يقول الباحثون إن معالجة المرضى، الذين يحتاجون إلى
نقل الأعضاء، بخلايا من المتبرع قبيل إجراء الجراحة قد
يقلل من الحاجة إلى استخدام كميات كبيرة من العقاقير
بعد الجراحة.
ويعمل العلاج الجديد بالخلايا على إعادة توجيه جهاز
المناعة للمريض حتى لا يشن هجوما على النسيج المزروع.
| |
وقد توصل باحثون من جامعات بالمملكة المتحدة إلى أن إشارات
جينية رئيسية يمكنها حماية العضو المزروع من استجابة جهاز
المناعة.
ويمكن أن تؤدي الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "كلينيكال
إنفستجيشن" إلى خفض الآثار الجانبية التي قد يتعرض لها المرضى.
يذكر إن عدد عمليات نقل الأعضاء من مانحين أحياء قد أصبحت في
زيادة مستمرة في ظل تلاشي وسائل أخرى لنقل الأعضاء.
ويحتاج المرضى للحصول على جرعات زائدة من العقاقير لكبح جهاز
المناعة حتى لا يرفض العضو الجديد.
غير أن هذه الجرعات الزائدة من العقاقير قد تؤدي إلى نتائج
عكسية وتزيد من فرص إصابة المريض بالسرطان في بعض الحالات، وهو
ما جعل العلماء يبحثون عن طرق بديلة لخفض فرص رفض جهاز المناعة
للعضو المزروع.
وربما يكون فريق العلماء من جامعات كيمبردج وأدنبره وإمبريال
كوليدج بلندن قد توصلوا إلى سبيل جديد لتغيير طريقة تعامل
الجسم مع العضو الجديد.
رسائل كيماوية
وقد اكتشف الباحثون نظام إشارات كيماوي يدعى "نوتش" ويبدو أنه
يتحكم في كيفية نمو وتطور خلايا المناعة.
وعندما قام العلماء بتعريض الفئران لمزيح من هذه الإشارات
وخلايا من المتبرع قبل إجراء جراحة نقل العضو بأسبوعين، تولد
عن ذلك استجابة مناعية.
وعند إجراء جراحة نقل العضو وجد الباحثون ان الجهاز المناعي لم
يهاجم العضو الجديد، بل تغاضى عنه وكأنه تعلم أن يغمض عينيه عن
وجوده.
ووجد الباحثون أن الفئران التي تعرضت لجراحة نقل القلب عقب
تلقي هذا النوع من العلاج ظلت دون تدخل من الجهاز المناعي
لفترة تزيد أربع مرات عن غيرها من الفئران التي لم يتم علاجها
قبل الجراحة.
ويبدو أن العلاج الجديد يشجع على نمو نوع من خلايا المناعة
وتدعى "خلايا تي المثبطة" التي تعمل على كبح أي استجابة
مناعية.
كما بدا أيضا أنها تقلل من إنتاج "خلايا تي المساعدة" والتي
تعمل على تنشيط الاستجابة المناعية.
من جانبه، قالت البروفيسور ةماجي دالمان من جامعة إمبريال
كوليدج بلندن والذي كان ضمن فريق الدراسة "تفتح الدراسة طريقا
جديدا نحو إمكانية تقديم علاج يعمل على إعادة توجيه جهاز
المناعة عند المريض قبيل إجراء الجراحة."
مخاطر صحية
أما الدكتور أنتوني وارينز الإخصائي في الطب الكلوي بمستشفى
هامرسميث بلندن فقال إنه من الممكن استخدام مجموعة من الوسائل
لتقليل الحاجة إلى عقاقير لكبح المناعة في المستقبل.
وأوضح أن المشكلات المترتبة على كبح جهاز المناعة على المدى
الطويل قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو مرض القلب، وهو ما
يؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل مثل هذا النوع من العلميات
هو وفاة المريض لأسباب أخرى على الرغم من بقاء العضو المزروع
بحالة جيدة.