بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 7 , العدد 1 , ذو القعدة 1434 - تشرين أول (أكتوبر) 2013
 
دراسة المستويات المصليّة لأضداد الغلوبولين الدرقيّ لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات
Serum Levels of Thyroglobulin Antibodies in Women with Polycystic Ovary Syndrome
د. رغد الصعب، أ. د. شادن حدّاد و أ. د. خليل القوّتلي
Al-saab R; Haddad Sh. and Al-Quatli Kh.
كلية الصيدلة، جامعة دمشق
Faculty of Pharmacy, Damascus University
الملخص Abstract
تعدّ متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (PCOS) من أكثر الاعتلالات الصمّاويّة شيوعاً لدى النساء في سنّ الإنجاب، وتترافق في عدد من الحالات مع العقم وازدياد اختطار الإجهاض. ولقد قامت مؤخراً عدّة دراسات بالكشف عن وجود أضداد مناعيّة ذاتيّة لدى المصابات بهذه المتلازمة، في حين يزداد انتشار أمراض الغدّة الدرقيّة الناجمة عن المناعة الذاتيّة بين النساء اللاتي يعانين من إجهاضات متكرّرة، كما كشفت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين أضداد الغلوبولين الدرقي (anti-TG) واختلاطات الحمل.
كان الهدف من هذه الدراسة تقييم انتشار ومستويات أضداد الغلوبولين الدرقي لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات ومقارنة أهم المتثابتات الهرمونيّة لدى المريضات بالشواهد.
شملت دراستنا 63 مريضة مصابة بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات وفق معايير روتردام 2003 و32 أنثى سليمة كمجموعة شاهدة.
قيست المتثابتات المخبريّة جميعها بطريقة المقايسة المناعيّة باللمعان المناعي الكهركيميائي (ECLIA)، في حين قيس التستوستيرون الحر بطريقة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA).
كان متوسط قيم النسبة LH/FSH ومتوسط المستويات المصليّة لكل من هرمون LH والتستوستيرون الحر وأضداد الغلوبولين الدرقي لدى مريضات PCOS أعلى من الشواهد بفارق يعتد به إحصائيّاً(0.05>P) ، وكانت نسبة إيجابيّة هذه الأضداد لدى المجموعة المرضيّة أعلى بحوالي سبع مرات منها لدى المجموعة الشاهدة (22.2% مقابل 3.1%، P<0.05).
أظهرت هذه الدراسة أنّ أضداد الغلوبولين الدرقي أكثر انتشاراً بين المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، ممّا يقترح أنّ تقييم الوظيفة الدرقيّة والمناعة الذاتيّة ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار لدى هؤلاء المريضات.  
Polycystic ovary syndrome (PCOS) is one of the most common endocrinopathies in women of reproductive age, which is in many cases associated with infertility and increased risk of miscarriage. A number of recent studies have detected the presence of autoantibodies in women with PCOS, while the prevalence of autoimmune thyroid diseases is higher in women with recurrent miscarriages, and many studies have revealed an association between thyroglobulin antibodies (anti-TG) and pregnancy complications.
The aim of this study was to evaluate the prevalence and levels of thyroglobulin antibodies in women with PCOS and to compare the most important hormonal parameters in patients with controls.
Our study included 63 patients with PCOS and 32 healthy women as a control group. PCOS was defined according to the revised 2003 Rotterdam criteria.
All laboratory parameters were measured using electrochemiluminescence immunoassay (ECLIA), whereas free Testosterone was measured using ELISA assay.
PCOS patients had a higher LH/FSH ratio and a higher serum levels of LH, free Testosterone and anti-TG (P<0.05), and about sevenfold higher prevalence of anti-TG positivity (22.2% vs 3.1%, P<0.05) comparing with controls.
This study has showed that thyroglobulin antibodies have a higher prevalence in women with PCOS, which suggests that evaluation of thyroid function and autoimmunity should be considered in such patients. ا 
المقدمة Introduction 
متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (PCOS) Polycystic ovary syndrome هي اضطراب صمّاوي شائع لدى النساء، يتّصف بخلل في الإباضة واضطرابات حيضيّة وعلائم فرط الأندروجين. تتفاوت نسب الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات لدى النساء في سنّ الإنجاب بين %15-3 (1) باختلاف المجتمع المدروس ومعايير التشخيص المطبّقة، وترتبط الإصابة بهذه المتلازمة عادةً باضطرابات في الحمل والإنجاب.
تعدّ معايير روتردام (2) 2003 الأكثر اعتماداً من قبل معظم الدراسات والأبحاث لتشخيص هذه المتلازمة، وتتطلّب تحقّق معيارين على الأقل من المعايير الثلاثة التالية: قِلّة أو غياب الإباضة oligo-/anovulation، فرط الأندروجينيّة hyper-androgenism السريري أو الكيميائيّ الحيويّ، ومظهر مبيض متعدّد الكيسات (أحد المبيضين أو كلاهما) (3). مع استبعاد الحالات الأخرى التي تسبّب أعراضاً مشابهة، مثل متلازمة كوشينغ، الأورام المفرزة للأندروجين، فرط برولاكتين الدم، الفشل المبيضي الباكر premature ovarian failure وقصور الدرقيّة (2، 4).
بناءً على المعايير السابقة هنالك أربعة أنماط للإصابة بالمتلازمة (5): النمط الأوّل (التقليدي): يحقّق المعايير الثلاثة السابقة معاً، النمط الثاني: قِلّة أو غياب الإباضة بالترافق مع فرط الأندروجينيّة، النمط الثالث: فرط الأندروجينيّة بالترافق مع مظهر مبيض متعدّد الكيسات، والنمط الرابع: قِلّة أو غياب الإباضة بالترافق مع مظهر مبيض متعدّد الكيسات.
تعدّ أمراض الغدّة الدرقيّة الناجمة عن المناعة الذاتيّة (AITD) autoimmune thyroid diseases الحالة المناعيّة الأكثر شيوعاً والتي تصيب حوالي %4 من النساء في سنّ الخصوبة. ولقد كشفت العديد من الدراسات ارتباط المناعة الذاتيّة الدرقيّة بالعقم واضطرابات الحمل التي تشمل الإجهاضات المتكرّرة والولادات الباكرة (6-8).
تعدّ أمراض الغدّة الدرقيّة الناجمة عن المناعة الذاتيّة هي السبب الأكثر شيوعاً لقصور الدرقيّة في حال وجود استهلاك كافٍ من اليود. ولقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين المناعة الذاتيّة الدرقيّة ومتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (9، 10). وبما أنّ معظم المصابات بهذه المتلازمة في سنّ الإنجاب فمن الضروري تجنّب حدوث قصور الدرقيّة لديهنّ لكونه يرتبط أثناء الحمل باختلاطات لدى الأمّ والجنين.
الغلوبولين الدرقيّ Thyroglobulin بروتين سكّري مثنوي متماثل homodimer وزنه 660 كيلودالتون. يجري إنشاؤه وإفرازه بوساطة الخلايا الدرقيّة إلى داخل اللمعة الجريبيّة. ويتوضّع الجين المرمّز له على الذراع الطويل للصبغي الثامن (11). ويعدّ البروتين الأكثر أهميّة في الغدّة الدرقيّة كونه يعمل كمَطْرِس للتخليق البيولوجيّ لهرمونات الدرقيّة (12).
لقد وُجِدَ في بداية التسعينات أن النساء اللاتي لديهنّ أضداد درقيّة يعانين من زيادة معدلات الإجهاض بحوالي 4-2 مرّات في الثلث الأوّل من الحمل (13). كما كشفت عدّة دراسات في السنوات الأخيرة ازدياد معدّل إيجابيّة الأضداد الدرقيّة (أضداد البيروكسيداز الدرقيthyroperoxidase antibody Anti TPO وأضداد الغلوبولين الدرقي Thyroglobulin antibody Anti T.G.) لدى النساء اللاتي يعانين من إجهاضات متكرّرة (14)، حتّى في حال كونهنّ سويّات الوظيفة الدرقيّة (15).
ولقد أظهرت دراسة إحصائيّة أمريكيّة أجريت في العام 2002 على 16,533 شخص من الأصحّاء ظاهريّاً أنّ أضداد الغلوبولين الدرقيّ تتواجد لديهم بنسبة 10.4%. ولوحظ أنّ هذه الأضداد تكون لدى الإناث أعلى منها لدى الذكور وتزداد مع التقدّم بالعمر (16).  
المواد والطرق Materials and Methods 
شملت دراستنا 95 أنثى تراوحت أعمارهنّ بين 15 و 39 عاماً. وجرى جمع العيّنات من العيادات النسائيّة في مستوصف العثمان الخيري، مستوصف الإحسان الخيري، مستشفى التوليد الجامعي ومستشفى المواساة في دمشق، سورية، خلال الفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني وكانون الأوّل من العام 2012. ووزع أفراد الدراسة على مجموعتين، المجموعة الشاهدة التي شملت 32 أنثى (متوسط أعمارهنّ ± الانحراف المعياري = 5.4 ± 23.6 عاماً) من اللاتي لا يعانين أي اضطراب حيضي أو مظاهر سريريّة لفرط الأندروجينيّة، والمجموعة المرضيّة التي شملت 63 أنثى (متوسط أعمارهنّ ± الانحراف المعياري = 5.6 ± 28.8 عاماً) شُخصت إصابتهنّ بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (وفق معايير روتردام لعام 2003) من قبل الطبيب المختص. في بدء الدراسة كان عدد المشاركات 118، لكن جرى استبعاد المشاركات اللاتي يعانين من قصور الدرقيّة، حيث استبعدت المشاركات اللاتي وُجِد لديهنّ انخفاض في مستويات FT4، واللاتي يعانين من فرط البرولاكتين، وفشل المبيض الأوّلي أو الثانوي وذلك بناءً على نتائج المقايسات الهرمونيّة. كذلك استبعدت المشاركات اللاتي يتناولن علاجاً هرمونيّاً أو حاجبات الدوبامين والستيرويدات القشرانيّة.
جرى نفي إصابة المشاركات بأمراض مناعيّة ذاتيّة غير درقيّة كالتهاب المفاصل الروماتويدي والداء السكّري النمط الأوّل بسؤالهنّ عند ملء استمارة البحث وذلك لأنّ أضداد الدرق ترتفع أيضاً في حال الإصابة بهذه الأمراض (17).
بُزلت عينات الدم الصيامي في الصباح، حيث بُزل 5 مل من الدمّ ضمن أنبوب جاف وحُضن بدرجة حرارة 37°C حوالي نصف ساعة، حتّى تشكّل العلقة، ثمّ نُبذت العيّنات بسرعة1500xg لمدّة 5 دقائق وفُصل المصل ووزع ضمن أنابيب إيبندورف، ثمّ حُفظ بالدرجة -80°C إلى حين إجراء المقايسات.
المقايسة: جرت مقايسة المستويات المصليّة لكل من: أضداد الغلوبولين الدرقي anti-TG، الهرمون المنبّه للدرقيّة (TSH) thyroid stimulating hormone ، الثيروكسين الحر FT4، الهرمون المُلَوتن luteinizing hormone (LH)، الهرمون المنبّه للجريب (FSH) follicle stimulating hormone ، البرولاكتين، في مختبر مستشفى الأسد الجامعي بدمشق بطريقة اللمعان المناعي الكهركيميائي باستخدام جهاز Elecsys 2010 analyzer لشركة Roche.
جرت مقايسة المستويات المصليّة للتستوستيرون الحر free testosterone في كليّة الصيدلة بجامعة دمشق بطريقة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم Enzyme-Linked Immuno-sorbent Assay (ELISA) المعتمدة على مبدأ التنافس Competitive باستخدام عتيدة Kit من شركة DiaMetra الإيطاليّة.
التحليل الإحصائي Statistical analysis استخدمنا برنامجي Excel 2007 وIBM SPSS Statistics 20 لإنجاز الدراسة الإحصائيّة. وجرى التعبير عن القيم باستخدام المتوسّط الحسابي ± الانحراف المعياري.
بما أنّ توزّع قيم بعض المتثابتات المدروسة لم يكن طبيعيّاً، فقد استخدمنا اختبارات غير متثابتيّة nonparametric، حيث جرى اختبار الفرضيّات باستخدام اختبار مان-ويتني Mann-Whitney Test لمعرفة ما إذا كان الفارق بين المتغيرات يعتد به إحصائياً (في حال كانت قيمة P value أصغر من 0.05) أم أنه فارق ناتج عن الحظ أو المصادفة (في حال كانت قيمة P value أكبر من 0.05) واستخدم اختبار سبيرمان Spearman لمعامل الارتباط لدراسة الارتباط بين المتثابتات المختلفة ضمن المجموعة المرضيّة.
استخدم اختبار كاي مربّع Chi-Square لمقارنة انتشار إيجابيّة الأضداد بين مجموعتي الدراسة.
قمنا بإنشاء منحنى خاصية التشغيل المتلقي (ROC) receiver operating characteristic curve لنسبة LH/FSH وحساب المساحة الواقعة تحته (AUC) Area under the curve.  
النتائج Results 
يبيّن الجدول 1 متوسّط القيم التي حصلنا عليها عند مقايسة المتثابتات المخبريّة المدروسة.
لوحظ عند تطبيق اختبار مان-ويتني من أجل مقارنة متوسّطات قيم المتثابتات بين المجموعة المرضيّة والمجموعة الشاهدة ما يلي:
مقارنة متوسّط قيم الأضداد بين مجموعتي الدراسة
وجد فارق يعتد به إحصائياً بين متوسط المستويات المصليّة لأضداد الغلوبولين الدرقي لدى المجموعة المرضيّة ومتوسّط مستوياتها لدى المجموعة الشاهدة (P=0.049) (الشكل 1). وكانت القيم أعلى لدى المجموعة المرضيّة مقارنةً بالمجموعة الشاهدة.
تعيين ومقارنة نسبة إيجابيّة الأضداد لدى مجموعتي الدراسة
كانت أضداد الغلوبولين الدرقي إيجابيّة لدى 14 مريضة من أصل 63، في حين كانت إيجابيّة لدى واحدة فقط من المجموعة الشاهدة. وبتطبيق اختبار كاي مربّع، لوحظ فارق يعتدّ به إحصائيّاً بين المجموعتين (2202% مقابل 3.1%، P=0.016، 2 Χ=5.8) (الشكل 2).
مقارنة متوسّط قيم الهرمونات بين مجموعتي الدراسة
وجد فارق يعتد به إحصائيّاً بين متوسّط المستويات المصليّة لكل من LH، نسبة LH/FSH (الجدول 2) والتستوستيرون الحر بين المجموعتين. وكان متوسّط مستوياتها أعلى لدى المجموعة   المرضيّة، مقارنةً بالمجموعة الشاهدة. في حين لم يلاحظ وجود فارق يعتد به إحصائيّاً بين متوسط المستويات المصليّة لكل من TSH، FT4، FSH والبرولاكتين.
لوحظ عند تطبيق اختبار سبيرمان Spearman لمعامل الارتباط لدراسة الارتباط بين المتثابتات المختلفة ضمن المجموعة المرضيّة وجود علاقة ارتباط عكسيّة يعتدّ بها إحصائياً (r= -0.328، P=0.009) بين مستويات أضداد الغلوبولين الدرقي المصليّة والنسبة LH/FSH لدى المجموعة المرضية (الشكل 3).
كما وُجِدَت علاقة ارتباط عكسيّة يعتدّ بها إحصائياً r= -0.329)، P=0.008) بين مستويات هرمون LH ومستويات التستوستيرون الحر المصليّة لدى المجموعة المرضية (الشكل 4). أمّا الارتباط بين مستويات هرمون TSH ومستويات البرولاكتين المصليّة لدى المجموعة المرضية، فلقد كان ارتباطاً طرديّاً يعتدّ به إحصائياً (r=0.333، P=0.008) (الشكل 5). عند دراسة منحنى ROC، كانت المساحة المحصورة تحت المنحنى AUC تساوي 0.767، بمُعامِل ثقة 95%=CI. وبالاعتماد على تحليل المنحنى كانت قيمة النسبة LH/FSH 1.01= هي التي جمعت بين أفضل حساسيّة ونوعيّة، حيث كانت الحساسيّة 61.9%، أمّا النوعيّة فكانت 78.1% (الشكل 6، الجدول 3).




 
المناقشة Discussion  
شاع في السنوات الأخيرة انتشار حالات من الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات بين النساء في سنّ الإنجاب في مجتمعنا، وتشير عدد من الدراسات إلى وجود استعداد جيني للإصابة بهذه المتلازمة (18، 19). وقد يختلف نمط الإصابة من مجتمع لآخر باختلاف الجينات المتدخّلة والعوامل البيئيّة المحيطة، لذا كان لابدّ من دراسة تختصّ بمجتمعنا لتقييم أهم المتثابتات الهرمونيّة لدى هؤلاء المريضات.
تعاني المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات من قلّة أو عدم الإباضة وإفراز مُعْوِز للبروجستيرون، لذا يكون لديهنّ عادةً ارتفاع في نسبة الإستروجين إلى البروجستيرون، ممّا يفترض أنّهنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة. ولقد كشفت الدراسات مؤخّراً ارتفاع المستويات المصليّة لبعض الأضداد المناعيّة الذاتيّة الشائعة لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (20).
نظراً للدور الهام للغدّة الدرقيّة وهرموناتها أثناء الحمل والتحضير له، وكونه لم يسبق أن قامت دراسة بتقييم الحالة المناعيّة الدرقيّة للمصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات في مجتمعنا، كانت هذه الدراسة لتقييم العلاقة بين أضداد الغلوبولين الدرقيّ ومتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات.
أبدت دراستنا ارتفاعاً بفارق يعتد به إحصائيّاً في مستويات anti-TG المصلية لدى مريضات PCOS مقارنةً بالمجموعة الشاهدة، وتوافقت بذلك نتيجة دراستنا مع نتيجة دراسة Janssen, Onno E. وزملائه في العام 2004 (10)، بينما تخالفت مع نتيجة دراسة Kachuei, M وزملائها في العام 2012 (9)، حيث لم تبد دراستهم فارقاً ملحوظاً بين المريضات والسليمات وربّما يعزى ذلك إلى استخدامهم طريقة ELISA لمقايسة مستويات الأضداد، في حين أنّ الدراسات أظهرت أنّ طريقة اللمعان الكهركيميائي التي استخدمناها هي الأكثر حساسيّة في مقايسة هذه الأضداد (21).
كما أبدت دراستنا زيادة في انتشار إيجابيّة أضداد الغلوبولين الدرقي لدى مريضات PCOS مقارنةً بالمجموعة الشاهدة، فلقد كانت الأضداد إيجابيّة لدى 22.2% من المريضات. وتوافقت نتيجة دراستنا بذلك مع نتيجة دراسة Ozdemir, D. وزملائه في العام 2011 (22) التي أجريت على 107 مريضات وكانت الأضداد إيجابيّة لدى 30.5% منهنّ.
لم تبد دراستنا فارقاً ملحوظاً في مستويات TSH المصليّة أو الثيروكسين الحر FT4 لدى المجموعة المرضيّة عنها لدى المجموعة الشاهدة. وتوافقت نتيجة دراستنا، في ما يتعلّق بمستويات TSH، مع نتيجة دراسة Kachuei, M وزملائها في العام 2012 (9) وتخالفت مع دراسة Janssen, Onno E. وزملائه في العام 2004 (11)، وفي ما يتعلّق بمستويات FT4 توافقت نتيجة دراستنا مع دراسة Janssen, Onno E. وزملائه في العام 2004 (10). هذا يوجّه إلى أهميّة تحرّي أضداد الغلوبولين الدرقي لدى مريضات PCOS اللاتي يعانين من إجهاضات متكرّرة، حتى في حال غياب الخلل الوظيفي الدرقي.
لقد تفاوت التقييم في الدراسات السابقة حول ارتفاع البرولاكتين لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، فبعض الدراسات اعتبرت أنّ ارتفاع البرولاكتين لا يعدّ من مظاهر الإصابة بالمتلازمة ويجب البحث عن سبب مستقل لارتفاعه لدى هؤلاء المريضات كدراسة Filho, R. B وزملائه في العام(23) 2007 ، بينما وجدت دراسة Su, H.W. وزملائه في العام 2011 (24) أنّ نسبة 64% من النساء اللاتي لديهنّ فرط برولاكتين معتدل يحقّقن معايير تشخيص متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، وكذلك دراسة Anwary, S.A وزملائه في العام 2010 (25) التي وجدت أنّ 14% من المصابات بالمتلازمة لديهنّ ارتفاع في مستويات البرولاكتين. أمّا في دراستنا فلقد كانت مستويات البرولاكتين المصليّة أعلى بشكل بسيط لدى المجموعة المرضيّة مقارنةً بالمجموعة الشاهدة، لكن هذا الفارق لم يكن يعتد به إحصائيّاً.
تعاني المصابات بهذه المتلازمة عادةً من خلل في إفراز هرمون LH، في حين تبقى مستويات هرمون FSH ضمن الحدود الطبيعيّة. ولقد أبدت دراستنا ارتفاعاً، بفارق يعتد به إحصائيّاً، في مستويات LH المصلية وقيمة النسبة LH/FSH لدى مريضات PCOS مقارنةً بالمجموعة الشاهدة، في حين لم تبد مستويات FSH المصليّة فارقاً ملحوظاً بين المجموعتين. وبذلك توافقت نتيجة دراستنا مع نتيجة دراسة Janssen, Onno E. وزملائه عام 2004 (10).
كان هدف دراسة منحنىROC للنسبة LH/FSH هو معرفة ما إذا كانت القيمة تناسب مجتمعنا أم لا، حيث تعتبر معظم الدراسات أنّ القيمة 2 هي الحديّة، وعندما ترتفع النسبة عن 2 يمكن اعتبار ذلك مؤشّراً إلى وجود خلل. إلا أنّ بعض تلك الدراسات كانت تعتمد بزل الدّم العشوائي للعينة خلال أيّام الدورة الحيضيّة، في حين اعتمدنا في دراستنا على بزل الدّم خلال الطور الجريبي بين اليومين الثاني والخامس من الدورة الحيضيّة. ومن المعلوم أنّه في هذا الوقت يحدث كبت طبيعي لإفراز هرمون LH و قد يبرّر هذا انخفاض النسبة لدينا عن الدراسات الأخرى. كانت النسبة LH/FSH>1 لدى 61.9% من المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات. وبذلك توافقت نتائج دراستنا مع نتائج دراسة Haider, S وزملائها في العام 2011 (26)، التي أجريت على 163 مريضة وكانت نسبة LH/FSH>1 لدى 71% منهنّ.
تؤدّي المستويات المرتفعة لهرمون LH لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات إلى زيادة إنتاج الأندروجين من الخلايا القرابية في المبيض، كما تثبّط إنتاج الغلوبولين الرابط للهرمونات الجنسيّة SHBG، ممّا ينتج عنه ارتفاع مستويات الأندروجين الحر. ولقد أبدت دراستنا ارتفاعاً بفارق يعتد به إحصائيّاً في المستويات المصلية للتستوستيرون الحر لدى مريضات PCOS، مقارنةً بالمجموعة الشاهدة.
إنّ وجود علاقة ارتباط عكسيّة بين مستويات أضداد الغلوبولين الدرقي المصليّة والنسبة LH/FSH لدى المجموعة المرضية يوجّه إلى ضرورة تحرّي هذه الأضداد لدى النساء المصابات بهذه المتلازمة واللاتي يعانين من إجهاضات متكرّرة أو صعوبة في الحمل، لاسيما في حال عدم وجود ارتفاع في النسبة LH/FSH. إنّ وجود علاقة ارتباط عكسيّة بين مستويات هرمون LH ومستويات التستوستيرون الحر المصليّة لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات في دراستنا يعزى إلى وجود عدّة أنماط مختلفة للإصابة بهذه المتلازمة. حيث كان يفترض سابقاً أنّ فرط LH سيؤدّي إلى فرط الأندروجين، في حين أنّ الدراسات الأخيرة تمّيز أربعة أنماط للإصابة بهذه المتلازمة (5)، إذ أنّ فرط إنتاج الأندروجين قد ينتج في بعض الحالات عن مقاومة الأنسولين لدى هؤلاء المريضات، لذا يفضّل دراسة هذه العلاقة لدى كل نمط على حده. إنّ وجود علاقة ارتباط طرديّة بين مستويات هرمون TSH ومستويات البرولاكتين المصليّة يعود إلى أنّ الهرمون المُطلق لموجّهة الدّرق Thyrotropin-releasing hormone (TRH) المفرَز من الوطاء والذي يحرّض على إفراز هرمون TSH يحرّض في الوقت نفسه إفراز البرولاكتين من النخاميّة.  
الاستنتاج Conclusion 
أظهرت هذه الدراسة وجود ارتفاع في المستويات المصليّة لأضداد الغلوبولين الدرقي لدى المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات في مجتمعنا وزيادة انتشارها بينهنّ، ممّا يوجّه إلى ضرورة تحرّي هذه الأضداد لدى المصابات بهذه المتلازمة ولاسيما اللاتي يعانين من اختلاطات في الحمل والإنجاب، إذ يمكن أن تكون أضداد الغلوبولين الدرقيّ هي المسؤولة عن هذه الاختلاطات حتّى في حال غياب الخلل الوظيفي في الغدّة الدرقيّة.  
المراجع References 
1-Macklon N.S.
Polycystic ovary syndrome.
BMJ, 343, 2011.
2-ESHRE R.
Revised 2003 consensus on diagnostic criteria and long-term health risks related to polycystic ovary syndrome (PCOS).
Human reproduction (Oxford, England), 19 (1): 41, 2004.
3-Balen A.H; Laven J.S; Tan S.L; & Dewailly D.
Ultrasound assessment of the polycystic ovary: international consensus definitions.
Human reproduction update, 9 (6): 505-514, 2003.
4-Madnani N, Khan K, Chauhan P. and Parmar G.
Polycystic ovarian syndrome.
Indian J Dermatol Venereol Leprol; 79(3):310, 2013.
5-Zhang H.Y; Zhu F.F; Xiong J; Shi X.B; and Fu S.X.
Characteristics of different phenotypes of polycystic ovary syndrome based on the Rotterdam criteria in a large?scale Chinese population.
BJOG: An International Journal of Obstetrics & Gynaecology, 116(12): 1633-1639, 2009.
6-Thangaratinam S; Tan A; Knox E; Kilby M.D; Franklyn J. and Coomarasamy A.
Association between thyroid autoantibodies and miscarriage and preterm birth: meta-analysis of evidence.
British Medical Journal, 342, 2011.
7-Bellver J; Soares S.R; ?lvarez C; Mu?oz E; Ram?rez A; Rubio C. and Pellicer A.
The role of thrombophilia and thyroid autoimmunity in unexplained infertility, implantation failure and recurrent spontaneous abortion.
Human reproduction, 23(2): 278-284, 2008.
8-Poppe K; Velkeniers B. and Glinoer D.
The role of thyroid autoimmunity in fertility and pregnancy.
Nature clinical practice endocrinology & metabolism, 4(7): 394-405, 2008.
9-Kachuei M; Jafari F; Kachuei A. and Keshteli A.H.
Prevalence of autoimmune thyroiditis in patients with polycystic ovary syndrome.
Archives of gynecology and obstetrics, 285 (3): 853-856, 2012.
10-Janssen O.E; Mehlmauer N; Hahn S; Offner A.H. and Gartner R.
High prevalence of autoimmune thyroiditis in patients with polycystic ovary syndrome.
European journal of endocrinology, 150 (3): 363-369, 2004.
11-Rivolta C.M. and Targovnik H.M.
Molecular advances in thyroglobulin disorders.
Clinica Chimica Acta, 374 (1): 8-24, 2006.
12-Zimmermann M.B; Jooste P.L. and Pandav C.S.
Iodine-deficiency disorders.
Lancet (London, England), 372(9645): 1251-1262, 2008.
13-Sinclair D.
Clinical and laboratory aspects of thyroid autoantibodies.
Annals of clinical biochemistry, 43 (3): 173-183, 2006.
14-Stagnaro-Green A.
Thyroid antibodies and miscarriage: where are we at a generation later?
Journal of thyroid research, 2011.
15-Bussen S. and Steck T.
Thyroid autoantibodies in euthyroid non-pregnant women with recurrent spontaneous abortions.
Human Reproduction, 10(11): 2938-2940,1995.
16-Hollowell J.G; Staehling N.W; Flanders W.D; Hannon W.H; Gunter E.W; Spencer C.A. and Braverman L.E.
Serum TSH, T4, and thyroid antibodies in the United States population (1988 to 1994): National Health and Nutrition Examination Survey (NHANES III).
Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism, 87(2): 489-499, 2002.
17-Atzeni F; Atzeni F; Doria A; Ghirardello A; Turiel M; Batticciotto A. and Sarzi-Puttini, P.
Anti-thyroid antibodies and thyroid dysfunction in rheumatoid arthritis: prevalence and clinical value.
Autoimmunity, 41(1): 111-115, 2008. 18-Franks S; Gharani N; Waterworth D; Batty S; White D; Williamson R. and McCarthy M.
The genetic basis of polycystic ovary syndrome.
Human Reproduction, 12(12): 2641-2648, 1997.
19-Urbanek M; Woodroffe A; Ewens K.G; Diamanti-Kandarakis E; Legro R.S; Strauss J.F. and Spielman R.S.
Candidate gene region for polycystic ovary syndrome on chromosome 19p13. 2.
Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 90(12): 6623-6629, 2005.
20-Hefler-Frischmuth K; Walch K; Huebl W; Baumuehlner K; Tempfer C. and Hefler L.
Serologic markers of autoimmunity in women with polycystic ovary syndrome.
Fertility and sterility, 93(7): 2291-2294, 2010.
21-Sapin R; d'Herbomez M; Gasser F; Meyer L. and Schlienger J.L.
Increased sensitivity of a new assay for anti-thyroglobulin antibody detection in patients with autoimmune thyroid disease.
Clinical biochemistry, 36(8): 611-616, 2003.
22-Ozdemir D; Cuhaci N; Balkan F; Usluogullari A; Ersoy R. and Cakir B.
Prevalence of thyroid pathologies in patients with polycystic ovary syndrome.
Endocrine Abstracts, 26: 92, 2011.
23-Filho R.B; Domingues L; Naves L; Ferraz E; Alves A. and Casulari L.A.
Polycystic ovary syndrome and hyperprolactinemia are distinct entities.
Gynecological endocrinology, 23 (5): 267-272, 2007.
24-Su H.W; Chen C.M; Chou S.Y; Liang S.J; Hsu C.S. and Hsu M.I.
Polycystic ovary syndrome or hyperprolactinaemia: a study of mild hyperprolactinaemia.
Gynecological Endocrinology, 27 (1): 55-62, 2011.
25-Anwary S.A; Alfazzaman M. and Begum N.A.
Clinical Study on PCOS Patients in a Tertiary Hospital.
Medicine Today, 22 (1): 34-37, 2010.
26-Haider S; Manan N; Khan A. Qureshi M.A.
Prevalence of Elevated Luteinizing Hormone (LH)/Follicle Stimulating Hormone (FSH) Ratio in Polycystic Ovary Syndrome (PCOS) Women Among Local Population.
Editorial Board, 5 (17), 2011.  
 
المجلد 7 , العدد 1 , ذو القعدة 1434 - تشرين أول (أكتوبر) 2013

 
 
SCLA