المجلد 8 , العدد 3-4 , ربيع الثاني 1438 - كانون الثاني (يناير) 2017 |
يشهد العالم اليوم قفزات علمية وتطورات نوعية تفوق كل ما حدث في التاريخ الإنساني في كافة المجالات، وبشكل خاص في مجال العلوم الصحية، الأمر الذي يستدعي دوام الاهتمام والسبر في أغوار المنظومة الصحية العالمية لمواكبة آخر المستجدات في المضمار الصحي، لذلك كان لزاماً علينا أن نكرس منابرنا العلمية للبحث والعمل من أجل تكوين لبنة أساسية في هذا الصرح الإنساني العالمي المتعاظم، ليكون لنا دوراً هاماً وفعالاً في بلسمة جراح وطننا العظيم الذي يستحق منا كل المحبة والإخلاص والذي قد قال فيه سيد الوطن:
)من لا يحمي وطنه، ولا يدافع عنه ويحافظ عليه لا يستحقه ولا يستحق العيش فيه(.
عبارة قد تردد صداها لتكون نبراساً نهتدي به في بناء بلدنا الحبيب حتى يكون بخير، عبارة يتردد صداها فتضيق مساحات الألم وتنحسر "ولو إلى حين" الكوابيس التي قد تغزو أرواحنا قلقاً وخوفاً من لحظة قد نصبح فيها معلقين في فراغ الوطن، عبارة يتردد صداها من رحم الوطن لتقول لكل فرد منا: اطمئن ولا تحزن إن الله معنا ما دمنا مع الوطن. وإصرارنا على الوجود على تراب الوطن لا بد أن يتزامن مع جهودنا الحثيثة في المحافظة على صحة الإنسان فهو الغاية وهو المنطلق
.
وهذا يتطلب اهتماماً كبيراً بالقطاع الصحي سواء في مجال التشخيص أو في مجال العلاج، ولطالما أن التشخيص الصحيح شرط لازم للعلاج الصحيح فلابد من إيلاء التشخيص المخبري جلّ الاهتمام والذي بدوره سينعكس إيجاباً على صحة الإنسان، خاصة إذا تزامن مع علاقة صحية وصحيحة مع الطبيب المعالج، بعيداً عن كل ما يمكن أن يخل بشرف وأخلاقيات المهنة، وذلك من خلال تبادل المعلومات الطبية، والخبرات العملية، فيما يؤسس لإحداث مركز بحث علمي متطور لا يقتصر فيه دور الدكتور المخبري على تدوين نتائج التحاليل المخبرية، وإنما يتعداه إلى المساهمة في الأبحاث المخبرية، ومتابعة كافة المستجدات في العلوم الطبية المخبرية بدءاً من الأبحاث العلمية التطبيقية على الخلايا الجذعية إلى آخر ما تمّ التوصل إليه في علم الوراثة والجينات. وذلك عن طريق المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية والتعليم المستدام بعيداً عن مظاهر الفساد المختلفة في هذا الميدان.
ذلك أن سرّ عظمة الأمم وتطورها إنما يكمن في علم أبنائها وعملهم الجاد الدؤوب اللامتناهي، ويقاس برصيدها من الأبحاث العلمية المتطورة وإخلاص أبنائها ليبقى علم البلاد يرفرف في سمائها ممتداً من قلوبهم إلى قلب الوطن.
دمشق – كانون الثاني (يناير) 2017
الأستاذة الدكتورة سوسن الماضي
رئيسة جامعة الرشيد الخاصة للعلوم ولتكنولوجيا
|
|
|
|
|
|
|
|
المجلد 8 , العدد 3-4 , ربيع الثاني 1438 - كانون الثاني (يناير) 2017 |
|
|
|