيجابية الاختبار)، كما أن هذا الاختبار سهل التطبيق، فيمكن إجراؤه في عيادة طبيب البولية دون الحاجة إلى مختبر مختص، لكن هاتين الميزتين ليستا كافيتين لاستخدامه والاستغناء عن بقية وسائل المتابعة أوالتشخيص الأخرى، فعلى سبيل المثال لا يمكننا لتشخيص الورم المثاني الاكتفاء به والاستغناء عن تنظير المثانة. كما لا يمكنه أن يحل محل التنظير الدوري للمثانة لكشف وجود النكس، فهو إذاً اختبار مساعد وداعم للاختبارات الأخرى وليس بديلاً عنها.
وبالمقارنة بين الدراسة الخلوية للبول واختبار BTA stat نجد أن كليهما يتمتع بحساسية عالية في الأورام عالية الدرجة، مع أفضلية بسيطة لاختبار BTA stat، لكن هذه الحساسية لا تكفي للاستغناء عن التنظير الدوري للمثانة. لذلك لا يمكن لأي منهما أن يحل محله. أما في الأورام منخفضة الدرجة فالاختباران لا يتمتعان بحساسية عالية، لذلك فليس لهما أي دور في هذه الأورام. وعموماً فإن كلاً من الاختبارين مساعد لوسائل التشخيص الأخرى وليس بديلاً عنها.  
المراجع References 
1-Joshi A. and Preslan E.
Risk Factors for Bladder Cancer: Challenges of Conducting a Literature Search Using PubMed.
Perspect Health Inf. Manag; 1; 8: 1e, 2011.
2-Ferlay J; Shin HR; Bray F. et al.
Estimates of worldwide burden of cancer in 2008: Globocan 2008.
Int. J. Cancer. 127(12): 2893-917, 2010.
3-Parkin DM; Pisani P. and Ferlay J.
Estimates of the worldwide incidence of 25 major cancers in 1990.
Int. J. Cancer. 15; 80(6): 827-841, 1999.
4-Pisani P; Parkin DM; Bray F. et al.
Estimates of the worldwide mortality from 25 cancers in 1990.
Int. J. Cancer. 24; 83(1): 18-29, 1999.
5-Napalkov P. and Boyle P.
Epidemiology of bladder cancer. superficial bladder cancer.
F.P.W fair 1997. Padova Italy, Isis medical media, 1-23.
6-Canto MT. and Chu KC.
Annual cancer incidence rates for Hispanics in the United States. Surveillance, Epidemiology, and End Results, 1992-1996.
Cancer, 88: 26-42, 2000.
7-Silverman D.T. and Hatge P.
Epidemiology of bladder cancer.
HematolOncolClin North Am 6(1): 1-30, 1992.
8-Lynch CF. and Cohen MB.
Urinary system.
Cancer 75 (Suppl): 316, 1995.
9-Schairer C. and Hatge P.
Racial differences in bladder cancer risk: a case-control study.
Am J Epidemiol. 128(5): 1027-1037, 1988.
10-Alguacil J; Kogevinas M; Silverman DT. et al.
Urinary pH, cigarette smoking and bladder cancer risk.
Carcinogenesis. 32(6): 843-847, 2011.
11-Reulen RC; Kellen E; Buntinx F. et al.
A meta-analysis on the association between bladder cancer and occupation.
Scand J Urol. Nephrol. Suppl. (218): 64-78, 2008.
12-Sauter G; Algaba F; Amin M. et al.
Tumours of urinary system: non-invasive urothelial neoplasias. WHO classification of tumours of the urinary
system and male genital organs.
Lyon: IARCC Press, 2004.
13-Sultana SR; Goodman CM; Byrne DJ. et al.
Microscopic haematuria: urological investigation using a standard protocol.
Br J Urol. 78(5): 691-696, 1996.
14-Sexton WJ; Wiegand LR; Correa JJ. et al.
Bladder cancer: a review of non-muscle invasive disease.
Cancer Control. 17(4): 256-268, 2010.
15-Fontaniere B; Ranchere-Vince D; Landry JL. et al.
Quality criteria in urinary cytology for tumor diagnosis.
Prog Urol. 11(5): 867-875, 2001.
16-Cariou G; Maaraoui N. and Cortesse A.
Can the combination of bladder ultrasonography and urinary cytodiagnosis replace cystoscopy in the diagnosis and follow-up of tumors of the bladder?
Prog. Urol; 7(1): 51-55, 1997.
17-Raitanen MP; Aine R; Rintala E. et al.
Differences between local and review urinary cytology in diagnosis of bladder cancer. An interobserver multicenter analysis.
Eur Urol; 41(3): 284-289, 2002.
18-Babjuk M; OosterlinckW; Sylvester R. et al.
EAU Guidelines on Non-Muscle-Invasive Urothelial Carcinoma of the Bladder, the 2011 Update.
Eur Urol; 59(6): 997-1008, 2011.
19-van Rhijn BWG, van der Poel HG, van der Kwast TH.
Cytology and urinary markers for the diagnosis of bladder cancer.
EurUrol Suppl; 8: 536-541, 2009.
20-Blumenstein BA; Ellis WJ. and Ishak LM.
The relationship between serial measurements of the level of a bladder tumor associated antigen and the
potential for recurrence.
J Urol; 161(1): 57-60, 1999.
21-Lokeshwar VB. and Soloway MS.
Current bladder tumor tests: does their projected utility fulfill clinical necessity?
J Urol; 165(4):1067-1077, 2001.
22-Atfa M. and Barakat W.
BTA sensitivity in superficial bladder tumor.
The Journal of Clinical Laboratory. 5(10): 9-16, 2011.
23-Budman LI ; Kassouf W. and Steinberg JR.
Biomarkers for detection and surveillance of bladder cancer.
Can Urol Assoc J. 2(3): 212-221, 2008.
24-Sarosdy M.F.
The use of BTA test in detection of persistent or recurrent transitional cell cancer of the bladder.
World J Urol; 15(2): 103-106, 1997.
25-Malkowicz SB.
The application of human complement factor h-related protein (bta trak) in monitoring patients with bladder cancer.
Urol. Clin. North Am. 27: 63-73, 2000.
26-D'Hallewin MA. and Baert L.
Initial evaluation of the bladder tumor antigen test in superficial bladder cancer.
J Urol. 155: 475-476, 1995.
27-Arisan S.
The importance of molecular tumor markers for bladder cancer.
Turk. J. of Cancer. 33: 171-176, 2003.
28-Konety BR and Getzenberg RH.
Urine based markers of urological malignancy.
J. of Urol. 93: 600-611, 2001.
29-Kin R; Jones T; Root R; Bruce C; Murchison H; Corey M; Williams L. et al.
Complement factor H or a related protein is a marker for transitional cell cancer of the bladder.
Clin Cancer Res, 4(10): 2511-2520, 1998.
30-Landry J.L.
Intérêt Diagnostique, Précision et Valeur Pronostique de la Cytologie Urinaire Initiale dans les Tumeurs de Vessie. A Propos d'une Série de 1791 Examens Cytologiques.
Thèse médecine 129 p. Lyon 2001. N°80.
31-Gattegno B. and Chopin D.
Tumeurs Superficielles de la Vessie. Rapport du Congrès 2001 de l'Association Française d'Urologie.
Progrès en Urologie; 11: 867-875; 2001.
32-Ravery V; Meulemans A; Ishak L. and Boccon-Gibod L.
Detection of bladder cancer using the BTA test.
Review and personal experience. Immunoanalyse & Biologie Spécialisée. 13: 157-160, 1998.
33-Guney S. et al.
Bladder tumor antigen sensitivity in bladder cancer Patients.
Journal of Cell and Molecular Biology. 3: 51-55, 2004.
34-Budman L.Kassouf W. and Steinberg J.
Biomarkers for detection and surveillance of bladder cancer.
Can Urol Assoc J. 2(3): 212-221, 2008.
35-Sullivan P; Chan J; Levin M. and RaoJ.
Urine cytology and adjunct markers for detection and surveillance of bladder cancer.
Am J Transl Res. 2(4): 412-440, 2010.  
 
 
 
 
 
 
المجلد 6 , العدد 7 , ذو القعدة 1433 - تشرين أول (أكتوبر) 2012

 
 
SCLA