المجلد 8 , العدد 3-4 , ربيع الثاني 1438 - كانون الثاني (يناير) 2017 |
منذ زمن بعيد اُعتمدت بعض الاختبارات المخبرية من أجل مراقبة علاج بعض الأمراض وضبط جرعة الدواء العلاجية. ولعل اختبار زمن البروترومبين يأتي في طليعة تلك الاختبارات، فهو يُعتمد بصورة منتظمة لمراقبة العلاج بمضادات التخثر كالوارفارين. إلا أنه وبعد استخدام الوارفارين لمدة تزيد على خمسين عاماً ظهرت في الآونة الأخيرة مضادات تخثر جديدة تعمل بآلية مختلفة ودون الحاجة إلى مراقبة مخبرية.
ومن المعروف أن الوارفارين له علاقة بنظام التغذية وبتداخلات دوائية أخرى، إلا أن مضادات التخثر الجديدة التي تؤخذ عن طريق الفم ترتبط مباشرة بالعامل factor Xa، كما جرى في أواخر عام 2015 وخلال عام 2016 الموافقة على هذه الأدوية: Xarelto, Pradaxa, Eliquis من قبل الـ FDA، التي قامت في جلسة عقدت في 18 آب عام 2016 أيضاً بدراسة دواء Andexanet وهو بانتظار قرار الموافقة.
الانتقال من العلاج بالوارفارين إلى اعتماد هذه الأدوية الجديدة توجب إتباع بروتوكول معين مع مراقبة دقيقة، فهو لم يأتِ بين ليلة وضحاها وإنما جاء عبر دراسات عديدة أخذت زمناً وجهداً إلى أن سُمح باستخدامها العلاجي.
وتتنافس حالياً شركات عالمية لإنتاج هذه الأدوية، والسؤال هل هذا التنافس هو لأسباب علمية فقط أم الغاية تجارية أيضاً والأيام، بل الأعوام، المقبلة ربما تكون كفيلة بالإجابة على هذا السؤال وإبراز حقيقة وماهية هذا التنافس.
من خلال ما تقدم نجد أن هنالك دوماً مستجدات تتكشف قد تدفع نحو اعتماد هذا التحليل المخبري أو ذاك؛ أو تنفي الحاجة إلى ضرورة إجراء بعض التحاليل المخبرية التي كانت معتمدة منذ زمن بعيد. وقد يعود ذلك إلى ظهور تحاليل أكثر حساسية ودقة أو ظهور سبل علاجية تختلف فيها آلية عمل الدواء بحيث لا تتطلب تلك المراقبة المخبرية التي اعتمدت منذ كانت معتمدة سابقاً. أما دور الشركات الدوائية وشركات المواد المخبرية فيبقى موضع تساؤل ويتأرجح جوابه بين الهدف العلمي العلاجي النبيل والربح المادي، وهامش هذا الربح. ويبقى التوازن هو الأفضل في كل شيء.
والله هو الموفق
دمشق
كانون الثاني (يناير) 2017
رئيس هيئة التحرير
الأستاذ الدكتور اميل شاهين
|
|
|
|
المجلد 8 , العدد 3-4 , ربيع الثاني 1438 - كانون الثاني (يناير) 2017 |
|
|
|