تخفي البكتيريا المعوية نفسها عن جهاز المناعة في جسم الانسان بأن تتخذ شكل خلايا
الأمعاء على سبيل التخفي.
وقد فحص فريق أمريكي احدى أكثر أنواع البكتيريا تواجدا في الأمعاء البشرية
(بكتيرويدس) واتضح أنها تغلف نفسها بمادة سكرية مشتقة من جزيئات أخذت من سطح
الخلايا المعوية.
|
|
وقد نشرت تفاصيل البحث الذي قام به فريق كلية الطب في جامعة
هارفارد في مجلة العلوم .
ويساعد هذا الاكتشاف في توضيح كيف تستطيع ملايين البكتيريا
البقاء في الأمعاء البشرية دون أن يثير ذلك رد فعل من جهاز
المناعة.
وقد وجد فريق البحث ان بكتيريا البكتيرويدز تغلف نفسها بنوع من
الفوكوز يوجد بكثرة على سطح الخلايا المعوية.
وقد أوضحت بحوث سابقة ان بكتيريا بكتيرويدز تستطيع حث خلايا
الامعاء الظهارية على انتاج جزيئات مثل الفوكوز.
ويبدو ان البكتيريا تستطيع ادخال هذه الجزيئات أو اشكل معدلة
قليلا منها بشكل مباشر في خلاياها.
دور البكتيريا في الهضم
وتساهم بكتيريا بكتيرويدز في عملية الهضم وذلك بالمساعدة في
تحليل المواد الغذائية واضافة بعض الفيتامينات والمواد الأخرى
.
وقال الباحث د. لوري كومستوك لبي بي سي نيوز ويبسايت: "مقارنة
بالكميات الهائلة من المعلومات المتوفرة عن البكتيريا الضارة
وكيفية تسببها بالأمراض فان معلوماتنا عن طريقة عمل البكتيريا
النافعة في أمعاء الثدييات محدودة. ان عدم اثارة البكتيريا
النافعة في الأمعاء لردود فعل من جهاز المناعة لهو مهم جدا.".
وأضاف:"تستطيع البكترويدز تحليل أنواع كثيرة من النباتات
العدادية السكر اللازمة للحصول على الطاقة والتي لا تستطيع
الأمعاء تحليلها دون مساعدة البكتيريا".
وقال د. ألاستير فوربز أخصائي أمراض المعدة والأمعاء في مستشفى
سانت ماركس في لندن ان الاكتشافات مهمة، ومن الممكن استخدامها
على المدى الطويل من أجل تطوير مواد حيوية لعلاج المشاكل
المعوية.
وقد سبق استخدام مواد حيوية كهذه في علاج تقرحات القولون.
وأضاف د. فوربز ان " استخدام العلاجات الحيوية تكلل بشيء من
النجاح حتى الان ولكن كانت هناك حاجة لتكراره بسبب عدم مكوث
البكتيريا النافعة فترة كافية في الأمعاء ولكن اذا أمكن تعديل
هذه البكتيريا بحيث تستطيع المكوث في الأمعاء فترة أطول فسيكون
ذلك مفيدا".
وتفيد التقديرات ان 20-30% فقط من البكتيريا الموجودة في
الأمعاء معروفة للعلماء.