تمكن باحثون من معهد سكريبس للأبحاث من تطوير أداة ذات
إمكانات واعدة في علاج الإدمان على الكوكايين، وذلك
بتخليق فيروس (ملتهمم) معدّل (وراثيا) وقادر على
امتصاص المادة المخدرة داخل الدماغ.
وخلال هذه الأبحاث قام العلماء بتغليف الفيروسات
بأجسام مضادة تلتصق بجزيئات الكوكايين وتساعد على
إخلاء الدماغ منها، مما يخمد نوازع الإدمان المؤدية
إلى معاودة التعاطي، عن طريق استئصال التأثيرات
المصطنعة التي يحدثها تعاطي المخدر.
|
|
ومع أنه ينظر عادة للفيروس بكثير من الخطورة، إلا أن هذه
الدراسة استفادت من خاصية قدرة الفيروس على الوصول إلى الجهاز
العصبي المركزي.
ويؤدي تعاطي الكوكايين إلى انتقاله لمجرى الدم، ثم عبوره لحاجز
الدورة الدموية في الدماغ، وتراكمه في المنطقة الباطنة من
الدماغ بسرعة، وتتصل هذه المنطقة بدورها بمركز اللذة في الدماغ
بواسطة الخلايا العصبية.
وهناك تتداخل جزيئات الكوكايين مع عملية التنظيم الاعتيادي
لمادة كيميائية في الدماغ هي الدوبامين، وذلك من خلال الارتباط
بناقلات الدوبامين ومنعها من إعادة تدوير الناقلات العصبية.
وكالعديد من الفيروسات، يمكن للكائنات "الملتهمة" الوصول إلى
الدماغ عبر الأنف، وقد استخدم الباحثون هذه الإمكانية لتوصيل
الجسم المضاد إلى الجهاز العصبي المركزي في حيوانات القوارض.
يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الدوبامين في منطقة مركز اللذة
بالدماغ، مما ينتج عنه حالة مصطنعة من الشعور بالانتعاش
والنشاط لدى متعاطي الكوكايين، وهي تحدث بعد ثوان من تعاطي
المخدر، وتستمر لعدة دقائق.
ويتعرض المدمنون لانتكاسات بسبب رغبتهم في معاودة الوصول إلى
حالة الانتعاش المصطنعة التي يحدثها الكوكايين في منطقة اللذة
بالدماغ، هذه الحالة من اللذة هي المسؤولة عن وصول متعاطي
الكوكايين إلى الإدمان بسبب رغبته في استعادة اللذة وتكرارها.
ويمكن استخدام تقنية مماثلة في علاج الإنسان من مظاهر وأسباب
الإدمان على المخدرات، وإن لم يتم بعد اختبار هذا الأسلوب
إكلينيكيا، وسيحتاج الباحثون إلى سنوات من التجريب والإتقان
قبل أن تتحول هذه التقنية إلى علاج جاهز لمرضى الإدمان.