بحث في أعداد المجلة
الجملة  
المؤلف   
 

المجلد 8 , العدد 5 , ربيع الآخر 1439 - كانون الثاني (يناير) 2018
 
التعبير CD3+CD56+ عن الخلايا التائية القاتلة باستخدام تقنية الجريان الخلوي: هل هو مؤشر بيولوجي لجرعة العلاج الإشعاعية لدى مرضى سرطان الحوض السوريين؟
The expression CD3+CD56+confers to NKT cells by using Flow cytometric Assay: Is it a Biological Indicator on radiotherapy dose in Syrian pelvic cancer patients?
عمار شاكر1، عصام قاسم1،2، عدنان اختيار3
Chaker A1; Kassem E2. and Akhtiar A. 3
1كلية العلوم، جامعة دمشق،2هيئة التقانة الحيوية، سورية، 3هيئة الطاقة الذرية، سورية
1Faculty of Science, Damascus University, 2Biotechnology Commission, Syria
3Atomic Energy Commission, Syria
الملخص Abstract
يعد تحديد التعرض للجرعة الإشعاعية المتلقاة في العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان بشكل عام مفيداً جداً للتنبؤ بمصير حالتهم المرضيّة، وبمقدار الجرعة الآمن الواجب تعريضهم لها. لاحظنا ازدياد النسبة المئوية للخلايا التائية القاتلة NKT لدى مرضى سرطان الحوض، بالمقارنة مع الشواهد بفارق إحصائي يعتد به (P= 0.002)، وانخفاض هذه النسبة بشكل يُعتد به إحصائياً بعد تعرض المرضى لجلسات العلاج الإشعاعي (P= 0.014).
أجريت هذه الدّراسة على 40 مشاركاً، 20 منهم مرضى سرطان حوض و20 شاهداً صحيحاً، اعتماداً على استخدام مقايسة خلايا NKT بمقياس عد الكريات بالجريان، آخذين بالاعتبار عوامل الإرباك مثل التّدخين، واختلاف العمر، والجنس، ووجود سوابق مرضيّة في الأسرة.
اثبتت نتائجنا العلاقة بين أثر التعرض والنسبة المئويّة للمفاويّات التائية القاتلة NKT المعبَّر عنها بـ CD3+CD56+%، مما يشير إلى إمكان استخدام الخلايا التائية القاتلة NKT كمؤشر بيولوجي ممكن للجرعة الإشعاعيّة الممتصّة لمرضى سرطان الحوض السوريين.  
Determining the amount of radiation dose received in Radiotherapy for cancer patients, in general, is very useful for predicting the fate of their disease and the safe dose limit must be exposed.
We observed an increase in the percentage of NKT cells in cancer pelvic patients, compared with the healthy controls, by a statistically significant difference (P= 0.002), and it decreased after patients were subjected to radiotherapy sessions with statistical significance (P= 0.014).
This study was carried out on 40 participants, contained 20 pelvic cancer patients and 20 healthy controls, based on using of NKT cells Flow Cytometric Assay, with considering of some confusion factors such as, smoking habit, and the difference in age, sex and the family illness history.
Our results proved the relation between the effect of radiation exposure and percentage of NK T Cells that expressed by CD3+CD56+%, which indicate that NKT can be used as a possible biological indicator of the radiation dose absorbed by Syrian pelvic cancer patients.  
المقدمة Introduction 
يبدأ سرطان الحوض في معظم الأحيان بإصابة الخلايا المبطنة للمثانة من الداخل. وعادة ما يصيب كبار السن (5)، ويجري تشخيص الغالبية العظمى من حالات سرطان المثانة في المراحل المبكرة، حيث يكون السرطان السطحي قابلاً للعلاج بصورة جيدة جداً. وهذا يحدث فقط على سطح البطانة الداخلية للمثانة، ويمنح اكتشاف السرطان في هذه المرحلة للمريض أملاً أكبر في تلقي علاج ناجح. يحدث السرطان في المرحلة الأولى في بطانة المثانة الداخلية. ثمّ يغزو حائط المثانة، تنتشر بعدها خلايا السرطان عبر جدار المثانة إلى النسيج المحيط. وقد تنتشر أيضاً إلى البروستات في الرجال أو الرحم أو المهبل في النساء، ثمّ تنتشر الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية والأعضاء الأخرى، مثل الرئتين أو العظام والكبد (1).
والمشكلة العلمية التي نريد حلها هي أن العلاج الإشعاعي، الذي هو أحد الطرق المستخدمة في علاج الأورام والمتمثل في استخدام الأشعة المؤينة العالية الطاقة والتي تعمل بدورها على قتل الخلايا السرطانية أو تحد من انتشارها أو تكاثرها أو نموها بغرض معالجة السرطان أو الحد من آثاره الجانبية، كثيراً ما يحدث فيه تطبيق لجرعات إشعاعية علاجية زائدة قد تؤدي إلى وفاة المريض بسبب تأثر خلاياه بشكل كبير. ولقد قمنا بدمج حالات مرضى سرطان المثانة والمبيض لدى الإناث مع مرضى سرطان البروستات والمثانة لدى الذكور تحت مسمى مرضى سرطان الحوض نظراً لتقارب قيم CD3+ CD56+% بينهم.
لذلك كان الهدف من البحث معرفة مقدار الجرعة الفعلي الذي تعرض له المريض لتقدير خطة العلاج المناسبة له بحسب استجابة جسمه وتأثر خلاياه بالعلاج الإشعاعي المطبق، دون الإضرار بالمريض. وهذا ما دعانا لإجراء البحث، حيث وجدنا أن النسبة المئوية للخلايا التائية القاتلة لدى الأشخاص السليمين (الشواهد)، لا تتأثر بتطبيق الجرعة الإشعاعية عليها، كما أنّ هذه النسبة هي أقل من النسبة لدى مرضى سرطان الحوض، الذين كان تأثر خلاياهم التائية القاتلة بالجرعات الإشعاعية المطبقة واضحاً، مما يدل على أن التبدل في النسبة المئوية للخلايا التائية القاتلة لدى مرضى سرطان الحوض يصلح أن يكون مؤشرا على مقدار الجرعة الإشعاعية المتلقاة.
ويمكن التعبير عن الخلايا التائية القاتلة NKT بالأضداد CD3 CD56، حيث أن CD3 هو بروتين سكري وزنه الجزيئي 16-25 KDa مكوّن من خمس سلاسل تشكل معقداً مع مستقبل الخلايا التائية غير الناضجة في الهيولى، والخلايا التائية الناضجة على سطحها (18).
أما CD56 فهو جزيئة لصق الخلية NACM (Neural cell adhesion molecule) وهو بروتين مرتبط بشدة بجذر الغليكوزيل ووزنه الجزيئي 120-140 KDa ويوجد بأكثر من شكل وتعبر عنه تحت مجموعة من اللمفاويات الضخمة المحببة التي تبدي فعالية القتل الطبيعي NK cell (15).  
المواد والطرق Materials and Methods 
1- عينة الدراسة
شملت الدراسة 40 مشاركاً قسموا إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى شملت 20 مريضاً بسرطان الحوض من المراجعين لمستشفى البيروني بدمشق، 11 ذكراً (منهم 6 مرضى سرطان بروستات و5 مرضى سرطان مثانة) و9 إناث (4 منهن مصابات بسرطان المثانة و5 مصابات بسرطان المبيض) وتراوحت أعمار المجموعة الأولى بين76-40 عاماً، بمتوسط حسابي قدره 62 عاماً، وبلغ عدد المدخنين فيها 12 فرداً وغير المدخنين 8 أفراد، وذوي السوابق المرضية 9 أفراد، و11 فرداً ليس لديهم أية سوابق مرضية، وجميعهم مشخصين وفقاً لنتيجة التشريح المرضي وغير متلقين لأيّ علاج في السابق. المجموعة الثانية هي مجموعة الشواهد وشملت 20 فرداً صحيحاً لا يعاني من أية أعراض مرضية ولا حمى ولا سعال، 10 ذكور و10 إناث تراوحت أعمارهم بين 40-68 عاماً، بمتوسط عمر 59 عاماً وبلغ عدد المدخنين 4 أفراد منهم، وغير المدخنين 16 فرداً، وذوي السوابق المرضية 3 أفراد، و17 فرداً ليس لديهم أية سوابق مرضية، وبعد الحصول على الموافقة المستنيرة من المشاركين جميعهم، جرى ملء الاستبيانات التفصيلية لكل منهم آخذين بالاعتبار عوامل الإرباك مثل التّدخين، واختلاف العمر، والجنس، ووجود سوابق مرضيّة في الأسرة.

2- طرق وخطوات العمل
أُجري تحليل العينات الدموية في مختبر التقانة الحيوية في هيئة الطاقة الذرية السورية، حيث جرت دراسة العيّنات الدمويّة لمرضى سرطان الحوض بعد قطفها مباشرة، أمّا عيّنات الشّواهد الأصحّاء فلقد جرى توزيع كلّ عيّنة ضمن خمسة أنابيب، عُرّضت للتشعيع بأشعة غاما بالجرعات التالية: 0، 0.2، 0.5، 1، 2 غري، على الترتيب، وذلك بوضعها أفقيّاً، في محمّ مائيّ بدرجة حرارة C?37، وعلى عمق 5 cm، وعلى بعد 100 cm من منبع أشعّة غاما، وبمعدّل جرعة قدره mGy/min 100، وذلك لدراسة أثر الجرعة الإشعاعية بمقادير مختلفة على الخلايا التائية القاتلة للشواهد الأصحاء المشاركين.
جرى تحليل الطابع المناعي الظاهري للعينات باستخدام جهاز القياس الخلويّ بالجريان FACSCalibur™ (USA, Becton, Dickinson)، المزود بضوئي ليزر، وحُللت البيانات باستخدام برنامج (Cell Quest Pro, USA)، واستخدم الضدّان الفأريان CD3, CD56 الموسومان بالملونين المتفلورين فيكو- إيرثرين Phyco-Erythrin (PE Anti-human CD3CD56)، حيث جرى حساب %CD3+CD56+ المعبرة عن الخلايا NKT، وكانت خطوات العمل كالتالي: - الاعتيان: جمعت عيّنات الدّم لكلّ مشارك ببزل الوريد (2 mL) في أنابيب مخلّاة من الهواء حاوية على مضادّ التخثر (EDTA) Ethylene Diamine Tetra Acetic Acid .
- تحضير العينة: استخدم 100 مكرولتر من الضد PE- CD3CD56 :(MAB) ( Monoclonal Anti Body (لكل عينة، (شركة Dako)، وذلك باتباع تعليمات الشركة الصانعة، وجهاز الجريان الخلوي FACS Calibur™ Flow cytometry Becton Dickinson USA) )، حيث جرى اختبار تحري الخلايا التائية القاتلة في الكريات البيضاء المقترحة في العتيدة المستخدمة، وقياس شدة التألق (MFI) Median Fluorescence Intensity لجميع العينات المأخوذة من المشاركين، حيث جُمعت البيانات باستخدام التّبعثر بالاتّجاهين الأماميّ والجانبيّ باستخدام برنامج BD Cell Quest USA، وأجريت عملية التبويب المناسبة.
أُجريت دراسة تحليلية إحصائية باستخدام البرنامج Microsoft office Excel 2007، حيث جرى حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، واختبار students T test. وحُسبت P-Value لتحديد المدلول الإحصائي باعتبار أن قيمة p<0.05 هي القيمة المعتد بها إحصائياً.  
النتائج Results 
عند دراسة أثر العمر على CD3+CD56+% للفئات العمرية جميعها لمجموعة الشواهد لم نجد فروقات ذات دلالة إحصائية بينها لأن p>0.05، إذاً لا يوجد تأثير للعمر. وكذلك بالنسبة لأثر الجنس، حيث وجدت فروقات معنوية ولكنها لم ترق لتصبح معتداً بها إحصائياً لأن p>0.05.
ولدراسة أثر التدخين قمنا بإجراء مقارنة بين المدخنين وغير المدخنين من عينات الشواهد المدروسة فلوحظ انخفاض CD3+CD56+% لدى المدخنين، حيث كان Mean±SD%= 4.97±1.12%، بينما كان لدى غير المدخنين 5.26±1.07% والتبدل لا يُعتد به إحصائياً لأن p=0.09>0.05 إذاً لا يوجد تأثير للتدخين على CD3+CD56+%.
وبدراسة أثر السوابق المرضية أجرينا مقارنة بين نتائج دراسة %+CD3+CD56 لذوي السوابق المرضية من الشواهد مع نظرائهم من الشواهد المتقاربين معهم بالعمر والجنس والعادات، وليس لديهم أي سوابق مرضية، ولم نجد أي تغيير ذي مدلول إحصائيp>0.05، وبالتالي لا يوجد أثر للجنس ولا للتدخين ولا للعمر ولا حتى للسوابق المرضية في العائلة. ولدى دراسة أثر التعريض الإشعاعي على عينات الشواهد لم نجد أي تغيير يذكر على %+CD3+CD56 عند التعريض للجرعات: 2، 1، 0.5، 0.2 غري بالمقارنة مع %+CD3+CD56 عند الجرعة 0 غري، أي أنه لا يوجد تأثير يُعتد به إحصائياً على عينات الشواهد عند تعريضهم للأشعة المؤينة، أي أن الخلايا التائية القاتلة لدى الشواهد لم تتأثر بالجرعات الإشعاعية المطبقة.
ولدى إجراء اختبارات قياس % CD3+CD56+ لمرضى سرطان البروستات والمثانة الذكور، ومريضات سرطان المثانة والمبيض الإناث وجدنا تقارباً في القيم الناتجة بعد أخذ قيمة الانحراف المعياري بعين الاعتبار (الجدول 1). وبإجراء مقارنة بين قيم %CD3+CD56+ لمرضى سرطان الحوض مع قيم الشواهد المتقاربين معهم بالعمر والجنس والعادات وجدنا زيادة واضحة في نسبة %CD3+CD56+ لدى مرضى السرطان (الجدول 2) وهي قيمة يُعتد بها إحصائياً لأن P=0.002 (P <0.05). كما يبين الشكل 1 الزيادة في NKT% لدى مرضى سرطان الحوض مقارنة مع الشواهد.
ولدراسة أثر الجرعة الإشعاعية على مرضى السرطان قمنا بإجراء مقارنة بين % CD3+CD56+ قبل جلسات المعالجة الإشعاعية وبعدها، وكانت التبدلات معتداً بها إحصائياً (الجدول 3). يبين الشكل 2 التبدلات في CD3+CD56+% لدى مرضى سرطان الحوض بعد تلقيهم للعلاج وعدم تأثر عينات الشواهد بالتعريض الإشعاعي.  

المناقشة Discussion  
من النتائج السابقة وجدنا أن % +CD3+CD56 لم تتأثر بعوامل العمر والجنس والسوابق المرضية لدى مرضى سرطان الحوض والأثر الوحيد هو للجرعة الإشعاعية فقط، مما يجعل من النسبة المئوية لخلايا NKT مؤشراً ممكناً على الجرعة الإشعاعية المتلقاة لدى مرضى سرطان الحوض، ولنناقش كل عامل على حده: قيم الـ% +CD3+CD56 التي حصلنا عليها للمشاركين جميعهم تقع ضمن المجال المرجعيّ الذي وجدناه في دراسة الباحث Al-Mawali وزميله عام 2013 (4)، وكذلك تتفق مع نتائج الباحث Gyuleva وزملائه عام 2015 (11). وكذلك تقع ضمن الحدود المثبتة في رسالة الباحثة Koudmani وزملائها (13). أما بالنسبة لأثر العمر، فلا يوجد تأثير للعمر، على عدد الخلايا التائية القاتلة، إلا أنه يوجد دراسة للباحث Halstead ES.وزملائه (8) تؤكد أن NKT تزداد من مرحلة الطفولة وحتى سن الهرم، وهذا يخالف ما وجدناه في دراستنا، بينما يتوافق مع ما وجدناه في دراسة الباحث Austin وزملائه (6)، حيث T NK لا تتبدل حتى سن الشيخوخة، وكذلك يتوافق مع ما وجدناه في دراسة الباحث Chidrawar وزملائه (7). -وبدراسة أثر الجنس على العينات المدروسة، لم نجد تأثيراً للجنس على عدد الخلايا التائية القاتلة، فلقد لاحظنا أنّ النّسبة المئوية لـ CD3+CD56+% للشواهد الإناث متقاربة مع النسبة المئوية لـدى الذكور. وتميل التبدلات للانخفاض لدى الإناث بفروق معنوية عند مستوى ثقة 95% وليس لها اعتداد إحصائي. وهذا متوافق مع ما وجدناه في دراسة Koudmani وزملائها (13)، ويتوافق كذلك مع ما جاء في دراسة الباحث Lee وزملائه من كون الفروق بين الجنسين معنوية فقط (14). أما عن أثر التّدخين، فلقد لوحظ أنه لا يوجد تأثير للتدخين، على عدد الخلايا التائية القاتلة. وما وجدناه هو انخفاض في النسبة المئوية لـ CD3+CD56+ لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين، لكن التبدلات معنوية لم تكن معتداً بها إحصائياً، ويتوافق ما توصلنا إليه مع ما وجده
الباحث Hockertz وزملائه (9) ومع ما وجده الباحث Ioka وزملائه بأن التبدلات الحاصلة هي تبدلات معنوية بمستوى ثقة 95% ولا يعتد بها إحصائياً (10)، ويتوافق كذلك مع نتيجة دراسة الباحث Moszczyrizk وزملائه (18). كذلك لم نجد أثراً للسوابق المرضية على عدد الخلايا التائية القاتلة، فبعد مقارنة نتائج تحليل عينات الأفراد ذوي السوابق المرضية، مع الشواهد المتقاربين معهم، لم نجد تبدلاً يذكر بسبب السوابق المرضية، وهذا يتوافق مع ما وجده الباحث Lee وزملائه (14). بينما يخالف ما وجده Koreck وزملائه، حيث وجدوا أن بعض الأمراض مثل الصدفية تؤدي إلى انخفاض النسبة المئوية لــ CD3+CD56+ بشكل يعتد به إحصائياً (14). ولدراسة نتائج اختبار عينات دم مرضى سرطان الحوض، بقياس %CD3+CD56+ لمرضى سرطان البروستات والمثانة الذكور، ومريضات سرطان المثانة والمبيض الإناث وجدنا تقارباً في قيم NKT% ، مما دعانا إلى إجمال تلك الأنواع السابقة من السرطان وحساب القيمة الوسطية لـ NKT% تحت مسمى سرطان الحوض. وبالعودة إلى جدول مقارنة نتائج اختبار النسبة المئوية لـCD3+CD56+ لمرضى سرطان الحوض مع الشواهد المتقاربين معهم بالعمر والجنس والعادات، والسّوابق المرضيّة، تبيّن لنا وجود زيادة في النّسبة المئويّة لدى مرضى سّرطان الحوض بشكل عام 12.01±1.73% بالمقارنة مع الشّواهد 6.76±1.8% وكانت التبدلات معتداً بها إحصائياً (P <0.05)، وهذا يتفق مع ما وجدناه في كتاب الدّكتور جرجس ديب 2008، من حيث وجود ارتفاع لنسبة اللمفاويّات في حالة الأفراد المصابين بالأمراض الدّمويّة الخبيثة عن الأفراد الأصحاء (3). و يوافق كذلك ما وجد في دراسة الباحث M?nica وزملائه (17)، من حيث ارتفاع نسبة NKT لمرضى السرطان كذلك. والمهم في الأمر، والذي نريد التركيز عليه هو وجود تبدل في النّسبة المئويّة لـ CD3+CD56+ لمرضى سرطان الحوض، بعد المعالجة 10.33±0.62%، عنها قبل المعالجة الإشعاعية 12.01±1.73%، فلقد كانت التّبدلات في CD3+CD56+% بعد المعالجة الإشعاعية معتداً بها إحصائياً (P=0.014). مما يثبت أن مقاومة خلايا NKT للجرعات الإشعاعية عالية لدى لأفراد الأصحاء، أما مرضى سرطان الحوض فتظهر آثارها لديهم وهذا يتوافق مع ما وجده الباحث McGinnes وزميله (16). وهذا يدل على إمكان استخدام CD3+CD56+% كمؤشر لوجود جرعات إشعاعية لمرضى سرطان الحوض، لذلك قمنا بجمع المعلومات الخاصّة بالمرضى وتقدير جرعاتهم الإشعاعية من برنامج العلاج الذي يتضمن عدد الجلسات ومقدار التعرض في كل جلسة، وجرى تسجيل الجرعات الإشعاعيّة المقدرة فيزيائيّاً (2)، ومنها حصلنا على معادلة الربط بين التبدل في قيمة النسبة المئوية لـ CD3+CD56+% والجرعة الإشعاعية الموافقة.  
الاستنتاجات Conclusions 
من خلال هذه الدّراسة، ومن المعادلة الخاصة بالتعرض الطبي لمرضى سرطان الحوض، نجد أنه من الممكن اعتبار النسبة المئوية للخلايا البشريّة التائية القاتلة NKT المعبّر عنها بـ %CD3+CD56+ مؤشراً بيولوجيّاً ممكناً لقياس الجرعة الإشعاعية لمرضى سرطان الحوض، وذلك لانتفاء وجود تأثير للتّدخين، واختلاف العمر، والجنس، والسوابق المرضيّة في الأسرة. وبالتالي فإن إجراء القياس للنسبة المئوية للخلايا البشريّة التائية القاتلة NKT قبل المعالجة الإشعاعية وبعدها ودراسة مقدار الانخفاض في قيمتها بعد جلسات المعالجة الإشعاعية، يصلح لأن يكون مؤشراً بيولوجيّاً ممكناً لقياس الجرعة الإشعاعية لمرضى سرطان الحوض السوريين. ونأمل أن نتوصل مستقبلاً إلى مؤشرات حيويّة هامة لجرعات التعرّض الطّبّي لأنواع أخرى من السرطانات، مما قد يمكّننا مستقبلاً من التنبؤ بالحالة المرضيّة أو وضع خطّة العلاج المناسبة لكلّ فرد على ضوء ما تعكسه دراسة النمط المناعيّ للمفاويّات الخاصّة به.  
المراجع References 
-1 د. اختيار.
كشف وتصنيف أورام اللوكيميا واللمفوما من خلال تحليل النمط المناعيّ الظاهري بتقانة القياس الخلوي بالتدفق.
منشورات هيئة الطاقة الذريّة السورية، ه ط ذ س- ب/ ت د ع رقم 450، 139، 2002. -2 خطّاب.
التقدير البيولوجيّ لجرعة التعرّض مرضى سرطان الرئة المعالجين بالأشعّة. رسالة ماجستير. جامعة دمشق. 165، 2014.
-3 د. ديب.
علم الدّمويات، الطبعة الثانية، منشورات جامعة دمشق، دمشق، 200، 2008.

4- Al-Mawali A; Pinto A.D. and Albusaidi R.
Lymphocyte subsets: reference ranges in an age- and gender-balanced population of Omani healthy adults.
Cytometry A. 83, 8, 44-739 .2013.
5- Amundson S.A; Bittner M; Meltzer P; Trent J. and Fomace A.J.
Biological indicators for the identification of ionizing radiation exposure in humans.
J. Physiol. 55, 1, 689-698, 2006.
6- Austin B ; Bigely Guillaumann. and Nadia A.
The Effects of Age and Latent Cytomegalovirus Infection on NK-Cell Phenotype and Exercise Responsiveness in Man.
J. Oxidative Medicine and Cellular Longevity. 3, 1, 1-10, 2015.
7- Chidrawar S; Khan N; Chan Y. and Nayak L.
Ageing is associated with a decline in peripheral blood CD56 bright NK cells Jour.
Immun Ageing, 3, 1, 1186/1742, 2006
8- Halstead Es; Carcillo Ja; Schilling B. and Greiner Rj.
Reduced frequency of CD56 dim CD16 pos natural killer cells in pediatric systemic inflammatory response syndrome/sepsis patients.
J. Pediatr Res. (4),74, 427-32. 2013.
9- Hockertz S; Emmendorffer A; Scherer G; Ruppert T; Daube H; Tricker A.R. and Adlcofer.
Acute effects of smoking and high experimental exposure to environmental tobacco smoke (ETS) on the immune system.
J. Cell BiolToxicol, Netherlands, 10, 3, 1994, 90-177, 1994
10- Ioka A; Nakamoura M; Shirokawa N; Kinoshita T; Mai K, Nakachi K. and Oshima A.
Natural killer activity and its changes among participants in a smoking cessation intervention program-a prospective pilot study of 6 months' duration.
J. Epidemiol. Japan. 5, 11, 238-242. 2001.
11- Gyuleva I; Panova D; Djounova J; Rupova I. and Penkova K.M.
Assessment of Some Immune Parameters in Occupationally Exposed Nuclear Power Plants Workers: Flowcytometry Measurements of T, B, NK and NKT Cells.
J. Dose Response, United States, 13, 1, 14-32, 2015
12- Koreck A; Sur?ny I A; J Sz?ny B; Farkas A; Bata-Cs?rg? Z; Kemény L. and Dobozy A.
CD3+CD56+ NK T cells are significantly decreased in the peripheral blood of patients with psoriasis.
J. Clin Exp Immunol, 1, 127, 176-182, 2002
13- Koudmani M; Vasson M.P. and Khalil A.
Reference Ranges of Peripheral Blood Lymphocyte Subsets in Syrian Healthy Adults by Flow Cytometry Influence of Age and Sex.
International Journal of Pharmacy and Pharmaceutical Sciences, India, 4, 1, 975-1491, 2012
14- Lee B.W; Yap H.K; Chew F.T; Quah T.C; Prabhakaran K; Chan G.S; Wong, S.C Seah C.C.
Age and sex related changes in lymphocyte subpopulations of healthy Asian subjects: from birth to adulthood.
J. Pubmed, 26, 1, 8-15. 1996
15- Louagie H; Van Eijkeren M; Philippe J; Thierens H. and De Ridder L.
Changes in peripheral blood lymphocyte subsets in patients undergoing radiotherapy.
International Journal of Radiation Biology, 1, 3, 767-771, 2009.
16- Mcginnes K; Florence J. and Penny R.
The effect of radiotherapy on the natural killer (NK)-cell activity of cancer patients.
J. Clin Immunol. 3, 7, 210-217. 1987
17- M?nica M; Alba L. and C?mbita.
Analysis of NK Cells in Peripheral Blood and Tumor Infiltrating Lymphocytes in Cervical Cancer Patients.
J. Revista Colombiana de Cancerolog?a. 16, 1, 16-26, 2012
18- Moszczyrizk P; Rutowski J. and Stowiriski S.
The effect of cigarettes smoking on the blood counts of T and NK cells in subjects with occupational exposure to organic solvents.
J. Public Health. 3, 4, 164-8. 1996
 
المجلد 8 , العدد 5 , ربيع الآخر 1439 - كانون الثاني (يناير) 2018

 
 
SCLA