تمكن العلماء من تطوير عقار جديد يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين كما يعمل
على خفض الوزن في الوقت نفسه.
ويقوم العقار الذي يطلق عليه "ريمونابانت" بإعاقة عمل الدوائر المخية التي تحفز على
التدخين والأكل.
يذكر أن المملكة المتحدة تعمل على اتخاذ إجراءات تستهدف التدخين والسمنة بعد أن
أصبحا من أكثر مسببات الوفاة في العالم.
وتأمل شركة سانوفي سينثيلابو الفرنسية والتي قامت بتطوير العقار، أن تتمكن من طرحه
في الأسواق بحلول العام القادم.
|
|
وأظهرت إحدى التجارب التي تم إجراؤها على العقار قدرته على خفض
أوزان المشاركين في التجربة بنحو تسعة كيلوجرامات في العام.
وفي تجربة أخرى اكتشف العلماء قدرته على مضاعفة فرص إقلاع
المدخنين عن التدخين. وقال الدكتور روبرت أنثينيلي من جامعة
سينسناتي والذي أشرف على تجربة التدخين: "نعتقد أن هذا أهو
أفضل مركب يمكن أن يستخدمه المدخنون والسمناء."
دوائر الجوع ويقوم العقار بإعاقة الدوائر المخية المسؤولة عن
تنظيم الرغبة في تناول الجوع وغيرها مثل الرغبة في شرب الكحول
أو التدخين. ويعمل مخدر الماريوانا على إثارة هذه الدوائر
المخية، فيما يعتقد أن الإفراط في تناول الطعام والتدخين
يثيران أيضا هذه الدوائر وهو ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في
الطعام والتدخين.
ويبدو أن عقار ريمونابانت لديه القدرة على إعاقة قدرة الجسم
على تلقي هذه الإشارات، وهو ما يسمح لهذه الدوائر بالعودة إلى
طبيعتها. وقد ركز الجزء الخاص بالسمنة من الدراسة على 1036
متطوعا من أصحاب السمنة الزائدة الذين يمارسون حمية غذائية
قاسية. وتم إعطاء بعضهم عقار ريمونابانت، فيما أُعطي آخرون
عقارا وهميا.
وبعد مرور عام، وجد الباحثون أن نصف المتطوعين الذين تم
إعطاؤهم جرعتين من عقار ريمونابانت قد فقدوا 10 بالمئة من
أوزانهم، مقارنة بـ 2.5 كيلوجراما فقدها من تم إعطاؤهم عقارا
وهميا.
وقال المتطوعون الذين حصلوا على عقار ريمونابانت إنهم شعروا
برغبة أقل في تناول الطعام. ويبدو أن عقار ريمونابانت يقلص من
معدلات الكوليسترول الضار في الجسم ويزيد من معدلات
الكوليسترول الجيد. الإقلاع عن التدخين
أما الجزء الخاص بالتدخين من الدراسة فوجد أن 28 بالمئة من
المدخنين أقلعوا عن التدخين لنحو شهر على الأقل بعد أن حصلوا
على العقار، مقارنة بـ 16 بالمئة أقلعوا عن التدخين عقب حصلوهم
على عقار وهمي. وصرح الدكتور إيان كامبل من المنتدى القومي
البريطاني للسمنة لبي بي سي أونلاين قائلا: "يبدو أن العقار قد
ساعد المرضى على خفض أوزانهم بشكل ملحوظ خلال 12 شهرا، ولكننا
نرغب في أن يستمر انخفاض الوزن لفترة أطول. ولكن أود التأكيد
على أن التحكم في الوزن يرجع في نهاية الأمر إلى أسلوب الحياة.
فيجب أن ننظر إلى العلاج على أنه مساعد فقط لمن بذلوا بالفعل
جهودا لتغيير أسلوب حياتهم أولا." وأضاف الدكتور: "لا شك أن
العقار الذي يمكنه التعامل مع مشكلتي السمنة والتدخين يمثل
فرصة رائعة."