بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 6 , العدد 8 , صفر 1434 - كانون الثاني (يناير) 2013
 
دراسة تراكيز الفاسبين المصلية لدى البدينين
Serum Vaspin Concentrations in Obese Subjects
د. علا الإبراهيم، وأ. د. سحر الشماع و أ. د. نجات صنيج
AL-Ibrahem O;* AL-Shamaa S.* and Sneij N.**
كلية الصيدلة، جامعة دمشق
*Faculty of Pharmacy, Damascus University.
**Faculty of Medicine, Damascus University.
الملخص Abstract
السمنة هي اضطراب يزداد تواتره عالمياً بسرعة، يترافق مع مقاومة الأنسولين، وقد يؤدي إلى الداء السكري من النمط الثاني وشذوذ شحوم الدم. عُرف الفاسبين مؤخراً بأنه أديبوكين جديد هام، له تأثيرات محسسة للأنسولين، يُفرَز بشكل مسيطر من النسيج الشحمي الحشوي للجرذان البدينة المصابة بالداء السكري من النمط الثاني. والهدف من دراستنا تقييم الأهمية السريرية لمستويات فاسبين المصل لدى البدينين.
الطرق: جرى قياس الفاسبين بطريقة الامتزاز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA لدى 60 شخصاً بديناً، (منهم 30 شخصاً مصاباً بالداء السكري من النمط الثاني و30 شخصاً غير مصاب به)، مقارنة مع 20 شخصاً سوياً كمجموعة شاهدة.
النتائج: ارتفعت مستويات الفاسبين المصلية بشكل معتد به لدى البدينين مقارنة مع الشواهد (P=0.003). وكانت لدى الإناث (0.92 ng/ml) أعلى منها لدى الذكور (0.41 ng/ml) (P=0.0006)، كما ارتبطت مع BMI (P= 0.001) ومناسب حساسية الأنسولين ]مع الأنسولين(P= 0.03) ، ومع HOMA-IR [(P= 0.008) لدى البدينين غير السكريين.
الاستنتاج: لقد وجدنا مَثْنَوِيَّةُ شكْل جنسية في الفاسبين الجائل. حيث تترافق مستويات الفاسبين المصلية المرتفعة مع السمنة وحساسية الأنسولين المختلة. بينما يلغي الداء السكري من النمط الثاني العلاقة بين زيادة الفاسبين الجائل وزيادة وزن الجسم ونقصان الحساسية للأنسولين.  
Obesity is a global rapidly growing disorder, that is associated with insulin resistance, and may lead to type 2 diabetes mellitus (T2DM) and dyslipidemia. Recently, Vaspin was identified as an interesting novel adipokine with insulin-sensitizing effects, which is predominantly secreted from visceral adipose tissue in obese rats with type 2 diabetes mellitus.The objective of our study is assessment clinical importance of serum vaspin levels in obese.
Methods: Vaspin levels have been assayed by enzyme-linked immunosorbent assay (ELISA) in 60 obese subjects,( 30 subjects with type 2 diabetes mellitus and 30 subjects without it), compared with 20 healthy subjects as controls.
Results: Serum Vaspin levels increased significantly in obese compared with controls (P=0.003), and were higher in female (0.92 ng/ml) than these in male subjects (0.41 ng/ml) (P=0.0006), and correlated with BMI (P= 0.001) and insulin sensitivity indices [insulin (P=0.03) and HOMA-IR (P=0.008)] in nondiabetic obese.
Conclusions: We found a sexual dimorphism in circulating vaspin. Elevated serum vaspin levels are associated with obesity and impaired insulin sensitivity, whereas type 2 diabetes seems to abrogate the correlation between increased circulating vaspin, higher body weight, and decreased insulin sensitivity.  
المقدمةIntroduction  
تزداد معدلات السمنة عالمياً بسرعة، ليس فقط في البلدان الصناعية وإنما في البلدان النامية أيضاً. وتترافق غالباً مع مقاومة الأنسولين والداء السكري من النمط الثاني واختلال شحوم الدم. ويحدث عند زيادة الوزن فرط تنسج وضخامة في الخلايا الشحمية ضمن النسيج الشحمي. ولقد تبين بوضوح في السنوات الأخيرة أن الخلايا الشحمية تفرز مجموعة متنوعة من البروتينات تسمى الأديبوكينات (حفَّازات شحمية)، وهي تلعب دوراً حاسماً في التفاعل بين العديد من الأنظمة مثل الكظر والمناعة والجهاز العصبي المركزي والمحيطي. ومن هذه الأديبوكينات leptin، adiponectin، resistin، visfatin، vaspin، TNFα (1).
وصف Hida et al. عام 2005 الفاسبين أو SERPINA12 بأنه أديبوكين جديد وهام وله تأثيرات محسسة للأنسولين، ويُفرز بشكل سائد من النسيج الشحمي الحشوي لجرذان (OLETF) Otsuka Long-Evans Tokushima Fatty rat البدينة والمصابة بالداء السكري من النمط الثاني. وكلمة Vaspin هي اختصار لـ Visceral adipose tissue–derived serpin وهو عضو في عائلة السيربينات Serpins، مثبطات السيرين بروتياز Serine Protease Inhibitor family (2). بينت الدراسات أن إعطاء الفاسبين للفئران البدينة حَسّن تحمل الغلوكوز وحساسية الأنسولين لديها. حيث أن الفاسبين كبت التعبير عن الليبتين والريزستين وTNFα، بينما قام بزيادة التعبير عن ناقل الغلوكوز4 GluT4 والأديبونكتين، وبالتالي فإن إعطاء الفاسبين يعاكس التعبير للجينات المحرضة لمقاومة الأنسولين في الأنسجة الشحمية البيضاء WATs. و"مقاومة الأنسولين" تعني وجود استجابة حيوية ضعيفة للأنسولين داخلي المنشأ أو للأنسولين الدوائي خارجي المنشأ. وتتظاهر تلك المقاومة بانخفاض في نقل الغلوكوز المحرض بالأنسولين واستقلابه في الخلية الشحمية والعضلية، وبضعف في تثبيط استحداث الغلوكوز الكبدي.
يملك الفاسبين أثراً محسساً للأنسولين، بشكل رئيسي على الـ WATs، وهو يعدل فعل الأنسولين فقط بوجود بروتيازاته الهدف في الـ WATs. ولقد وجد الباحثون أن تعبير mRNA الفاسبين في الـ WAT يُنظَم بالحالة التغذوية nutritional status، وأن مستويات الفاسبين المصلية تظهر اختلافاً نهارياً متعلقاً بالوجبة meal-related diurnal variation، وهذا يقترح أن للفاسبين دوراً في التنظيم الاستقلابي. كذلك لاحظ الباحثون أن الفاسبين يتأثر بالعمر والجنس، ويزداد بعد المعالجة بمحسسات الأنسولين، كما تعدل التبدلات في وظائف النخامة مستويات الفاسبين (4-2).
وعند الإنسان تبين أن تعبير mRNA الفاسبين غير قابل للكشف لدى النحيلين ذوي تحمل غلوكوز طبيعي، لكن يمكن أن يُحرَض بزيادة كتلة الدهن، نقصان حساسية الأنسولين واختلال تحمل الغلوكوز، كما تبين أن تنظيم التعبير الجيني للفاسبين نوعي لمخزن الدهن fat depot-specific. إن تحريض تعبير mRNA الفاسبين في النسيج الشحمي للبشر يمكن أن يمثل آلية معاوضة compensatory mechanism مترافقة مع السمنة، ومقاومة الأنسولين الوخيمة والداء السكري من النمط الثاني ليُنَاهِضَ antagonize فعل بروتيازات غير معروفة unknown proteases تُنظّم إيجابياً upregulated في مثل هذه الحالات (6،5).
أي يمكن القول بأن الفاسبين يمثل واصماً حيوياً واعداً للسمنة والحساسية المختلة للأنسولين، وإن التعبير الزائد للفاسبين من النسيج الشحمي، في الأشخاص البدينين، قد يساعد في إبطال تنامي مقاومة الأنسولين لديهم. ويمكن أن يعد هذا البروتين مرشحاً للدراسة كعلاج لمقاومة الأنسولين. ويعتقد الباحثون أن الفكرة الأساسية والفرضية لتطوير الدواء المتعلق بالفاسبين هي كالتالي: قد يثبط الفاسبين البشري المأشوب recombinant human vaspin (rhVaspin) العمليات الالتهابية بإنقاص الأديبوكينات الالتهابية والسيتوكينات المشتقة من الخلية الوعائية، وقد يكون تحسّن العملية الالتهابية مفيداً في تحسين مقاومة الأنسولين والتصلب العصيدي في المتلازمة الاستقلابية. لكن يفتقر الـ rhVaspin إلى تَعْدِيْل الغلكزة glycosylation modification، بالإضافة إلى عمره النصفي القصير وهو حوالي ساعتين في الجرذان. وبالتالي من الضروري تطوير المضاهئات مديدة التأثير long-acting analogs، الأضداد antibodies، أو الجزيئات الصغيرة المحاكية لفعل rhVaspin. فكما أن تراكم الأنسجة الشحمية الحشوية يتوضع في قمة إمراضية المتلازمة الاستقلابية، فإن اكتشاف وتطوير الدواء المتعلق بالفاسبين قد يقودنا إلى معالجة نوعية لهذه المتلازمة (7،8).  
المواد والطرقMaterials and Methods  
قمنا في دراستنا هذه بمقايسة مستويات الفاسبين المصلية لدى البدينين ومقارنتها مع المجموعة الشاهدة، وذلك لتقييم الأهمية السريرية لمعايرة الفاسبين في المصل عند البدينين.
جُمعت العينات من مستشفى المواساة الجامعي، شعبتي الأمراض الداخلية وأمراض الغدد الصم، والمركز الطبي التخصصي للداء السكري التابع لوزارة الصحة. وذلك في الفترة ما بين 15/1/2010- 3/5/2010. ولقد شملت دراستنا 80 فرداً وُزعوا إلى المجموعات التالية:
1. المجموعة الشاهدة:
شملت أفراداً أسوياء ظاهرياً (10 ذكور، 10 إناث)،
لا يعانون من السمنة أو الداء السكري ولا يتناولون أية أدوية، متوسط أعمارهم ± الانحراف المعياري 51.7 ± 11.3 عاماً.
2. مجموعة البدينين المصابين بالداء السكري من النمط الثاني (السكريين):
شملت مرضى بدينين مصابين بالداء السكري من النمط الثاني (14 ذكراً، 16 أنثى) يتناولون أحد خافضات سكر الدم الفموية على الأقل، متوسط أعمارهم ± الانحراف المعياري 52.9 ±10.4 عاماً.
3. مجموعة البدينين غير المصابين بالداء السكري من النمط الثاني (غير السكريين):
شملت أفراداً بدينين (13 ذكراً، 17 أنثى)، أسوياء ظاهرياً ولا يتناولون أياً من خافضات سكر الدم الفموية، متوسط أعمارهم ± الانحراف المعياري 52.1 ±9.9 عاماً.
استخدمنا المصل الصيامي الصباحي لكل أفراد الدراسة، حيث جرت مقايسة الفاسبين بطريقة الامتزاز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA بعتيدة Human Vaspin ELISA kit لشركة Alpco الأميريكية، في مركز جامعة دمشق لنقل الدم، كما جرى تعيين منسب كتلة الجسم (BMI) Body Mass Index من العلاقة: BMI = weight (kg) / (length)2 (m2)، وقياس محيط الخصر لكل أفراد الدراسة، كما جرت مقايسة الأنسولين بطريقة الامتزاز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA بعتيدة لشركة Nova Tec الألمانية، ومقايسة الغلوكوز بطريقة إنزيمية لونية باستخدام عتيدة لشركة Biosystems الإسبانية، وحساب قيم مقاومة الأنسولين من العلاقة:
HOMA-IR: fasting insulin (µIU/ml) x fasting glucose (mg/dl) / 405
HOMA-IR: homeostasis model assessment of insulin resistance
 
النتائج Results  
تعيين مستويات الفاسبين لدى أفراد الدراسة
المجموعة الشاهدة: تراوحت القيم بين 0.23-0.86 نغ/ مل (المتوسط الحسابي 0.39 ng/ml± الانحراف المعياري 0.15 ng/ml). وبلغ متوسط قيم الفاسبين لدى الإناث 0.44 ng/ml ولدى الذكور 0.35 ng/ml.
مجموعة البدينين السكريين: تراوحت القيم بين 0.98 - 0.21 نغ/ مل (0.52±0.2 ng/ml). وبلغ متوسط قيم الفاسبين لدى الإناث 0.53 ng/ml ولدى الذكور 0.52 ng/ml.
مجموعة البدينين غير السكريين: تراوحت القيم بين 1.88 - 0.2 نغ/مل (0.7±0.4 ng/ml). وبلغ متوسط قيم الفاسبين لدى الإناث 0.92 ng/ml ولدى الذكور 0.41 ng/ml.
لوحظ وجود فارق يعتد به إحصائياً (P=0.01) بين مجموعة البدينين السكريين والمجموعة الشاهدة. كما وجد فارق يعتد به إحصائياً (P=0.001) بين مجموعة البدينين غير السكريين والمجموعة الشاهدة. ولم يكن هنالك فارق يعتد به احصائياً (P=0.06) بين مجموعة البدينين السكريين ومجموعة البدينين غير السكريين (الشكل 1). وفي المجموعة الشاهدة لم يكن هنالك فارق يعتد به احصائياً (P=0.2) بين الذكور والإناث. وكذلك في مجموعة البدينين السكريين لم يكن هنالك فارق يعتد به احصائياً (P=0.9) بين الذكور والإناث. وفي مجموعة البدينين غير السكريين وجد فارق يعتد به احصائياً (P=0.0006) بين الذكور والإناث، حيث كان متوسط قيم الفاسبين لدى الإناث أعلى بمرتين تقريباً منه لدى الذكور (الشكل 2).
تعيين قيم BMI ومحيط الخصر لدى أفراد الدراسة
بلغ متوسط منسب كتلة الجسم BMI لدى المجموعة الشاهدة 23.2±1.6 كغ/ م2. ولدى البدينين السكريين 39.1±4.5 كغ/ م2. ولدى البدينين غير السكريين 38.8±5.4 كغ/ م2 (الشكل 3). وبلغ متوسط قيم محيط الخصر لدى المجموعة الشاهدة 79±7.2 سم. ولدى البدينين السكريين 115.5±9.1 سم. ولدى البدينين غير السكريين 112.8±9.3 سم (الشكل 4).
تعيين مستويات الغلوكوز والأنسولين لدى أفراد الدراسة
لدى المجموعة الشاهدة: بلغ متوسط قيم الغلوكوز 86.3±8.1 ملغ/ دل، والأنسولين 3.9±2.5 مكرو وحدة/ مل.
لدى البدينين السكريين: بلغ متوسط قيم الغلوكوز 200.5±60.8 ملغ/ دل، والأنسولين 10.5±5.03 مكرو وحدة/ مل.
لدى البدينين غير السكريين: بلغ متوسط قيم الغلوكوز 95±9.8 ملغ/ دل، والأنسولين 13.7±4.4 مكرو وحدة/ مل.
تعيين قيم مقاومة الأنسولين لدى أفراد الدراسة بلغ متوسط قيم مقاومة الأنسولين لدى المجموعة
الشاهدة 0.54±0.83. ولدى البدينين السكريين 3.25±5.32. ولدى البدينين غير السكريين 1.01±3.18 (الشكل 5).
عند دراسة علاقة الارتباط بين مستويات الفاسبين المصلية ومنسب كتلة الجسم BMI لدى مجموعة البدينين غير السكريين، لوحظ وجود علاقة ارتباط إيجابية ويعتد بها إحصائياً، حيث:
R = 0.577، P = 0.001 (الشكل 6).
وعند دراسة علاقة الارتباط بين مستويات الفاسبين المصلية ومحيط الخصر لدى مجموعة البدينين غير السكريين، لوحظ وجود علاقة ارتباط إيجابية ويعتد بها إحصائياً، حيث: R = 0.582، P = 0.001 (الشكل 7).
وعند دراسة علاقة الارتباط بين مستويات الفاسبين المصلية ومستويات الأنسولين المصلية لدى مجموعة البدينين غير السكريين، لوحظ وجود علاقة ارتباط إيجابية ويعتد بها إحصائياً، حيث: R = 0.396، P = 0.03 (الشكل 8).
وعند دراسة علاقة الارتباط بين مستويات الفاسبين المصلية وقيم مقاومة الأنسولين لدى مجموعة البدينين غير السكريين، لوحظ وجود علاقة ارتباط إيجابية ويعتد بها إحصائياً، حيث: R = 0.476، P = 0.008 (الشكل 9).
بينما لدى مجموعـة البدينين السـكريين لم يلاحظ وجود علاقة ارتباط يعتد بها إحصائياً بين مستويات الفاسبين المصلية وكل من المتثابتات التالية: BMI، محيط الخصر، الأنسولين ومقاومة الأنسولين.  

المناقشة Discussion 
أظهرت دراستنا ارتفاع مستويات الفاسبين المصلية بشكل هام لدى البدينين مقارنة مع المجموعة الشاهدة، حيث كانت أعلى بشكل يعتد به إحصائياً لدى مجموعة البدينين السكريين (P=0.04)، ولدى مجموعة البدينين غير السكريين (P=0.003) مقارنة مع المجموعة الشاهدة.  لقد أظهرت العديد من الدراسات العالمية مستويات مصلية مرتفعة بشكل هام للفاسبين لدى البدينين مقارنة مع ذوي BMI ≤ 25 Kg/m2. وكما نعلم فإن السمنة تعرف بزيادة كتلة النسيج الشحمي وخاصة الحشوي، والفاسبين يُفرَز بشكل حصري من هذا النسيج. وهنا يفترض الباحثون أن تحريض تعبير الفاسبين لدى البدينين يمكن أن يكون آلية معاوضة داخلية المنشأ intrinsic للنسيج الشحمي استجابة لحساسية الأنسولين الناقصة أو اختلال استقلاب الغلوكوز (5، 7).
كما وجدنا أن مستويات الأنسولين المصلية الصيامية كانت أعلى بشكل واضح لدى البدينين منها لدى المجموعة الشاهدة، وكانت لدى البدينين غير السكريين أعلى منها لدى البدينين السكريين، ويعزى ذلك إلى أن البدينين السكريين يتناولون واحداً على الأقل من خافضات سكر الدم الفموية (ميتفورمين، تيازوليدينات.....) التي تقلل المقاومة المحيطية على الأنسولين وتؤدي بالنتيجة إلى خفض مستويات الأنسولين عندهم. وكانت قيم مقاومة الأنسولين HOMA-IR لدى البدينين السكريين أعلى منها لدى البدينين غير السكريين، كما كانت مستويات الغلوكوز المصلية الصيامية مرتفعة بشكل واضح لدى البدينين السكريين مقارنة مع البدينين غير السكريين.
ارتبطت مستويات الفاسبين المصلية بعلاقة ارتباط إيجابية هامة مع كل من منسب كتلة الجسم BMI ومحيط الخصر (P=0.001) ومستويات الأنسولين المصلية (P= 0.03) وقيم مقاومة الأنسولين HOMA-IR ( P= 0.008)، وذلك في مجموعة البدينين غير السكريين، بينما في مجموعة البدينين السكريين لم نلاحظ وجود مثل هذه العلاقة.
أظهرت العديد من الدراسات العالمية وجود علاقة هامة بين مستويات الفاسبين المصلية ومنسب كتلة الجسم BMI ونسبة الشحوم في الجسم ومناسب حساسية الأنسولين. أي تكون تراكيز الفاسبين المصلية أعلى بشكل واضح عند البدينين، كما تكون متناسبة عكسياً مع حساسية الأنسولين، لذلك يتم إنتاج فاسبين أكثر عند الأشخاص الذين يعانون من مقاومة أشد للأنسولين، وهذا يبين أن الجسم يحاول محاربة مقاومة الأنسولين المسببة بزيادة الوزن (5،7). أما عند البدينين السكريين فلم يجدوا علاقة بين الفاسبين الجائل وBMI، مما يدل على أن الداء السكري سبب أخطاء وسوء تنظيم في إفراز الفاسبين. ولكن من المحتمل أن الحمية والأدوية المستخدمة لعلاج الداء السكري كالميتفورمين تتدخل بطريقة أو بأخرى في تنظيم الفاسبين، وتساهم في فقدان الترافق بين الفاسبين الجائل المرتفع والسمنة (7).
توافقت دراستنا مع دراسة Nora Kloting وزملائها عام 2006، حيث وجدوا علاقة هامة بين تعبير mRNA الفاسبين الحشوي وBMI ونسبة الشحوم في الجسم، وأن تعبير mRNA الفاسبين غير قابل للكشف لدى النحيلين ذوي تحمل غلوكوز طبيعي، لكن يمكن أن يُحرَض بزيادة كتلة الدهن، نقصان حساسية الأنسولين واختلال تحمل الغلوكوز (5).
كذلك توافقت دراستنا مع دراسة Youn BS وزملائه عام 2008، حيث وجدوا مستويات الفاسبين المصلية مزدادةً بالتناسب مع BMI عند غير السكريين، كما تكون متناسبة عكسياً مع حساسية الأنسولين (7). وكذلك مع دراسة Tan BK وزملائه عام 2008، على مريضات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS: حيث وجدوا علاقة إيجابية بين الفاسبين الجائل والـ BMI و HOMA-IR (9). ومع دراسة Chang HM وزملائه عام 2010، حيث وجدوا ارتباطاً بين مستويات الفاسبين المصلية ووزن الجسم وBMI ومحيط الخصر، كما وجدوا أن مقاومة الأنسـولين تؤثر على هذا الارتباط (10).
واختلفت دراستنا عن دراسة Seeger J وزملائه عام 2008، حيث أنهم لم يجدوا أي علاقة ارتباط بين مستويات الفاسبين المصلية وBMI وواصمات حساسية الأنسولين واستقلاب الغلوكوز(11). وقد يعود سبب الاختلاف إلى أن دراسة Seeger J كانت على مرضى بدينين سكريين وغير سكريين يعانون من فشل كلوي مزمن، ووجدوا فيها أن مستويات الفاسبين المصلية لدى مرضى الفشل الكلوي لا تختلف عنها لدى المجموعة الشاهدة، مما يقترح بأن الإفراغ الكلوي قد لا يكون السبيل الرئيسي لإطراح الفاسبين، بالإضافة إلى وجود آليات مشاركة تعدل من قيم الفاسبين.
واختلفت كذلك عن دراسة Auguet T وزملائها عام 2011، حيث وجدوا أن مستويات الفاسبين المصلية لا تزداد لدى النساء البدينات مرضياً morbidly obese women (BMI ≥ 40 kg/m2)، مقارنة مع المجموعة الشاهدة (BMI ≤ 25)، وأن هذه المستويات لا ترتبط مع BMI ومتثابتات استقلاب الغلوكوز(12). وقد يعود سبب الاختلاف إلى أن أفراد هذه الدراسة هم نساء بدينات مرضياً فقط، حيث كان متوسط قيم BMI لديهم (49.22±1.07 Kg/m2)، بينما كانت دراستنا على نساء ورجال بدينين وبمجال واسع من السمنة، حيث كان متوسط قيم BMI لدى البدينين غير السكريين (38.8±5.4 Kg/m2).
كما وجدنا أن مستويات الفاسبين المصلية لدى الإناث (0.92 ng/ml) كانت أعلى بمرتين تقريباً منها لدى الذكور (0.41 ng/ml) وذلك في مجموعة البدينين غير السكريين (P=0.0006)، بينما في مجموعة البدينين السكريين والمجموعة الشاهدة لم يكن هنالك فارق يعتد به إحصائياً (P>0.05) بين الإناث والذكور.
من الممكن أن تزيد الأستروجينات مستويات الفاسبين الجائل لدى الإناث، في حين تثبط الأندروجينات التعبير عنه لدى الذكور. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم الاختلافات المعتمدة على الجنس في كتلة النسيج الشحمي وتوزعه في تراكيز الفاسبين الجائل الزائدة عند الإناث مقارنة مع الذكور (7،11). وبشكل مثير للاهتمام، تلاشت هذه الاختلافات بين الجنسين لدى مرضى الداء السكري من النمط الثاني، وهذا يقترح أن التبدلات الاستقلابية في الداء السكري مثل فرط غلوكوز الدم المزمن والحساسية المنخفضة للأنسولين تعدل تراكيز الفاسبين المصلية (7).
توافقت دراستنا مع دراسة Youn BS وزملائه عام 2008، حيث وجدوا أن مستويات الفاسبين المصلية لدى الإناث كانت أعلى بمرتين ونصف منها لدى الذكور وذلك عند البدينين غير السكريين، بينما تلاشت هذه الاختلافات بين الجنسين لدى مرضى الداء السكري من النمط الثاني (7). ومع دراسة Seeger J وزملائه عام 2008، حيث وجدوا أن مستويات الفاسبين الجائل كانت أعلى بمرتين تقريباً لدى الإناث منها لدى الذكور (11). ومع دراسة Gonzalez CR وزملائه عام 2009 على جرذان OLETF البدينة، حيث وجدوا أن التراكيز المصلية للفاسبين كانت أعلى بشكل ملحوظ لدى الإناث مقارنة مع الذكور (3).
ومع دراسة Korner A وزملائه عام 2010 على الأطفال البدينين، حيث وجدوا أن مستويات الفاسبين كانت أعلى بشكل هام لدى الفتيات منها لدى الفتيان، كما أنها ازدادت لدى الفتيات مع تقدم البلوغ بينما لم تتبدل لدى الفتيان (13).
اختلفت دراستنا عن دراسة Suleymanoglu S وزملائه عام 2009 (14)، ودراسة Lee MK وزملائه عام 2010 (15) التي درست مستويات الفاسبين المصلية لدى اليافعين البدينين بأعمار تتراوح بين 16-11 عاماً، حيث لاحظوا أن هذه المستويات أعلى منها لدى المجموعة الشاهدة، لكن لم يلاحظوا اختلافات هامة في مستويات الفاسبين بين الفتيان والفتيات، ويمكن أن يعزى ذلك إلى اختلاف الفئات العمرية، فكما رأينا سابقاً فإن تنظيم الفاسبين يتأثر بالعمر.
 
الاستنتاج Conclusion  
ترتفع مستويات الفاسبين المصلية بشكل واضح لدى البدينين الذين تكون عندهم حالة من مقاومة الأنسولين تضعهم في خطر الإصابة بالداء السكري من النمط الثاني. حيث أن التعبير الزائد للفاسبين من النسيج الشحمي في الأشخاص البدينين يمثل آلية معاوضة استجابة لحساسية الأنسولين الناقصة أو اختلال استقلاب الغلوكوز، وقد يساعد في إبطال تنامي مقاومة الأنسولين لديهم. أما عند البدينين السكريين فإن الداء السكري قد سبب أخطاء وسوء تنظيم في إفراز الفاسبين. إذاً يمكن القول بأن الفاسبين يمثل واصماً حيوياً واعداً للسمنة والحساسية المختلة للأنسولين، ويمكن أن يصبح مرشحاً للدراسة كعلاج لمقاومة الأنسولين. 
المراجع References  
1-Susan E. Wozniak, Laura L. Gee, Mitchell S. Wachtel and Eldo E. Frezza.
Adipose Tissue: The New Endocrine Organ?
Dig Dis Sci, 54, 1847-1856, 2009.

2-Hida K. et al.
Visceral adipose tissue-derived serine protease inhibitor: a unique insulin-sensitizing adipocytokine in obesity.
Proc Natl Acad Sci U S A, 102, 10610-10615, 2005.

3-Gonz´alez C. R. et al.
Regulation of visceral adipose tissue-derived serine protease inhibitor by nutritional status, metformin, gender and pituitary factors in rat white adipose tissue. J Physiol, 587, 14, 3741-3750, 2009.

4-Jeong E. et al.
Circadian rhythm of serum vaspin in healthy male volunteers: relation to meals.
J Clin En¬docrinol Metab, 95, 1869-1875, 2010.

5-Kl?ting N. et al.
Vaspin gene expression in human adipose tissue: association with obesity and type 2 diabetes.
Biochem BiophysRes Commun, 339, 430-436, 2006.

6-Li Q; Chen R; Moriya J; Yamakawa J; Sumino H; Kanda T. and Takahashi T.
A Novel Adipocytokine, Visceral Adipose Tissue-derived Serine Protease Inhibitor (Vaspin), and Obesity.
The Journal of International Medical Research, 36, 625-629, 2008.

7-Youn BS. et al.
Serum vaspin concentrations in human obesity and type 2 diabetes.
Diabetes, 57, 372-377, 2008.

8-Wada J.
Vaspin a novel serpin with insulin-sensitizing effects.
Expert Opinion on Investigational Drugs, 17, 327-333, 2008.

9-Tan BK; Heutling D; Chen J; Farhatullah
S; Adya R; Keay SD; Kennedy CR;
Lehnert H. and Randeva HS.
Metformin decreases the adipokine vaspin in overweight women with polycystic ovary syndrome concomitant with improvement in insulin sensitivity and a decrease in insulin resistance.
Diabetes, 57, 1501-1507, 2008.

10-Chang HM; Lee HJ; Park HS; Kang JH; Kim KS; Song YS. and Jang YJ.
Effects of weight reduction on serum vaspin concentrations in obese subjects: modification by insulin resistance.
Obesity, 18, 11, 2105-2110, 2010.

11-Seeger J; Ziegelmeier M; Bachmann A; L?ssner U; Kratzsch J; Blüher M; Stumvoll M. and Fasshauer M.
Serum levels of the adipokine vaspin in relation to metabolic and renal parameters.
J Clin Endocrinol Metab, 93, 247-251, 2008.

12-Auguet T; Quintero Y; Riesco D; Morancho B; Castillo D. and Richart C.
New adipokines vaspin and omentin. Circulating levels and gene expression in adipose tissue from morbidly obese women.
BMC Med Genet, 12, 60, 2011.

13-K?rner A; Neef M; Friebe D; Erbs S; Kratzsch J; Dittrich K; Blüher S; Kapellen T M; Kovacs P; Stumvoll M; Blüher M. and Kiess W.
Vaspin is related to gender, puberty and deteriorating insulin sensitivity in children.
International Journal of Obesity, 35, 578-586, 2010.

14-Suleymanoglu S; Tascilar E; Pirgon O; Tapan S; Meral C. and Abaci A.
Vaspin and its correlation with insulin sensitivity indices in obese children. Diabetes Res Clin Pract, 84, 325-328, 2009.

15-Lee MK. et al.
Reduced serum vaspin concentrations in obese children following short-term intensive lifestyle modification.
Clinica Chimica Acta, 411, 381-385, 2010.
 
 
المجلد 6 , العدد 8 , صفر 1434 - كانون الثاني (يناير) 2013

 
 
SCLA